اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة اللواء
نشر بتاريخ: ٢٢ أب ٢٠٢٥
نقل مساعد الأمين العام لجامعة الدولة العربية السفير حسام زكي بتكليف من الجامعة، للمسؤولين اللبنانيين دعم الجامعة العربية لإستقرار لبنان وللقرارات الحكومية المتعلقة بحصرية السلاح بيد الدولة والجيش اللبناني، وبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها، مشدّدا على ضرورة الضغط على إسرائيل من قبل المجتمع الدولي وتحديدا الراعي الأميركي لوقف اعتداءاتها على لبنان.
واستهل زكي والوفد المرافق لقاءاته، من قصر بعبدا والتقى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الذي أكد ان القرار الذي اتخذه مجلس الوزراء في ما خص حصرية السلاح أُبلغ الى جميع الدول الشقيقة والصديقة والأمم المتحدة، ولبنان ملتزم تطبيقه على نحو يحفظ مصلحة جميع اللبنانيين وتم ابلاغ جميع المعنيين لا سيما الولايات المتحدة الأميركية من خلال السفير توماس برّاك، ان المطلوب الآن التزام إسرائيل من جهتها بالانسحاب من المناطق التي تحتلها في الجنوب اللبناني وإعادة الأسرى وتطبيق القرار 1701، لتوفير الأجواء المناسبة لاستكمال بسط سيادة الدولة اللبنانية بواسطة قواها الذاتية حتى الحدود المعترف بها دوليا. وأشار الرئيس عون الى ان الدعم العربي للبنان مهم في هذه المرحلة، ولا سيما ان المجتمع الدولي يتفهم الموقف اللبناني ويدعمه أيضا.
وكان السفير زكي نقل الى الرئيس عون تحيات الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ومتابعة الجامعة للوضع في لبنان، وما يمكن أن تقدمه من دعم في هذه المرحلة.
وبعد اللقاء، تحدث السفير زكي الى الصحافيين: هدف الزيارة هو الإعراب عن دعم جامعة الدول العربية لفكرة بسط الدولة اللبنانية لسلطتها على جميع الأراضي اللبنانية وحصر السلاح بيد الدولة. وهذه الأفكار والمبادئ موجودة في قرارات جامعة الدول العربية، وبالذات القرار الأخير الذي صدر في قمة بغداد منذ عدة أشهر. وشرحت لفخامته أيضا، بالإضافة الى ما نكنُّه من احترام لقيادات الدولة اللبنانية وتحركها في هذا المجال، إحترامنا للإطار الذي تضعه هذه القيادات لتنفيذ هذه السياسة.
أضاف: «في هذا الإطار أيضا لاحظنا مؤخرا بعض علو النبرة الداخلية في التراشق اللفظي الإعلامي، ونأخذ هذا الموضوع بقدر من الحذر لأنه ما من أحد يريد أن ينزلق هذا البلد الى وضع ممكن أن تكون فيه عواقب غير مرغوب بها».
وعن تحرك دولي للضغط على إسرائيل لتطبيق إتفاق وقف إطلاق النار؟ أجاب: «أنا أفهم ان الوسيط الأميركي هو الذي يقوم بهذا الدور، برضى الدولة اللبنانية ورضى الطرف الآخر. وبالتالي، فإن على الولايات المتحدة مسؤولية خاصة في هذا الموضوع، ونحن نطالب ونضم صوتنا الى صوت القيادات في الدولة اللبنانية في مطالبتها بالضغط على إسرائيل في تنفيذ تعهداتها وفق إتفاق وقف إطلاق النار، وعدم العودة الى المساس او الإفتئات على سلطة الدولة اللبنانية».
سُئل: هل من المرتقب عقد قمة عربية لمساعدة لبنان؟ أجاب: «ليس في الوقت القريب القادم».
عين التينة
وانتقل السفير زكي الى عين التينة والتقى رئيس مجلس النواب نبيه بري، وقال بعد اللقاء: الزيارة الرسمية التي أقوم بها إلى لبنان ليس فقط لمواكبة الوضع ولكن أيضا للاطمئنان ومتابعة كل التطورات التي حدثت في هذا البلد منذ بضعة أسابيع وتتابعونها جميعا كما نتابعها نحن في جامعة الدول العربية، لإبداء الدعم للدولة اللبنانية على موقفها الأخير وقراراتها ببسط سيادتها على جميع أراضيها وحصر السلاح بيدها وأيضا للتأكيد على مسألة ضرورة إلزام الطرف الإسرائيلي القيام بالتزاماته كافة، وفق اتفاق وقف إطلاق النار.
