اخبار لبنان
موقع كل يوم -المرده
نشر بتاريخ: ٨ نيسان ٢٠٢٥
كتب صلاح سلام في 'اللواء':
أجواء الزيارة الثانية للموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس إلى بيروت، تختلف جذرياً عن المناخات التي رافقت الزيارة الأولى، حيث كانت اللهجة قاسية، والكلام إستفزازي، والمواقف العلنية حملت الكثير من التحديات والإنحيازات.
في الزيارة الأخيرة كانت الأحاديث أكثر سلاسة، والكلام أكثر ديبلوماسية، واللقاءات أكثر ودية، وهي إعتبرت نتائج الزيارة المكثفة «مشجعة ومتحمسة» لمتابعة مهمتها في لبنان.
ولم تتردد مورغان عن إبلاغ من إلتقتهم من الوزراء والأصدقاء في لقاءات خاصة، عن إنطباعاتها الجيّدة عن أداء الحكومة ورئيسها، وعن إرتياحها للتشكيلة الحكومية التي تضم شخصيات من أصحاب الكفاءات، والبعيدين عن فساد المنظومة السياسية، والمقتنعين بأهمية تنفيذ الإصلاحات المطلوبة، كسبيل وحيد لإنقاذ بلدهم من الأزمات التي يتخبط فيها منذ أكثر من خمس سنوات، وفشلت الحكومات السابقة عن معالجتها .
لم تقتصر محادثات الموفدة الأميركية مع الرؤساء الثلاثة على مواضيع الإصلاح والفرص المتاحة للإنقاذ، بل تطرقت بشكل مباشر إلى قضية سلاح حزب الله، وضرورة تنفيذ ما ورد في خطاب القسم، وفي البيان الوزاري، حول حصر حق حمل السلاح بالدولة اللبنانية. التي يجب بسط سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية، ليس كما ينص القرار ١٧٠١ والقرارات الأممية ذات الصلة وحسب، بل إلتزاماً بما ورد في إتفاق الطائف حول حل الميليشيات، وتكليف الجيش اللبناني وحده في الدفاع عن الأراضي اللبنانية .
سمعت أورتاغوس من المسؤولين كلاماً من نوع ضرورة التريث في تنفيذ هذه الخطوة بالذات، نظراً لحساسياتها وانعكاساتها المختلفة على الوضع اللبناني الهش، إضافة إلى أن إستمرار الإحتلال الإسرائيلي للتلال الخمس، والقيام بالخروقات اليومية، وشن غارات القتل والدمار، يوفر المبرر لأنصار السلاح في الدفاع عن أسلحتهم، بحجة الدفاع عن لبنان، وتحرير الأراضي المحتلة.
وكان ردت الموفدة الحسناء أن ثمّة تباطؤ في معالجة هذا الملف، وأنتم( أي المسؤولين اللبنانيين)، تعلمون جيداً أن إنهاء ملف السلاح غير الشرعي، هو المفتاح الاساسي للمساعدات المنتظرة لإعادة الإعمار وتعويم الإقتصاد الوطني، حيث الولايات المتحدة والحلفاء والأصدقاء سيكونون شركاء معكم في ورشة الإصلاح والإعمار، ولكن فترة الإنتظار محدودة، وهدر المزيد من الوقت يعني إضاعة فرصة إنقاذ بلدكم، وخسارة الشراكة الأميركية والحلفاء.
مورغان أورتاغوس تسير على درب سلفها آموس هوكشتاين في التكيف مع الأجواء المحلية، وتذوق المازات اللبنانية، لذلك لن تطيل غيبتها هذه المرة عن لبنان، وهي تدرس إقتراح رئيس الحكومة اللبنانية القيام بجولات مكوكية بين لبنان وتل أبيب، لإنهاء الخلافات الحدودية وتنفيذ الإنسحاب الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية.