اخبار لبنان
موقع كل يوم -المرده
نشر بتاريخ: ٢ نيسان ٢٠٢٥
يولد الناس مختلفين بسماتهم البيولوجية والشخصية، لكن فئة منهم تمثل اختلافًا لم تُفهم حقيقته إلّا منذ عقود قليلة. فالمصابون بالتوحد مميزون بطريقة تجعلهم يتواصلون بشكل مختلف مع محيطهم، ولكنهم قد يصبحون 'عباقرة' إذا ما وجدوا طريق إبداعهم.
لهؤلاء يوم عالمي في الثاني من أبريل/ نيسان من كل عام. وبحسب الأمم المتحدة، يُراد من اليوم العالمي للتوعية بالتوحد لعام 2025 تعزيز أهمية الجهود المستمرة لإزالة الحواجز، وتنفيذ السياسات الشاملة، والاعتراف بما يقدّمه الأشخاص ذوو التوحد من إسهامات قيّمة في مجتمعاتهم، وفي تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
فالتوحد الذي يشار إليه أيضًا باسم اضطراب طيف التوحد، يشكل مجموعة متنوعة من الحالات المرتبطة بتطور الدماغ. وبحسب منظمة الصحة العالمية يُصاب طفل واحد تقريبًا من كل 100 طفل بالتوحد. وقد تُكتشف السمات في مرحلة الطفولة المبكرة، ولكن غالبًا لا يُشخَّص التوحد إلا بعد ذلك بكثير.
أكثر من 61 مليون مصاب بالتوحد
وفقًا لبيانات جديدة من دراسة العبء العالمي للأمراض لعام 2021، نُشرت مؤخرًا في مجلة 'لانسيت'، يُقدّر عدد الأشخاص المصابين بالتوحد في جميع أنحاء العالم بحوالي 61.8 مليون شخص، أو واحد من بين كل 127 شخصًا، في عام 2021، مقارنة بواحد من بين كل 271 شخصًا في عام 2019.
وأوضح الباحثون في مقالة 'لانسيت' أن الفرق يرجع بشكل أساسي إلى التغييرات في كيفية تقدير دراسة العبء العالمي للأمراض للانتشار في عام 2019.
كما وجدوا أن التوحد صُنّف من بين الأسباب العشرة الأولى للعبء الصحي غير المميت للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 20 عامًا، ما يسلط الضوء على الحاجة إلى الكشف المبكر والدعم التنموي للأشخاص المصابين بالتوحد.
ويلحظ الباحثون أن 'معظم التحقيقات الوبائية حول التوحد ركزت على الأطفال والمراهقين، ما ترك فجوة في فهم طيف التوحد لدى البالغين'.
وبحسب البيانات، يصيب التوحد الذكور بمقدار الضعف مقارنة بعدد النساء، بمعدل 1,065 حالة لكل 100 ألف ذكر، مقابل 508 حالات لكل 100 ألف أنثى.
كما سلطت النتائج الضوء على تباين كبير في الانتشار حسب المنطقة، من واحد من بين كل 163 شخصًا في أميركا اللاتينية إلى واحد من بين كل 65 شخصًا في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
وأشار الباحثون إلى أن العديد من العوامل تساهم في التباينات الجغرافية، بما في ذلك الاختلافات في التعرض لعوامل الخطر، والاختلافات الثقافية في المعايير السلوكية، وأدوات الفحص والتشخيص، وكيفية استجابة المشاركين لأسئلة الاستطلاع، وحتى اختيارهم للمشاركة.
مصطلح وأبحاث التوحد
وبحسب موقع 'نيوز ميديكال'، استخدم الطبيب النفسي السويسري يوجين بلويلر مصطلح التوحد لأول مرة عام 1908، لوصف مريض مصاب بالفصام انطوى على نفسه.
وتعني الكلمة اليونانية 'autós' الذات، بينما استخدم بلويلر كلمة 'autism' لتعني الإعجاب المرضي بالذات والانطواء عليها.
في عام 1943، درس طبيب الأطفال النفسي الأميركي ليو كانر حالة 11 طفلاً أبدوا صعوبات في التفاعل الاجتماعي وفي التكيف مع تغيرات الروتين، وذاكرة جيدة، وحساسية للمنبهات ومقاومة وحساسية تجاه الطعام، وإمكانات فكرية جيدة.
