اخبار لبنان
موقع كل يوم -ملعب
نشر بتاريخ: ٤ تموز ٢٠٢٥
عاد إسم نجم ريال مدريد السابق غاريث بايل إلى الواجهة أخيرًا من بوابة الاستحواذ على الأندية حيث ربطت تقارير صحافية اسمه بتحالفين تجاريين سعيا لشراء ناديين بريطانيين هما "بليموث أرجايل" الذي أشرف على تدريبه نجم مانشستر يونايتد السابق واين روني في الموسم الماضي و"كارديف سيتي"، أحد أعرق الأندية في ويلز، موطن نجم توتنهام هوتسبر السابق.
يسعى بايل إلى السير على خطى عدد من زملائه السابقين الذين إستثمروا في أندية كرة القدم في السنوات الأخيرة وبينهم الكرواتي لوكا مودريتش الّذي إستثمر في "سوانزي سيتي"، الغريم التقليدي لكارديف والفائز بكأس الرابطة الإنكليزية عام 2013، والفرنسي كيليان مبابي الّذي إستحوذ على 80 في المئة من أسهم نادي "ستاد ماليرب كان" عام 2024، بالإضافة إلى لاعب تشيلسي السابق نغولو كانتي الّذي أصبح مالكًا لنادي "رويال إكسيلسيور فيرتون" البلجيكي قبل عامين، وسير ديفيد بيكهام اّلذي حصل على رخصة تأسيس نادي "إنتر ميامي" عند انضمامه إلى الدوري الأميركي(MLS) عام 2007.
ولا تقتصر هذه الظاهرة على اللاعبين القدامى مثل زلاتان إبراهيموفيتش والأخوين نيفيل وبول سكولز بل تشمل أيضًا نجوم الرياضات الأخرى مثل أسطورة كرة القدم الأميركية توم برادي الّذي أصبح مساهمًا في نادي "برمنغهام سيتي" عام 2023، وأسطورة التنس سيرينا ويليامز التي إستثمرت في نادي "أنجل سيتي" الذي يشارك حاليًا في الدوري الأميركي الأول للسيدات(NWSL) .
ولا ننسى نجوم هوليوود مثل ريان رينولدز وروب ماكلهيني اللذين أعادا المجد إلى نادي "ريكسهام" الويلزي وساهما في شهرته العالمية عبر الوثائقي الدرامي الشهير(Welcome to Wrexham).
يرى المتابعون أن هذه الاندفاعة نحو شراء الأندية يعكس تحوّل الرياضة من هواية فردية أو مناسبة اجتماعية إلى واحدة من أبرز أدوات الترفيه في العصر الرقمي، فقد تطوّرت الرياضة في شكل كبير مع إنتشار وسائل الإعلام من المذياع والتلفزيون إلى الإنترنت ما ساهم في زيادة عائدات الرياضات الجماهيرية مثل كرة القدم وكرة السلة والبيسبول عبر حقوق البث والإعلانات. ولكن غيّرت منصة "نيتفلكس" قواعد اللعبة بالكامل إذ باتت الرياضة تُقدّم كمنتج ترفيهي بصري جذّاب، مغيّرةً بالتالي معالم الرياضة كما عهدناها.
توفّر "نيتفلكس" وأخواتها إنتاجات رياضية أصلية عالية الجودة ما أتاح للمتابعين الاطلاع على كواليس البطولات بشكل غير مسبوق، ويُعدّ الوثائقي(Drive to Survive) الخاص بالفورمولا واحد من أبرز الأمثلة على ذلك،إذ أصبح مرجعًا في مجال الترفيه الرياضي.
وبعد نجاح سلسلة(All or Nothing) الّتي تواكب ناديًا أو منتخبًا خلال فترة طويلة، تشجّعت رؤوس الأموال الأميركية على الاستثمار في كرة القدم الأوروبية سعيًا منهم لتكرار التجربة الأميركية خصوصًا أنّ سوق الرياضة في الولايات المتحدة تقدّر قيمته بمئات مليارات الدولارات سنويًا.
من هذا المنطلق، يرى المستثمرون في الأندية فرصة لزيادة الأرباح وتطوير اللعبة بينما يجد لاعبو كرة القدم فيها وسيلة للحفاظ على نمط حياة مريح بعد الاعتزال والمساهمة في مستقبل اللعبة التي أحبوها.
لطالما لعبت الرياضة دورًا بارزًا في تحسين صورة الدول وتعزيز نفوذها منذ العصور القديمة، وقد تجلّى ذلك بوضوح في استخدام الألعاب الأولمبية خلال الحرب الباردة كساحة تنافس رمزية بين المعسكرين الشرقي والغربي. غير أن هذه القوّة الناعمة لم تعد حكرًا على الدول، بل باتت في متناول رواد الأعمال والمؤثرين وصنّاع المحتوى الذين يستثمرون في الجانب الترفيهي من الرياضة إلى أقصى الحدود.
ومن أبرز الأمثلة على ذلك "دوري الملوك" الذي أسسه جيرارد بيكيه، ومسابقة(Baller League) الّتي يشرف على نسختها البريطانية المؤثر الشهير(KSI) إذ صُمّمت هذه الدوريات لتكون صديقة لمواقع التواصل الاجتماعي وتُضفي مزيدًا من التشويق والإثارة.
تعيش الرياضة عمومًا، وكرة القدم خصوصًا، تحوّلات جذرية تتكشف ملامحها تباعًا، فهل سيصبح غاريث بايل لاعبًا من اللاعين الطامحين لتغير وجهها المألوف؟
لنترقب ونرى لأنّ "خبر اليوم بفلوس بكرا ببلاش". كريستيان الضاهر