اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة الأنباء
نشر بتاريخ: ١٤ أيار ٢٠٢٥
بيروت - عامر زين الدين
احتدمت المعركة الانتخابية البلدية والاختيارية في مدينة بعلبك على نحو متقدم، وبلغت الحماوة الانتخابية مداها الأقصى وكذلك عمل الماكينات الانتخابية في ذروتها، وذلك على لائحتين أساسيتين: الأولى مدعومة بالكامل من تحالف «حزب الله» و«سرايا المقاومة» وحركة «أمل» و«البعث العربي الاشتراكي» والأحزاب والتيارات المتحالفة معهم، والثانية مستقلة تحمل الطابع العائلي والشبابي.
الاتهامات والإشاعات تسيطر على أهالي «مدينة الشمس»، مع ما ينطوي ذلك من إغراءات مالية ووظيفية وغير ذلك، كما تشير إلى ذلك إحدى الشخصيات البعلبكية المحايدة، التي رفضت البوح باسمها، منعا لزجها في أتون المعركة، «التي لم تعتد عليها المدينة بهذا الشكل، بمعزل عن موضوع التكافؤ أو عدمه».
وأوضحت الشخصية البعلبكية لـ «الأنباء» أن ما يجري في بعلبك على مسافة أيام من الاستحقاق الانتخابي أشبه بمعركة وجودية للأحزاب. وقالت: تعد المدينة تعد أكبر مركز قضاء في لبنان، وكانت الانتخابات فيها تخضع لاصطفافات عائلية وعشائرية إضافة إلى الحزبية، وخصوصا «الثنائي الشيعي»، الذي يأخذ عليه البعض من اخصامه فشلا معينا في موضوعي الإنماء وتطور المدينة. وهو يرد بأن الشلل الإداري ليس فقط في بعلبك وإنما معظم المناطق، نتيجة الإنهيار الاقتصادي منذ العام 2019، وهو ما أطاح بمعظم آمال البعلبكيين التنموية، ولاحقا جاءت الحرب الإسرائيلية التي فاقمت الأوضاع والمآزق، ثم وتداعيات انهيار النظام السوري على المنطقة.
وأضافت: «لا يتقبل حزب الله تحديدا اليوم تشكيل مجلس بلدي لا يدين بالولاء له. وما الاتهامات التي تسوق بحق مرشحين على اللائحة المنافسة، الا خير دليل على ما يعيشه الحزب من أجواء معركة انتخابية، بعدما كان يسعى مع حليفته «حركة امل» للوصول إلى تزكية كما الحال في عدة بلدات وقرى، أو على الاقل لائحة توافقية ذات ثقل أكبر، وهذا لم يحصل، وبالتالي فإن المدينة مقبلة على تنافس انتخابي محموم سيستخدم فيه العاملين المذهبي والسياسي، تحت عناوين عدة وان كانت الشعارات التي تطلقها تطبيقات التواصل الاجتماعي كفيلة بتوضيح ماهية المعركة، مثل: «من الوصاية... إلى الحرية»، «لن نرضى ان تتحول مدينة الشمس... للأشباح»، و«بعلبك... ستعود ملقى الأدباء والمفكرين والسياح، وعنوانا للإنماء والتطور».
نحو 21 الف ناخب شيعي و11 ألف ناخب سني و1500 ناخبا مسيحي تضمهم المدينة. ومن المتوقع اقتراع قرابة 34 في المائة منهم بحسب الدورة الانتخابية الأخيرة، وسيتنافسون لاختيار مجلس بلدي جديد. ويطمح أهالي المدينة ان يتحقق مع الولاية الجديدة مشروع اللامركزية الإدارية على مستوى كل لبنان، باعتبار ان بعلبك ظلمت على مستوى الخدمات، ومن غير المقبول ان تبقى القرى البعيدة من العاصمة في محل الحرمان.
مقرب من الثنائي الشيعي قال لـ «الأنباء»: «عملنا جاهدين لحسم النتائج بالتزكية ومنع قيام معركة انتخابية فعلية، وجرت مراعاة التوازنات العائلية، بأن يكون المجلس المؤلف من 21 عضوا، يحظى بقبول «البعلبكيين» وسياسيا يراعى الحلفاء التقليديين. لكن ثمة لائحة ثانية، وطالما ان المعركة للصناديق فلتحكم الصندوقة اذا».
موضوع تقاسم الرئاسة بين العائلات موضوع أساسي في معركة بعلبك الانتخابية، وهي تدخل في صلب النزعة الطائفية أيضا وحقوق العائلات بالتمثيل، بعيدا من مسألة الأقلية والأكثرية. وعليه، يقول أحد البعلبكيين من الطائفة السنية، «اذا كان العرف المحلي يقضي بتداول المنصب كل ثلاث سنوات بين عائلتين شيعيتين كبيرتين، لماذا لا يطال الطوائف الباقية؟ علما ان جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية هي جزء من الحراك البلدي، وينبغي ان يكون لها شروطها أيضا، كجزء من الاعتراف بوجود طوائف ضمن النسيج العائلي ككل، وكي لا يتحول المجلس البلدي إلى مساحة تفاهمات حزبية بدلا من تقديم الأفكار للإنماء والتطور البلدي، علما ان تيار المستقبل لا يزال يمثل شريحة مهمة أيضا من الطائفة السنية».
والحال، توحي الاجواء البعلبكية بحسب مراقبين للانتخابات في 18 مايو المقبل، ان معركة انتخابية مع حماسة محمومة ولكنها قد لا تكون متكافئة نسبيا حتى الآن، قياسا إلى الكتلة الناخبة المرجحة، اي الطائفة الشيعية.
لوجستيا، اعدت محافظة بعلبك الهرمل (شرقي لبنان) التحضيرات اللازمة، على مستوى توضيب صناديق الاقتراع وتجهيزها بكافة المستلزمات الضرورية، تمهيدا لتسليمها إلى رؤساء الأقلام والكتبة المكلفين بإدارة العملية الانتخابية.
وفي السياق ذاته اعلنت وزارة الداخلية عن فوز 16 بلدية بالتزكية في القضاء من أصل 76 مجلسا بلديا. وكذلك فاز 62 مختارا من أصل 293.