في عام 1944، درس طبيب الأطفال النمساوي هانز أسبرجر، الذي كان يعمل بشكل منفصل، مجموعة من الأطفال الذين أظهروا صفات مشابهة للمجموعة التي درسها الطبيب الأميركي. لم يكن لدى الأطفال الذين درس حالاتهم مشكلة لغوية، بل تحدثوا مثل البالغين. وكانوا بغالبيتهم مختلفين عن الأطفال العاديين من حيث المهارات الحركية الدقيقة.
وبعد ذلك، درس الباحث وعالم النفس النمساوي برونو بيتلهايم تأثير ثلاث جلسات علاجية مع أطفال وصفهم بالتوحديين. ادعى أن المشكلة لدى الأطفال ناجمة عن برودة أمهاتهم. سعى كل من كانر وبيتلهايم إلى وضع فرضية تُظهر أن الأطفال المصابين بالتوحد لديهم أمهات باردات.
كان برنارد ريملاند طبيبًا نفسيًا ووالدًا لطفل مصاب بالتوحد. اختلف مع بيتلهايم، إذ لم يوافق على أن سبب توحد ابنه يعود إلى مهاراته أو مهارات زوجته في التربية. وفي عام 1964، نشر برنارد ريملاند كتاب 'التوحد الطفولي: المتلازمة وآثارها على النظرية العصبية للسلوك'.
وفي سبعينيات القرن الماضي، أصبح الحديث عن التوحد أكثر تواترًا، بدأت مؤسسة إيريكا في تعليم الأطفال المصابين بالذهان وعلاجهم في بداية الثمانينيات.
وفي ثمانينيات القرن العشرين، تجدد الاهتمام بأعمال أسبرجر التي وصفت أعراض التوحد وتُرجمت إلى اللغة الإنجليزية ونشرت حيث اكتسبت أبحاث التوحد زخمًا كبيرًا. وساد اعتقاد متزايد بأن التربية لا دور لها في التسبب بالتوحد، وأن هناك اضطرابات عصبية وأمراضًا وراثية أخرى مثل التصلب الدرني، واضطرابات أيضية مثل بيلة الفينيل كيتون، أو تشوهات كروموسومية مثل متلازمة الصبغي إكس الهش.
وفي ذلك الوقت اكتشفت الطبيبة النفسية البريطانية لورنا وينغ، بالتعاون مع الطبيب النفسي السويدي كريستوفر جيلبيرغ في عيادة 'بي إن كيه' للأمراض النفسية العصبية للأطفال في السويد، ثالوث وينغ لأعراض التوحد المتمثلة في قصور التفاعل الاجتماعي وقصور اللغة والتواصل وضعف الخيال. وفي تسعينيات القرن الماضي، أُضيف عامل آخر وهو محدودية القدرة على التخطيط.
ما هو التوحد؟
بحسب عيادة 'كليفلاند'، التوحد هو حالة تتمثل في اختلاف في آلية عمل دماغ الطفل، مما يؤثر على تفاعله مع العالم من حوله. ويُعَدّ هذا الاختلاف فطريًا، أي لا علاقة له بأسلوب التربية أو الطعام أو اللقاحات أو أي شيء آخر واجهه الطفل بعد الولادة.
وتقول عيادة كليفلاند: 'التوحد ليس مرضًا. هذا مهم لأننا نسعى إلى علاج الأمراض. في حالة التوحد، الهدف ليس الشفاء. بدلًا من ذلك، نجد طرقًا لمساعدة الطفل على تحديد نقاط قوته والاستفادة منها على أكمل وجه، مع التعامل مع أي تحديات قد يواجهها'.
الأشخاص المصابون بالتوحد مُتباينون عصبيًا. وتُشير كلمة 'متباينون عصبيًا' إلى الأشخاص الذين تختلف أدمغتهم عما هو 'طبيعي' أو متوقع. قد يتفوقون في مجالات معينة ويحتاجون إلى دعم أكبر في مجالات أخرى مقارنةً بأقرانهم من ذوي النمط العصبي الطبيعي.
وبحسب عيادة كليفلاند، فالتوحد طيفٌ واسعٌ بمعنى وجود نطاق واسع جدًا من سمات الشخصية ونقاط القوة والتحديات التي قد يواجهها المصابون بالتوحد.
