اخبار لبنان
موقع كل يوم -صحيفة الجمهورية
نشر بتاريخ: ١٥ أيار ٢٠٢٥
الرواتب سترتفع. الخبز والبنزين سيصبحان أرخص. الكهرباء ستتوفّر لأكثر من بضع ساعات يومياً. وستبدأ إعادة إعمار المدن والبلدات المدمّرة.
إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب في خطاب ألقاه في السعودية، أول أمس، عن عزمه رفع العقوبات الأميركية عن سوريا، أطلق موجة من الأمل في أرجاء البلاد، بأنّ الحياة ستتحسن بعد أكثر من عقد من الحرب والحرمان. فأكّد الصيدلي سامي الحاج: «سيُريحنا ذلك. كنّا نخاف من المستقبل، لنا ولأطفالنا. لكن هذا سيفتح لنا أبواباً جديدة».
يرى المحلّلون والعديد من السوريِّين، أنّ رفع العقوبات الأميركية أمر حاسم لتمكين الحكومة الجديدة من إعادة بناء اقتصاد دمّرته الحرب. وأدّت العقوبات عملياً إلى فصل سوريا عن النظام المصرفي الدولي وعزلها عن الاقتصاد العالمي، ممّا أعاق التحويلات المالية، قيّد الاستيراد، ومنعَ معظم الشركات العالمية من العمل فيها.
أمس الاول، التقى ترامب أيضاً بالرئيس السوري أحمد الشرع، القائد المتمرّد السابق الذي قاد الحملة التي أطاحت بشار الأسد في كانون الأول. وكانت هذه أول مرّة منذ 25 عاماً يلتقي فيها قائدا البلدَين. وأضفت المحادثة، التي استغرقت نحو نصف ساعة، مزيداً من الاعتراف بالرئيس الشرع، الذي لا يزال مصنّفاً كإرهابي من قِبل الحكومة الأميركية بسبب انتمائه السابق لتنظيم «القاعدة».
عبر وسائل التواصل الاجتماعي بعد الاجتماع، أعلنت المتحدّثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، أنّ ترامب حثّ الشرع على التوصّل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل، طرد الإرهابيِّين الأجانب، المساعدة في قتال تنظيم الدولة الإسلامية، وتسلّم مراكز الاحتجاز التي تضمّ مقاتلي التنظيم في شمال شرقي سوريا. وكان من المتوقع أن يلتقي وزير الخارجية، ماركو روبيو، بوزير خارجية الشرع لبحث التفاصيل.
وأشادت الحكومة السورية بالاجتماع في بيان، ووصفته بأنّه «تاريخي» وتناول «سبل الشراكة السورية-الأميركية»، بما في ذلك في مجال مكافحة الإرهاب.
ووجد تقرير صادر عن الأمم المتحدة في شباط، أنّ 9 من كل 10 سوريِّين يَعيشون في فقر، وأنّ الناتج الاقتصادي للبلاد يُعادِل ربع ما كان عليه قبل الحرب، وبمعدّل النمو الحالي، فلن تعود سوريا إلى مستواها الاقتصادي قبل الحرب قبل عام 2080.
وإذا مضت الولايات المتحدة قدماً في تنفيذ إعلان ترامب، فقد يُحدث ذلك تغييراً جذرياً. إذ يمكن للدول الخليجية الثرية مثل قطر والسعودية، التي تدعم الحكومة الجديدة، أن ترسل مساعدات مالية من دون الخوف من التعرّض إلى العقوبات. كما يمكن للشركات الخاصة من تركيا وغيرها، السعي للحصول على عقود في مجالات البناء وغيرها. وسيتمكن السوريّون في الشتات من إرسال الأموال بسهولة أكبر إلى وطنهم لإعادة بناء ممتلكاتهم وبدء مشاريع جديدة.
واعتبر ترامب، أنّ رفع العقوبات سيمنح سوريا «بداية جديدة»، لكنّه لم يوضح متى ستُرفع رسمياً ولا بأي آلية. بإمكانه تعليق بعض العقوبات بنفسه، لكنّ بعضها الآخر فُرض من قِبل الكونغرس، ما يستدعي مشاركته لإزالتها.
ومع ذلك، قد يستغرق الأمر وقتاً أطول حتى يشعر السوريّون العاديّون بالفرق، بحسب كرم شعار، مدير شركة استشارات في شؤون الشرق الأوسط، مضيفاً: «من الناحية الاقتصادية، أعتقد أنّ آثار القرار ستستغرق وقتاً أطول لتبدأ بالظهور، لأنّ رفع العقوبات ليس سهلاً كتشغيل مفتاح. لا يمكنك فقط إصدار إعلان سياسي. فالأمر أكثر تعقيداً من ذلك بكثير».