اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة الديار
نشر بتاريخ: ٢٦ نيسان ٢٠٢٥
توجه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون واللبنانية الأولى السيدة نعمت عون، فور وصولهما الى روما، الى كنيسة القديس بطرس في الفاتيكان، حيث يسجى جثمان البابا الراحل، لالقاء النظرة الاخيرة قبل اقفال النعش، وللصلاة من اجل نفسه كما كان قد اوصى البابا فرنسيس قبل وفاته، اذ طلب من المؤمنين ان يذكروه في صلواتهم بعد وفاته.
وكان في استقباله على أرض المطار أحد المسؤولين رفيعي المستوى في خارجيّة الفاتيكان، بالإضافة إلى سفيرة لبنان في إيطاليا ميرا ضاهر، القائم بأعمال السّفارة اللّبنانيّة لدى الفاتيكان غدي خوري، وعدد من أركان السّفارتَين اللّبنانيّتَين في إيطاليا والفاتيكان.
وقد عبّر الرّئيس عون لدى وصوله، عن حزن لبنان ككل لفقدان البابا فرنسيس، مشيرًا إلى أنّ 'في هذه اللّحظات الاستثنائيّة من الأسى الممزوج بالإجلال الّتي تعيشها روما، وفي حضرة التّاريخ والرّوحانيّة، أَتينا لنشارك العالم في وداع قامة روحيّة عظيمة البابا فرنسيس، الّذي كرّس حياته لخدمة الكنيسة والبشريّة جمعاء، ولنعبّر باسم لبنان، أرض القداسة والعيش معًا؛ عن أعمق مشاعر المواساة لرحيله'.
وشدّد على أنّ 'البابا فرنسيس لم يكن مجرّد قائد روحي، بل كان رسولًا للسّلام، وصوتًا صارخًا للحق في عالم تمزّقه الأزمات وتشتّته الصّراعات وتدميه الحروب. ووجودنا في هذا المأتم المهيب، يعكس ليس فقط التزام لبنان الرّوحي، بل أيضًا دوره التّاريخي كشريك أساس في نشر القيم الّتي جسّدها البابا في حياته وكلماته'، لافتا إلى أنّ 'البابا فرنسيس قد جسّد إنجيل المحبّة في أبهى صوره، ووقف بقلبه الكبير إلى جانب الشّعوب المتألّمة، وكان لبنان دائمًا في قلبه ووجدانه. وهو رأى فيه رمزًا للعيش معًا والحرّيّة، وكرّس جهوده لدعم سلام شعبه واستقراره وحماية هويّته'.
وأكّد عون أنّ 'مشاركتنا في هذا المأتم ليست مجرّد حضور رمزي، بل هي تجسيد لالتزام لبنان، هذا الوطن الّذي يحمل في أعماقه هذه الرّسالة الرّوحيّة والحضاريّة، بالقيم الّتي تعزِّز الإنسانيّة بأسرها'، مركّزًا على أنّ 'وجودي هنا كرئيس للجمهوريّة اللّبنانيّة ليس فقط لتقديم التّعازي، بل لأجدّد التّأكيد على الدّور الرّوحي والرّسالي الّذي يحمله لبنان في هذا العالم'.
أضاف: 'نحن هنا لنقول إنّ لبنان، رغم كل جراحه، سيظل نموذجًا للوحدة في التّنوّع، ومنارةً للقيم الإنسانيّة الّتي حملها البابا فرنسيس ودافع عنها، متشبّثًا بالقيم الّتي لا تزول، من أجل عالم أكثر عدالة ورحمة'، خاتمًا: 'باسم لبنان بطوائفه كافّة، أقدّم أصدق التّعازي للكرسي الرسولي ولجميع الّذين حول العالم يبكون غيابه. ولتبقَ ذكرى البابا فرنسيس شعلةً مضيئةً تُلهم الأجيال القادمة للسّير على درب الحق'.
في مقر المجلس الاقتصادي والاجتماعي
من جهة ثانية، أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون 'أهمية الحل الديبلوماسي، بعدما مل اللبنانيون الحروب، وقال: 'ان العمل الديبلوماسي قد لا يعطي نتيجته سريعا لكننا نعمل يوميا مع الجهات الدولية بعيدا عن الاعلام لتحقيق الغاية المطلوبة'.