وأضاف: «إلى ذلك، طبعا رغبتنا في التأكد من أن التراشقات التي حدثت على الساحة اللبنانية مؤخرا لا تنعكس أو تترجم إلى شيء آخر خارج إطار التراشقات الكلامية، لأن إستقرار هذا البلد هو أمر مهم بالنسبة لجامعة الدول العربية وقرارات القمم العربية المتوالية».
وحول المخاطر من تهجير أهالي غزة؟ أجاب زكي: «نحن نتمسّك بالموقف العربي الواضح جدا والذي لا إستثناء فيه. هو موقف صلب وموقف متماسك للغاية برفض فكرة التهجير بشكل كامل والعمل للحيلولة دون نجاح أي مخطط تهجيري من جانب الإسرائيليين».
وعن إستعداد جامعة الدول العربية للقيام بعمل فعلي تجاه الجانب الأميركي لتقديم ضمانات بعدم اعتداء إسرائيل على لبنان، قال زكي: «نحن علاقتنا مع الطرف الأميركي الذي يتوسط في هذا الاتفاق، وكان منذ أيام هنا في بيروت وأطلق تصريحات إيجابية في هذا الصدد»، وقال: «أنه يجب على الجانب الإسرائيلي ان يلتزم بتنفيذ ما عليه وبالتالي هناك تفهم أكبر نرصده في الموقف الأميركي وبالتالي هذا أمر مشجّع».
السراي الحكومي
وزار زكي والوفد المرافق، رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام في السرايا، وقال بعد اللقاء: «طبعا تحدثت مع دولة الرئيس حول قرار الحكومة الأخير، وعبّرت له عن دعم جامعة الدول العربية لهذا القرار، وطبعا كل ما يترتب على هذا القرار من أمور وهذا أمر يعود إلى الدولة اللبنانية وقيادتها لديهم الحكمة الكافية لموائمة ولمواكبة التنفيذ مع ظروف البلد، ونؤكد على أنه من المهم للقيادات اللبنانية سواء قيادات سياسية أو روحية أو اجتماعية أو غير ذلك، أن تساهم في وأد الفتنة وليس في اذكاء نار الفتنة هذه مسألة أساسية لاستقرار البلد، لا نريد ان مستصغر الشرر يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه، وأظن ان هذا الأمر واضح في تصريحاتنا وهذا أمر دائما ننبّه الجميع إليه، من واقع حرصنا على الوضع في هذا البلد العزيز».
أضاف: «كل تمنياتنا للبنان الاستقرار والسلم الأهلي والتقدّم والرفاهية لشعبه وندعم التحركات المسؤولة التي تقوم بها قيادات هذا البلد في سبيل استعادة سيادته وسلطته، وعلى الوسيط الذي يتوسط في الموضوع الخاص بوقف إطلاق النار أن يسهم إيجابا في الوضع، وأن يضغط على الطرف الإسرائيلي لكي يقوم بتنفيذ إلتزاماته وتعهداته وانسحاباته ويمتنع عن خرق السيادة اللبناني، ونتمنى كل الخير للبنان ولأهله».
أيضا، استقبل وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي زكي والوفد المرافق بحضور سفير لبنان لدى جمهورية مصر العربية علي الحلبي، وجرى خلال اللقاء عرضٌ للأوضاع في لبنان والمنطقة العربية.
وأكد زكي أن زيارته تهدف الى التأكيد على الاهتمام الكبير الذي توليه الأمانة العامة للجامعة العربية للوضع في لبنان وللحفاظ على الاستقرار فيه.
من جهته، أعرب الوزير رجّي عن تقدير لبنان العالي للدعم العربي ودعم جامعة الدول العربية له، وأكد أن الحكومة اللبنانية تسعى بكل حكمة وتروّي لمعالجة مسألة حصر السلاح بيد الدولة، وهي تعمل جاهدة لإعادة بناء الدولة، وتحقيق الاستقرار الأمني والسياسي كمقدّمة أساسية للنهوض الاقتصادي.
كما تطرق اللقاء الى مسألة التمديد لقوات اليونيفيل وتمّ التشديد على أهمية الإبقاء على وجود الأمم المتحدة في جنوب لبنان.