الأعراض والعلاج
وقد يلاحظ الأهل أن الطفل الصغير المصاب بالتوحد:
لا يتابع نظرات المتحدث إليه أو ينظر إلى الأشياء التي يشير إليها؛
لا يستجيب عند مناداته باسمه؛
يبدو غير مهتم بألعاب تبادل الأدوار مثل لعبة الغميضة؛
لا يبحث عن والدته ليشاركها شيئًا اكتشفه؛
يستخدم يد والدته كأداة لالتقاط الأشياء التي يريدها؛
يفضل اللعب بمفرده (يستمر هذا الوضع بعد عمر السنتين).
وعندما يكبر هذا الطفل قليلًا:
يتحدث عن مواضيع محددة من دون تبادل الحديث؛
يبدو غير مهتم ببدء محادثة؛
يجد صعوبة في التعبير عن مشاعره أو فهم مشاعر الآخرين؛
يجد صعوبة في استخدام لغة الجسد وفهمها؛
يتحدث بنبرة رتيبة أو صوت غنائي؛
يجد صعوبة في ملاحظة الإشارات الاجتماعية.
وعندما يصبح الطفل مراهقًا:
يجد المصاب بالتوحد صعوبة في فهم ما يقصده الآخرون؛
لا يبادر بالتفاعلات الاجتماعية؛
يتواصل بصريًا بشكل ضئيل أو لا يتواصل على الإطلاق؛
يجد صعوبة في المزج بين الكلمات المنطوقة ولغة الجسد؛
يجد صعوبة في بناء علاقات مع أقرانه؛
يتوافق بسهولة أكبر مع الأطفال الصغار أو الكبار؛
يجد صعوبة في رؤية الأمور من وجهة نظر شخص آخر؛
لا يفهم بعض القواعد الاجتماعية مثل التحية أو المساحة الشخصية؛
يبدو منعزلاً عند وجوده مع الآخرين.
وفي المقابل، يتمتع المصاب بالتوحد بنقاط قوة تختلف بين شخص وآخر وتتمثل بـ:
القدرة على التعبير عن الرأي أو 'معارضة التيار السائد' حتى لو لم يكن ذلك أمرًا شائعًا؛
إحساس قوي بالصواب والخطأ، يدفعه إلى اتباع بوصلته الأخلاقية حتى في غياب أي شخص؛
القدرة على التعبير عن نفسه بصراحة وصدق؛
مهارة التواصل مع الآخرين من جميع الأعمار؛
القدرة على التركيز لفترات طويلة واكتساب الخبرة في موضوع ما؛
مهارات قوية في التفكير غير اللفظي.
ويتعامل المتخصصون مع جوانب التوحد التي قد تُشكل تحديات للمصاب أو تمنعه من تعزيز قدراته. ويتضمن ذلك مجموعة من العلاجات التي تُساعد الطفل على بناء المهارات التي سيحتاجها الآن وفي المستقبل. تُعلّم بعض العلاجات الأهل كيفية دعم طفلهم. وكلما بدأ هذا الدعم مبكرًا (ويفضل قبل سن الثالثة)، زادت فائدته للمصاب بالتوحد على المدى الطويل.
وتتضمن العلاجات:
العلاجات السلوكية، مثل تحليل السلوك التطبيقي؛
العلاج الأسري؛
علاج النطق؛
العلاج المهني.
جينات تتلازم مع الإبداع
وقد شخّص مشاهير من ممثلين ومغنين ورجال أعمال بطيف التوحد. وبحسب موقع 'ذا ترانسميتير'، يقول أستاذ الطب النفسي في كلية ترينيتي بدبلن مايكل فيتزجيرالد، إن قائمة طويلة من 'العباقرة' – بمن فيهم ألبرت أينشتاين وإسحاق نيوتن وجورج أورويل، وهربرت جورج ويلز، ولودفيج فيتجنشتاين، وبيتهوفن وموزارت، وهانز كريستيان أندرسن، وإيمانويل كانط كانوا جميعًا مصابين بمتلازمة أسبرجر.
وقال فيتزجيرالد، في مؤتمر بلندن: 'أجادل بأن جينات التوحد/متلازمة أسبرجر والإبداع متشابهة جوهريًا'.
وبحسب فيتزجيرالد، فإن دليله على هذا الادعاء هو روايات هؤلاء العباقرة الذين تصفهم بأنهم منعزلون، صعبو المراس، يركزون بشدة لعقود على مشكلة واحدة نت دون الالتفات إلى آراء الآخرين.
