اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة الأنباء
نشر بتاريخ: ٢٥ نيسان ٢٠٢٥
فاز فنانون مصريون بثلاث من الفئات التنافسية الخمس وبواحدة من جائزتين فخريتين في الدورة العاشرة لجائزة محمود كحيل لفنون الشرائط المصورة والرسوم التعبيرية والكاريكاتير السياسي التي يمنحها منذ «2015 مركز رادا ومعتز الصواف لدراسات الشرائط المصورة العربية في الجامعة الأميركية في بيروت»، فيما حصل السودان للمرة الأولى على إحدى هذه الجوائز، ونال لبنان أخرى.
وضمت قائمة الفائزين الخمسة التي أعلنها المركز ثلاث نساء، وحصل الفنان المصري محمد توفيق على «جائزة محمود كحيل» عن فئة الكاريكاتير السياسي، فيما فاز مواطناه محمد علي في فئة الشرائط المصورة، وسالي سمير في فئة الرسوم التصويرية والتعبيرية، ونالت اللبنانية نور حيدر جائزة الشرائط المصورة، والسودانية شروق إدريس جائزة رسوم كتب الأطفال.
وحصل الفائزون والفائزات على جوائز مالية تتراوح بين خمسة آلاف وعشرة آلاف دولار، وتبلغ القيمة الإجمالية للجوائز 35 آلاف دولار.
ولاحظت رادا الصواف أن «جائزة محمود كحيل «أصبحت بين 2015 و2025 «محطة سنوية راسخة ينتظرها هواة هذه الفنون ومحترفوها، وبات الفوز بها إنجازا يطمحون إليه، وفخرا يتنافسون عليه». وأضافت: «في عشر سنوات، ساهمت جائزة محمود كحيل في تشجيع فنون الشرائط المصورة والرسوم التعبيرية والكاريكاتير السياسي، وفي إبرازها، وتعزيز موقعها وحضورها» في العالم العربي. وأوضحت مديرة «مركز رادا ومعتز الصواف لدراسات الشرائط المصورة العربية في الجامعة الأميركية في بيروت» البروفسورلينا غيبه أن عدد المتقدمين للمشاركة في المسابقة هذه السنة بلغ 250 ومعظمهم لبنانيون ومصريون، إضافة إلى آخرين من دول عربية أخرى، كما بلغت نسبة النساء من مجمل المشاركين 43 في المئة، ما يؤكد مجددا تزايد حجم حضور المرأة فيها.
وتولت اختيار الفائزين لجنة تحكيم ضمت كلا من رسامة الشرائط المصورة وكتب الأطفال الدنماركية سوسي باك، والبريطاني بول غرافيت المتخصص في فنون الشرائط المصورة والمهرجانات العالمية في هذا المجال، إضافة إلى الفنان والناقد اللبناني المعروف في مجال الشرائط المصورة جورج خوري «جاد»، ورسامة الكاريكاتير المصرية دعاء العدل الفائزة مرتين بجائزة محمود كحيل وبجوائز أخرى عالمية، واللبنانية مايا فداوي الفائزة بجوائز عدة في فئة رسوم كتب الأطفال، من بينها جائزة محمود كحيل.
وحصل الفنان المصري محمد توفيق على «جائزة محمود كحيل» لفئة الكاريكاتير السياسي عن رسومه المتعلقة بغزة. وإذ لاحظت لجنة التحكيم أن مأساة غزة هي الأكثر تداولا في الفنون هذا العام، رأت أن توفيق الذي سبق أن فاز بالمركز الأول في فئة الشرائط المصورة الصحافية في مهرجان القاهرة الدولي عام 2016 «خرج عند تناول هذه المأساة، عن النمطية مدعوما باحترافية عالية وأكثر فعالية من ألاف الصور المروعة التي مرت أمام أعيننا».
وأضافت أن توفيق الذي أسس إستوديو «ماجد» لإنتاج الرسوم المتحركة، وتولى الإدارة الفنية لعدد من المسلسلات المعروفة في هذا المجال، منها مغامرات «فطين» و«ذكية الذكية»، وعمل لمدة طويلة في مجال الشرائط المصورك في مجلتي «باسم» و«ماجد»، «يختصر في كل رسم (عن غزة) قصة ورواية تتجاوز الآن كما تتجاوز فظاعة اللحظة التي قد يطويها الزمن».
أما الرسام المصري محمد علي الذي يتنوع نتاجه بين الأعمال الروائية ومنها كتب الأطفال، والشرائط المصورة، والرسوم السياسية، والقصص المصورة لإنتاج الرسوم المتحركة والتصوير الحي، فنال جائزة محمود كحيل في فئة الروايات التصويرية عن «سدة الكاتب».
واعتبرت لجنة التحكيم أن «قصة محمد علي المشوقة تغوص في أعماق أزمة الهوية المسروقة، ممسكة بتلابيب القارئ حتى الصفحة الأخيرة. أما الرسوم، فبالرغم من جمالها الآسر، فإنها تنبض بجو خفي من الرعب، ما يضفي على العمل بعدا بصريا مشحونا بالتوتر والغرابة».
ولاحظت لجنة التحكيم أن اللبنانية نور حيدر (24 سنك) التي منحت جائزة فئة الشرائط المصورة، تجرأت في عملها الفائز«على قطع المسافة إلى الجهة المقابلة لبندقية والدها». وأضافت أن حيدر التي تركز في أعمالها على الرسم التصويري والتعبيري والسرد القصصي، «تتساءل ببراءة الأطفال عن الخير والشر، لتكتشف أن الجميع بيادق في لعبة رأسمالية أكبر، وهذا ما يفسر لجوئها إلى أسلوب يجمع الرسم وفن التصميم، وفيه من الصفاء والبساطة ما يتماثل مع براءة رسالتها».
ووصفت لجنة التحكيم العمل الذي فازت عنه المصرية سالي سمير بجائزة الرسوم التصويرية والتعبيرية، بأنه «مشروع بصري مختلف ومليء بالرقة»، مشيرة إلى أن الفنانة الشابة التي كرست نفسها منذ عام 2014 للرسم في كتب الأطفال، حيث عملت في أكثر من 25 إصدارا مع دور نشر في مصر ودول أخرى، «رسمت ضحايا الإبادة في غزة، ووثقت قصصهم وغالبيتها لأطفال، بصورة رقيقة تحفظ إنسانيتهم.
وأشارت إلى أنها «لا تغير الواقع المؤلم ولا تلطفه، بل تواسي قلوب أهالي الضحايا، لو كانت للرسوم القدرة على المواساة».
وحصلت فنانة سودانية للمرة الأولى على إحدى جوائز محمود كحيل، إذ فازت شروق إدريس بجائزة رسوم كتب الأطفال عن كتابها «القش الماشي»، ورأت لجنة التحكيم أن «الرسوم في هذا العمل نابضة بالحياة، تحمل جودة استثنائية وتأسر الألباب بشخصياتها المدهشة، المصممة بعناية لجذب القراء الصغار وتحفيز خيالهم، ما يجعل التجربة البصرية ساحرة بقدر ما هي مؤثرة».
وتستوحي إدريس أفكارها في أعمالها المتنوعة ككتب الأطفال والرسوم المتحركة والشرائط المصورة والرسوم التصويرية والتعبيرية من الفلكلور والأساطير الإفريقية، مع تركيزها على تمثيل التراث الأفرو-عربي، مبتكرة فنا يوفق بين العمق التاريخي وواقعه المعاصر.