اخبار لبنان
موقع كل يوم -هنا لبنان
نشر بتاريخ: ٢٥ نيسان ٢٠٢٥
تشهد العلاقات اللبنانية – الإيرانية توترًا غير مسبوق في الفترة الأخيرة، وذلك بعد سلسلة من التطورات التي أدّت إلى تعكير صفو هذه العلاقة. البداية كانت بتعليق الرحلات الجوية بين بيروت وطهران، وهو قرار جاء على خلفية المخاوف الأمنية التي تزايدت بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة، ليزيد من تعقيد المشهد الدبلوماسي بين البلدين. ثم جاء استدعاء وزير الخارجية اللبناني يوسف رجّي للسفير الإيراني لدى لبنان مجتبى أماني، على خلفية منشور مثير للجدل نشره الأخير عبر منصة 'أكس' تناول فيه قضية سلاح 'حزب الله'، وهو ما فجّر موجةً من التوترات السياسية بين الجانبين.
وفي التفاصيل، يأخذ استدعاء السفير الإيراني مجتبى أماني حيزًا واسعًا من المتابعة، وهو كان قد حضر أمس إلى وزارة الخارجية بناء لاستدعائه من الدولة اللبنانية على خلفية مواقفه العلنية الأخيرة. والتقى أماني الأمين العام السفير هاني الشميطلّي، الذي أبلغه 'بضرورة التقيّد بالأصول الدبلوماسية المحددة في الاتفاقات الدولية الخاصة بسيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وفي مقدمها اتفاقية فيينا'.
ولاحقًا، أشار أماني إلى أن هذه الزيارة أتت لتفادي أي التباس أو سوء فهم محتمل بين البلدين بشأن محتوى التغريدة وشدّد على 'ضرورة الحيْلولة دون تمكين الأعداء من إيقاع الفرقة بين إيران ولبنان'.
كما أكد 'حرص إيران الثابت على دعم استقلال لبنان وسيادته واستقرار أمنه، واستعداد إيران الكامل لتعزيز الدعم وتوسيع آفاق التعاون الثنائي في مختلف المجالات'.
في هذا السياق، أشارت مصادر مواكبة لـ 'نداء الوطن' إلى أن 'الاستدعاء هذا هو من الخطوات النادرة التي تتخذها الحكومة اللبنانية تجاه إيران، الأمر الذي يفسّر على أنها محاولة لإعادة التوازن في العلاقات الخارجية وتأكيد على استقرار القرار اللبناني'.
وكان السفير الإيراني قد نشر تغريدةً في حسابه على 'إكس'، رأى فيها أن 'مشروع نزع السلاح مؤامرة واضحة ضدّ الدول'، مشيرًا الى انه 'في الوقت الذي تواصل فيه الولايات المتحدة تزويد الكيان الصهيوني بأحدث الأسلحة والصواريخ، تمنع دولًا من تسليح وتقوية جيوشها، وتضغط على دول أخرى لتقليص ترسانتها أو تدميرها تحت ذرائع مختلفة'.
وشدد على أنه 'بمجرد أن تستسلم تلك الدول لمطالب نزع السلاح، تصبح عرضةً للهجوم والاحتلال، كما حصل في العراق وليبيا وسوريا'.
في ظل هذه التطورات، يبدو أن العلاقات اللبنانية – الإيرانية تمرّ بمرحلة اختبار حقيقي، وسط تزايد الضغوط الإقليمية والدولية، ومحاولات لبنانية لضبط الإيقاع الدبلوماسي بما يحفظ السيادة ويؤكد على مبدأ النأي بالنفس.
وبين تأكيد إيران على دعم لبنان، وتمسك بيروت بحدود التعامل السياسي والدبلوماسي، تبقى العلاقة بين البلديْن رهنًا بالتطورات المقبلة، وبقدرة الطرفين على تجاوز التوترات الراهنة بما يخدم استقرار لبنان ومصالحه الوطنية العليا.