اخبار لبنان
موقع كل يوم -صحيفة الجمهورية
نشر بتاريخ: ٣ حزيران ٢٠٢٥
في سياق الحضور الخارجي في لبنان، تحتل زيارة وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي إلى بيروت صدارة المتابعات الداخلية، وسط تساؤلات حول موجبات هذه الزيارة في هذا التوقيت بالذات.
على أنّ شحّ المعلومات حول الغاية الحقيقيّة من زيارة وزير الخارجية الإيراني، أطلق العنان للتكهّنات المتضاربة والمتناقضة، بين رافض لها من حيث المبدأ، وفق ما يعكس المنضوُون في الخط السيادي المناوئ لما يُسمّونه المحور المعادي الذي تقوده إيران، وبين مَن يخشى في الخط نفسه من أنّ الغاية منها هي تطمين «حزب الله» ورفع معنوياته المنهارة، والقول بأنّ إيران ستبقى على حضورها إلى جانبه، وهو أمر ضرورة مواجهته بموقف رسمي حازم وحاسم برفض أن يكون لإيران موطئ قدم لها في لبنان، وباحترام سيادة لبنان وعدم التدخّل في شؤونه. وبين قائل في المقابل، وفق ما ورد في بعض التحليلات، بأنّ الغاية منها إبلاغ «حزب الله» رسالة مباشرة بضرورة التجاوب، مع ما يضمَن الحفاظ على أمن واستقرار لبنان، وخصوصاً في ظلّ التطورات المتقدّمة التي بلغتها المفاوضات حول الملف النووي وقرب التوصّل إلى اتفاق. فيما يبرز في المقابل عدم مقاربة «حزب الله» لهذه الزيارة بأي موقف، بالتوازي مع تأكيد مصدر قيادي كبير في محور «الثنائي الشيعي» رداً على سؤال لـ«الجمهورية»، على «عدم المبالغة في التفسيرات، وكذلك على عدم المبالغة في الفرضيات غير الواقعية والتعاطي بعدائية مع إيران، فالزيارة وفق مُمهّداتها تندرج في سياق الجولات التي يقوم بها وزير الخارجية الإيرانية على العديد من دول المنطقة، وأمر طبيعي أن يزور لبنان، شأنه في ذلك شأن أي مسؤول من دولة صديقة، وإيران دولة صديقة وتربطها بلبنان علاقات وثيقة به ديبلوماسية وغير ديبلوماسية، وسبق لها أن أعلنت على لسان أكثر من مسؤول إيراني بأنّها إلى جانب جهوزيتها لتقديم المساعدات، تحترم سيادة لبنان، وحريصة على علاقات ممتازة معه، وعلى عدم التدخّل في شؤونه الداخلية».
وبحسب القيادي عينه، فإنّه «ربما قد فات بعض الداخل عندنا بأنّ الدول العربية، ولا سيما دول الخليج وتحديداً السعودية وقطر ودولة الإمارات العربية المتحدة تُقيم علاقات شهر عسل مع إيران، والزيارات متتالية في ما بينها على مستوى كبار المسؤولين، فضلاً عن أنّ ايران في مفاوضات مع الأميركيِّين في ما خصّ الاتفاق النووي، والرئيس الأميركي دونالد ترامب يتحدّث عن اتفاق وشيك، فإنّ تمّ هذا الاتفاق فارتداداته الإيجابية ستنسحب على دول المنطقة، ولبنان لن يكون معزولاً عن تلك الإيجابيات في المنطقة، بل ستنعكس عليه بما يفتح آفاقاً كبرى لمزيد من الإنفراج والاستقرار».