اخبار لبنان
موقع كل يوم -الهديل
نشر بتاريخ: ٣٠ أيلول ٢٠٢٥
خاص الهديل….
بقلم بسام عفيفي…
أثناء مغادرتي من مطار لارنكا في قبرص الى بيروت، كنت أتوقع رحلة روتينية كباقي رحلاتي السابقة. توجهت كعادتي فور وصولي إلى كونتوار الميدل ايست لحجز البوردينغ، لكن ما حدث هناك أصابني بالدهشة والذهول: أخبرتني الموظفة بكل لطف أن جواز سفري منتهي الصلاحية وهو بحكم الملغى؛ رغم أنني كنت قد دخلت بجواز سفري الجديد وأحمل عليه فيزا شنغن إلى لارنكا منذ أيام.
لم يمر وقت طويل قبل أن أبدأ بالبحث عن جواز السفر، لكن عبثاً لم أعثر عليه!، في نفس اللحظة ما كان لي إلا أن تواصلت مع مسؤولي شركة طيران الشرق الأوسط في مطار لارنكا 'مشكورين'، حيث كان السيد نبيل أبوجودة ومساعدته سيفيليا الذي أخذ على عاتقه متابعة الموضوع شخصياً.
تصرفٌ أقل ما يُقال عنه بأنه مهني وحضاري نظراً للسرعة والرقي في التعامل، وهذا ما منحني راحة نفسية كبيرة وسط الموقف الصادم الذي أنا فيه. والحق يُقال بأن التعامل هنا لم يكن مجرد خدمة مسافرين، بل أظهر احتراماً واهتماماً حقيقياً برفاهية المسافر وأمنه في مهمة أقل ما يُقال عنها بأنها تعجيزية.
بعدها توجهنا إلى الأمن العام القبرصي في المطار ليقوم السيد نبيل أبوجودة ومساعدته ويشرح لهم المشكلة التي أواجهها، وبدؤوا التعريف بي وعن مهنتي وبأنه شخص معروف في لبنان وله وزنه.. فما كان من الأمن العام القبرصي إلا أن استفهم وقدر الموقف وقام بختم جواز سفري القديم.
بعدها قمت بالتواصل مباشرةً بمسؤول الأمن العام في مطار بيروت، المقدم جورج داغر، وأطلعته على تفاصيل الحادثة؛ وفور وصولي للمطار، عمل المقدم مشكوراً بتكليف رئيس دائرة المسافرين، الرائد فريد خليل، بالتحقيق الروتيني حول فقدان جواز السفر. الذي بدوره كلف المؤهل الأول ويدعى 'دانييل' لإنهاء الإجراءات، وهنا تفاجئت بحيوية هذا العنصر الذي يسعى جاهداً دون كلل أو تردد، في خدمة المواطنيين ومن كل الأجناس، في سبيل راحة المواطن وعدم انتظاره ساعات وتفوته الإجراءات القضائية، في صورة تعكس تعليمات المدير العام للأمن العام اللواء حسن شقير، الذي يضع المواطن في مقدمة اهتماماته.
كل هذه التجربة تثبت نقطة مهمة: عندما يضع الأشخاص المؤهلون والخبراء في مواقعهم الصحيحة، يشعر المواطن بالاحترام والأمان، وتتحول الأزمات إلى مواقف إيجابية تُظهر كفاءة الجهاز وتعاملهم الإنساني مع الناس.
وهنا، أوجه تحية صادقة لكل فرد من شركة طيران الشرق الأوسط وعلى رأسهم رئيس مجلس الإدارة السيد محمد الحوت، الذي لولا حرصه وتفانيه على راحة مسافري الشركة لما حُلت المشكلة التي واجهتها شخصياً، وتحية شكر وامتنان للأمن العام القبرصي في لارنكا على استجابتهم السريعة وفهمهم للوضع، دون أي تجاوز أو تأخير، مؤكدين أن القانون يسير كما يجب، وأن الاحترافية والإنسانية يمكن أن تتحققان معاً في أصعب المواقف.
وختاماً تمت جميع الإجراءات الروتينية في مطار بيروت، على أن أتوجه الى القضاء لاستكمال بقية الاجراءات التي كنت متأملاً بأن تُحل في داخل المطار كما جرى في مطار لارنكا ومابدر منهم من حس مهني وإنساني في سبيل راحة المسافرين.