أنتوني هوبكنز
كذلك أعلن الممثل البريطاني أنتوني هوبكنز، الحائز على جائزة الأوسكار لأفضل ممثل عن دور هانيبال ليكتر في فيلم 'صمت الحملان' إنه شُخِّص بمتلازمة أسبرجر الخفيفة.
ففي حديث إلى صحيفة 'ديزرت صن' قال هوبكنز في عام 2021: 'لم أكن أعلم بوجود متلازمة أسبرغر، لكنّني أصبحت ممثلاً بنهج عملي. كان والدي خبازًا. لكنني لم أكن متأكدًا أبدًا من هويتي الحقيقية'.
وقال إن ذلك 'أدّى إلى سنوات من انعدام الأمن والفضول العميق'، تابع هوبكنز. 'لم أستطع الاستقرار في أي مكان. كنت مضطربًا وسبّبت المشاكل، خصوصًا في سنواتي الأولى. نضجت قليلاً، لذا فأنا الآن أكثر سلامًا مع نفسي. لكن لا يزال لديّ سؤال كبير في ذهني: هل يُفترض بي أن أفعل هذا؟ لكنني سأبلغ 79 عامًا، لذا أعتقد أنني فعلت ما كان من المفترض أن أفعله'.
كذلك كشف إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا ورئيس مجلس إدارة شركة إكس خلال ظهوره كضيف في برنامج 'ساترداي نايت لايف' عام 2021 عن إصابته بمتلازمة أسبرغر.
وقال مازحًا: 'لن أُجري الكثير من التواصل البصري مع فريق العمل الليلة. لكن لا تقلقوا، فأنا بارع جدًا في محاكاة الآخرين'، في إشارة إلى أعراض شائعة لاضطراب طيف التوحد.
وفي مقابلة بُثت في مؤتمر TED في عام 2022، تحدث ماسك بمزيد من التفصيل عن الأعراض التي عانى منها. قال ماسك خلال المقابلة: 'حسنًا، أعتقد أن تجربة كل شخص ستكون مختلفة نوعًا ما. لكنني أعتقد أن الإشارات الاجتماعية لم تكن بديهية بالنسبة لي. كنتُ شغوفًا بالقراءة فقط، ولم أفهم.. أعتقد أن الآخرين كانوا قادرين نوعًا ما، وبشكل بديهي، على فهم المقصود بكلمة ما. كنتُ أميل إلى أخذ الأمور حرفيًا، كأن تكون الكلمات، كما تُنطق، هي معناها تمامًا'.
وأضاف ماسك، بعد أن تذكر ما حدث، أنه يعتقد أن إصابته بمتلازمة أسبرغر ربما ساعدته في مسيرته المهنية. وقال: 'أعتقد أن هناك بعض القيمة أيضًا من الناحية التكنولوجية، لأنني وجدتُ قضاء الليل كله في برمجة أجهزة الكمبيوتر بمفردي أمرًا مُجزيًا. وأعتقد أن معظم الناس، لا يستمتعون بكتابة رموز غريبة على جهاز كمبيوتر بمفردهم طوال الليل'.
بيل غيتس
أمّا رجل الأعمال الأميركي ومؤسسة شركة البرمجيات 'ميكروسوفت'، فقد أقرّ في الصفحات الأخيرة من كتابه الجديد 'سورس كود'، بأمرٍ طالما افترضه من حوله: لو نشأ اليوم، لكان شُخّص باضطراب طيف التوحد.
وينقل موقع 'أكسيوس' عن غيتس قوله إنه يأمل أن يستفيد أطفالٌ مثله من مشاركته هذا الجانب من شخصيته.
قال غيتس خلال مقابلةٍ واسعة النطاق: 'أعتقد أن على الأطفال (الذين يعانون من طيف التوحد) أن يعتبروه قوةً وأمرًا عليهم الاعتراف به لأنفسهم، وأن يفكروا في كيفية الاستفادة منه والفخر بما يجيدونه'.
وأضاف: 'أعتقد أن العالم يتحسن قليلًا في هذا الشأن. ربما قبل 10 أو 15 عامًا، لم يكن الأمر جيدًا بهذا القدر، لكنني أعتقد أن الاعتراف بذلك قد يكون مفيدًا للناس'.
