اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة اللواء
نشر بتاريخ: ٢٥ نيسان ٢٠٢٥
وقّع وزير المالية ياسين جابر والمدير الاقليمي في البنك الدولي جان كريستوف كاريه قرضاً بقيمة ٢٥٠ مليون دولار مخصص لمعالجة موضوع الكهرباء في لبنان.
واعتبر جابر ان هذا القرض سيشكل دفعاً قوياً لخطوات الاصلاح التي يقوم بها لبنان لاصلاح هذا القطاع، فيما اعتبر كاريه التوقيع لحظة مفصلية في شراكة البنك مع لبنان ونقطة تحوّل حاسمة نحو تنفيذ الاصلاحات الحيوية اللازمة لهذا القطاع.
وأدلى جابر بالتصريح الآتي: «نحن على يقين بأن هذا القرض سيكون مفيدًا جدًا في دفع ودعم الإصلاحات التي نقوم بها في قطاع الكهرباء في لبنان، فمنذ سنوات عديدة، كنا ننتظر تعيين الهيئة التنظيمية وتطبيق القانون الذي وُضع منذ فترة طويلة، ونحن اليوم نخطو خطوات حقيقية نحو إحداث تغيير كبير في طريقة إدارة قطاع الكهرباء في البلاد.
هذا القانون يُعد إصلاحًا بنيويًا حقيقيًا، وهذا القرض سيُسهم فعليًا في تمكيننا من المضي قدمًا في مسار الإصلاح.
نتوجه بجزيل الشكر للسيد كارّيه على كل الجهود التي بذلها، كما نشكر صديقنا الدكتور الملا على الدعم المتواصل الذي يقدمه للبنان. ولا يفوتنا أيضًا أن نوجه شكرنا لرئيس البنك الدولي ولكل من عمل على هذا القرض، وعلى القروض الأخرى التي يتم تقديمها للبنان في هذا الوقت الذي يمر فيه بلدنا بحاجة ماسة إلى كل دعم يمكن الحصول عليه».
أما كاريه فقال بدوره: إن هذا القرض بقيمة 250 مليون دولار يهدف إلى تمكين خدمات كهرباء أنظف وأكثر موثوقية وكفاءة في لبنان. وبعد عقود من انخراط البنك من خلال الدعم الفنيّ والتحليليّ، يُعدّ هذا أول قرض من البنك الدولي للإنشاء والتعمير (IBRD) في قطاع الكهرباء في لبنان.
وأضاف: إنها لحظة مفصلية في شراكتنا، وتشكل نقطة تحوّل حاسمة نحو تنفيذ الاستثمارات الحيوية اللازمة لإصلاح القطاع، وهي مدعومة بإصلاحات سياسية تلتزم بها حكومتكم لتحسين جودة الخدمات بسرعة وبطريقة مستدامة ماليًا وماليًّا.
وكشف التفاصيل الإضافية حول المشروع:
1. تمويل إنشاء مركز تحكم وطنيّ جديد.
2. تحسين نظام المحاسبة والفوترة والتحصيل في مؤسسة كهرباء لبنان.
3. تطوير مزارع طاقة شمسية قابلة للتوسع، على أن تنتج المرحلة الأولى 150 ميغاواط وتوفّر ما يُقدّر بـ40 مليون دولار سنويًا من كلفة الوقود.
4. تأهيل ثلاث محطات كهرومائية على نهر الليطاني.
5. وأخيرًا، تعزيز البنية التحتية الحيوية لشبكة النقل الكهربائي.
وشدّد على «أن هذا المشروع ضروريّ لأن خدمات الكهرباء غير موثوقة حاليًا، وكانت سببًا في عدم الاستقرار الاقتصاديّ ولأن هذا المشروع يشكّل أساسًا لدعم بناء الدولة، وتحسين سبل العيش، والمساهمة في تعافي الاقتصاد اللبناني».
من جهته تحدث حاكم مصرف لبنان كريم سعيد في اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي في واشنطن ، حيث قال: «.. يشرفني أن أخاطب هذا الجمع الموقّر في لحظة حاسمة يقف فيها لبنان عند مفترق طرق تاريخي — بين الهشاشة والتعافي، وبين الجمود والتحوّل.
إنّ الأزمة التي أصابت لبنان ليست أزمة مالية فحسب؛ بل هي فشل مؤسسي عميق هزّ ركائز القطاعين العام والخاص على حد سواء، لكن كما نعلم، فالأزمات تخلق أيضاً فرصاً — فرصاً لتصحيح البُنى، وللقيام بإصلاحات جذرية، ولإعادة بناء الثقة.
لبنان ملتزم بالإصلاح، وهذا ليس مجرد خطاب سياسي، نحن ندرك تماماً أن طريق التعافي يمرّ بمعالجة جذور الخلل: قطاع عام متضخم، مسار دين غير مستدام، نظام مصرفي مشلول، وبيئة تنظيمية بحاجة إلى التحديث بما يتماشى مع المعايير الدولية.
في مصرف لبنان، أولى أولوياتنا هي الحفاظ على أصول الدولة، بينما نعمل جنباً إلى جنب مع الحكومة والمصارف لإعادة إرساء الملاءة والمصداقية للنظام المالي، نحن نفرض ضوابط صارمة، ونعطي الأولوية للشفافية، ونوائم ممارساتنا مع أفضل المعايير العالمية في العمل المصرفي المركزي.
ثانياً، نستثمر في رأس المال البشري والقدرات المؤسسية، وهنا، لا بد من توجيه أسمى آيات الشكر إلى صندوق النقد الدولي على دعمه المستمر في مجال المساعدة الفنية وبناء القدرات، والذي كان له دور حاسم خلال هذه السنوات العصيبة.
ثالثاً، نحن نخوض التحدي الأصعب، ولكن الأكثر ضرورة: إعادة تأهيل القطاع المصرفي اللبناني. فهذا الإصلاح أساسي لاستعادة الثقة، ولإحياء دور الوساطة المالية، وتنشيط الاستثمار المنتج. يجب حماية المودعين إلى أقصى حد ممكن، ولكن ضمن استراتيجية واقعية وعادلة.
هدفنا النهائي هو ترسيخ هذا الجهد الوطني ضمن اتفاق موثوق وشامل مع صندوق النقد الدولي. فبرنامج الصندوق ليس فرضاً خارجياً؛ بل هو منصة للتعافي، وإطار للانضباط المالي والنقدي، ومحفّز لاستعادة ثقة المستثمرين والمودعين. إنه العمود الفقري لاستراتيجيتنا من أجل استقرار الاقتصاد، وتأمين التمويل الميسر، ووضع أسس النمو المستدام.
أختم بالتأكيد على عزمنا: لبنان مستعد لاتخاذ الخيارات الصعبة، لتحمّل الكلفة السياسية للإصلاح، ولمحاسبة نفسه بنفسه».