لايف ستايل
موقع كل يوم -فوشيا
نشر بتاريخ: ٢٤ نيسان ٢٠٢٥
في كل موسم درامي، تتكرر الوجوه ذاتها، وتعود الأسماء المعروفة لتتصدر المشهد، ليس فقط أمام الكاميرا بل خلفها أيضاً. توليفات مألوفة تبدأ من النص ولا تنتهي عند الإخراج، حتى بات الجمهور يتنبأ بالعلاقات والشخصيات قبل أن تُعرض الحلقات.
فهل نحن أمام 'كيمياء فنية' أثبتت نجاحها وتُضمن بها الجماهيرية؟ أم أننا نقع في فخ 'الشللية' التي تخنق الإبداع، وتمنع تجديد الدماء؟
تحالفات درامية أم تكرار قاتل للمفاجأة؟
يرى بعض المتابعين أن تكرار التعاونات الفنية يقتل عنصر المفاجأة، ويقلّص مساحة التجريب، بينما يعتقد آخرون أن الانسجام المهني بين فريق العمل يُثمر نتائج مضمونة، ويعزز النجاح الجماهيري.
وفي هذا السياق، يوضح الناقد الفني وسام كنعان لـ'فوشيا' أن هذه الظاهرة تُعرف بـ'الشللية'، وهي ليست بجديدة على الدراما السورية، بل ظاهرة متجذرة منذ انطلاقتها الأولى.
ويضيف أن هذا التفاهم بين الفريق الفني أمر مشروع، ويعود لارتياح المخرج لمجموعة معينة يعرف جيداً كيف تؤدي المطلوب ضمن ضغط الوقت والميزانية.
صراع مع الوقت.. ومعايير الإنتاج تفرض نفسها
من وجهة نظر الفنان كفاح الخوص، فإن لهذه الظاهرة وجهاً إيجابياً وآخر سلبياً. فالعمل مع فريق متفاهم يُسهّل الإنجاز في ظل ضغوطات التصوير السريعة، لا سيما أن بعض المسلسلات تُصوَّر أحياناً خلال فترة عرضها.
في المقابل، يرى وسام كنعان أن الواقع الإنتاجي يلعب دوراً كبيراً، حيث يُستبعد بعض الممثلين بسبب رفضهم أجوراً متدنية، بينما تُخصص الحصة الأكبر من الميزانية لنجوم الصف الأول، ما يحدّ من فرص ممثلين آخرين.
فرص ضائعة.. والمصالح أولاً
يتفق الخوص وكنعان على أن العلاقات الشخصية تؤثر في اختيار الكاست (فريق العمل)، وقد تُقدّم المصالح الخاصة على معايير الجودة. ونتيجة لذلك، تُهمّش العديد من المواهب، وتُعاد استنساخ التركيبة نفسها من عمل إلى آخر.
ويؤكد كنعان أن هذه المنظومة تترك ممثلين موهوبين في الانتظار، خارج دائرة الضوء، لا لسبب سوى أنهم لا ينتمون إلى 'الشلّة' أو يرفضون التسويات المالية.
الجمهور بين الرضا والملل
لكن ماذا عن الجمهور؟ هل لاحظ هذا التكرار؟
يجيب كنعان بأن الجمهور في المجمل 'سعيد بما يُقدَّم له'، وأنه يمتلك ذائقة فطرية لا تتوقف كثيراً عند تحليلات نقدية. ومع ذلك، يشير الخوص إلى أنه يسمع من بعض المتابعين ملاحظات عن ضياعهم بين الشخصيات والمسلسلات بسبب تكرار الوجوه والأداء.
وحول مستقبل هذه الظاهرة، يرى كنعان أن الدراما السورية البحتة باتت قليلة، كما في مسلسل 'البطل'، وأن إنهاء 'الشللية' يتطلب رأس مال إنتاجياً حراً، ومنتجاً فنياً قادراً على اتخاذ قرارات جريئة تخص الكاست والتجديد.
أما الخوص، فلا يمانع الظاهرة طالما هناك توافق وانسجام فني، مؤكداً رغبته بالعمل مجدداً مع مخرجين، مثل: الليث حجو، ورشا شربتجي، وسامر البرقاوي، مع أمنية خاصة بالتعاون مع المخرج يزن شربتجي.
في النهاية.. هل هناك وصفة للنجاح؟
بين 'الكيمياء' و'الشللية'، تبقى النتيجة هي المعيار. هل يصل العمل إلى قلوب المشاهدين؟ هل يترك أثراً؟ وهل يجدد ما يُقال ويُقدَّم؟
الدراما ليست معادلة جاهزة، بل مساحة مفتوحة للاجتهاد والتجريب. وربما يكمن السر في موازنة ذكية بين فرق عمل متفاهمة، وبين فتح الباب لوجوه جديدة قد تغيّر شكل المشهد تماماً.