فان غوخ
وبحسب 'ميدوِن بابليشرز'، أُضيف تشخيصٌ مُهمَل، وهو اضطراب طيف التوحد إلى التشخيص التفريقي للعديد من التشخيصات الطبية والنفسية التي استُخدمت لتفسير شخصية الرسام الهولندي فنسنت فان غوخ الفريدة وغير العادية.
ويُعد فان غوخ أحد رموز المدرستين الانطباعية والوحشية، وترك 2100 عمل فني من ضمنها 900 لوحة زيتية كانت نتاج مسيرة فنية استمرت لمدة 10 أعوام فقط.
فمنذ سنواته الأولى، أظهر فان جوخ السمات البارزة لاضطراب طيف التوحد مما أدى إلى علاقات متقلبة ومُنفّرة مع عائلته وأصدقائه وزملائه في الفن وسكان المجتمعات التي عاش فيها.
تمبل غراندين
كذلك تعد عالمة الحيوان والأستاذة في جامعة ولاية كولورادو، تمبل غراندين، شخصية بارزة في مجال التوحد وحقوق الحيوان. ولدت تمبل في عام 1947، وتم تشخيصها بالتوحد في سن مبكرة. في ذلك الوقت، كان يُنظر إلى التوحد على أنه حالة ميؤوس منها، واقترح الأطباء أن يتم إيداعها في مؤسسة. ومع ذلك، رفضت والدتها هذا الاقتراح، وقررت أن تمنحها أفضل فرصة ممكنة في الحياة.
واجهت تمبل صعوبات كبيرة في التواصل والتفاعل الاجتماعي خلال طفولتها. كانت تعاني من نوبات غضب شديدة، وتجد صعوبة في فهم اللغة المجازية. ومع ذلك، كان لديها شغف كبير بالحيوانات، ولاحظت والدتها ذلك وشجعتها على تنمية هذا الشغف.
حصلت تمبل على درجة البكالوريوس في علم النفس من كلية فرانكلين وبنيديكت، ودرجة الماجستير في علم الحيوان من جامعة ولاية أريزونا، ودرجة الدكتوراه في علم الحيوان من جامعة إلينوي في أوربانا شامبين.
وأصبحت تمبل صوتًا بارزًا في مجتمع التوحد. وهي تتحدث علنًا عن تجربتها الخاصة مع التوحد، وتشجع الآخرين على تقبل الاختلافات. وقد جُسدت قصة حياتها في فيلم تلفزيوني حمل اسمها في عام 2010 وفازت عنه الممثلة كلير دينس بجائزة 'إيمي'.
دان أيكرويد
كذلك يعد الممثل الكوميدي وكاتب السيناريو الكندي الشهير دان أيكرويد، واحدًا من الشخصيات المعروفة التي تحدثت علنًا عن تجربتها مع التوحد. تم تشخيصه بمتلازمة أسبرجر في مرحلة متأخرة من حياته.
فخلال مسيرته المهنية، أظهر أيكرويد سمات غالبًا ما ترتبط بالتوحد، مثل التركيز الشديد على اهتمامات محددة، والالتزام الصارم بالقواعد، والصعوبة في بعض الأحيان في التفاعل الاجتماعي.
وقد تحدث أيكرويد عن هوسه بالأشباح والظواهر الخارقة، والذي كان له تأثير كبير على عمله الإبداعي، بما في ذلك فيلم 'صائدو الأشباح' الشهير.
وعلى الرغم من التحديات التي واجهها، حقق أيكرويد نجاحًا كبيرًا في مجال الترفيه، وأصبح واحدًا من أكثر الممثلين الكوميديين المحبوبين في جيله.
كاني ويست
كذلك أعلن مغني الراب الأميركي كاني ويست إنه شُخِّصَ خطأً باضطراب ثنائي القطب، وقد شُخِّصَ حديثًا بالتوحد.
وقال ويست في حديثه مع جاستن لابوي في بودكاسته 'ذا داونلود' إن زوجته بيانكا سينسوري اقترحت عليه إعادة تشخيص حالته واكتشف بعد استشارة الطبيب أنه يعاني من حالة توحد بالفعل.
وتطول قائمة المبدعين الذين تساعد قصصهم في زيادة الوعي بالتوحد، وإظهار أن الأشخاص المصابين بالتوحد يمكن أن يحققوا إنجازات كبيرة في مختلف المجالات.