وكان رئيس الجمهورية وصل الى مقر المجلس قبل ظهر أمس، حيث كان في إستقباله في الباحة الخارجية رئيسة شارل عربيد وأعضاء هيئة مكتبه، وتوجه الى الحاضرين بالقول: 'جئت إليكم طالباً منكم خدمة... ألا وهي مساعدتي، ومساعدة كل مسؤول في لبنان، على الانتقال فورا إلى المرحلة الثالثة. جئتُ إليكم، لأكشف لكم سراً مكشوفا، تعرفونه مثلي وأكثر : إن المسؤول، يحتاج ربما إلى مقوماتٍ كثيرة. وغالبا إلى أشخاص كثر ، لكنه يحتاج أولا إلى من يقول له ... 'لا'.. ولو بصيغة مهذبة مخففة ... من نوع: 'نعم ... ولكن'... شرط ألا تكونَ 'لا' كيدية أو ثارية أو أنانية. أو عدمية... ولا تكون حتما، 'لا'، من نوع قوم حتى إقعد محلّك'.
أضاف: 'أنا ابن هذه الأرض... بلا عقد من أي نوع، ولا ادعاءات من أي صنف، لذلك، أنا أحتاج إليكم ... كما إلى كل لبناني حر، أحتاج إلى رأيكم، إلى خُبراتكم وعلمكم وتخطيطكم ودراساتكم. وهذا ما حققه مجلسكم... حين بات قانونكم المعدل، والذي أقره المجلس النيابي مشكورا، يلزم الحكومة باستشارتكم، في كلِ شأن اقتصادي واجتماعي أو بيئي.، ويفتح للمؤسسات الدستورية الأخرى، الحق باستشارتكم أيضا... فلا تتنازلوا عن هذا الحق ولا تتساهلوا في أدائه. وأنا هنا اليوم، لأتعهد لكم بأن أكون معكم أحمي واجبَكم وحقكم... وأحتمي برأيكم وفكركم، لنحقق جميعاً خير أهلنا وشعبنا... خير الإنسان، في وطن الإنسان لبنان'.
وأكد عون 'أهمية الثروة الفكرية التي ينعم بها لبنان ويحملها معهم ابناؤه المنتشرون حيثما حلوا في دول العالم، معيدا التأكيد على ما ورد في خطاب القسم لجهة التأكيد على مسؤولية الجميع في إعادة النهوض بلبنان من جديد'، معتبرا 'أن الامر ليس بصعب بل جل ما يتطلبه التفكير بالمصلحة العامة لا بالمصلحة الشخصية'.
واذ دعا الى 'الابتعاد عن الزواريب الحزبية والطائفية والمذهبية التي دمرت لبنان ولم يخرج منها أي طرف رابح بل 'فقد خسر لبنان كله بفعلها'، فانه عبر عن أمله 'في المجلس وفي الطاقات اللبنانية المبدعة في مختلف المجالات التي ساهمت في صمود لبنان رغم كل الازمات التي مر بها لايمانها بقضية وطنها الرئيسية، وذلك لوضعه على سكة التعافي'.
وشدد عون على الحل الديبلوماسي 'فاللبنانيون ملوا الحروب'، قائلا: 'ان العمل الديبلوماسي قد لا يعطي نتيجته سريعا، لكننا نعمل يوميا مع الجهات الدولية بعيدا عن الاعلام لتحقيق الغاية المطلوبة'.
وأعاد التأكيد على 'أهمية الامن والقضاء في عملية النهوض الاقتصادي، ذلك ان 'مشكلتنا الأساسية هي الفساد، ومن يغطيه هو فاسد'، متمنيا 'الا يشارك أحد فيه ويشارك جميع اللبنانيين في كشفه حتى يعود الاقتصاد الى الانتعاش من جديد'.
درع المجلس
بعدما قدم عربيد الى الرئيس عون درع المجلس، التقطت الصور أمام اللوحة التي تؤرخ للزيارة والتي كتب عليها: 'زيارة رئيس الجمهورية للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي ولقاؤه ممثلي قوى الإنتاج والمجتمع المدني المنظم الجمعة 25 نيسان 2025. بالحوار نبني الثقة وبالشرْكة نرسم المستقبل'.
وفي ختام الزيارة، التقطت الصور التذكارية وأقيم كوكتيل احتفالي.