اخبار لبنان
موقع كل يوم -هنا لبنان
نشر بتاريخ: ١٦ كانون الأول ٢٠٢٥
في ظلّ تسارع التطوّرات الإقليمية وتنامي المخاوف من انزلاق الأوضاع نحو مواجهة مفتوحة، برزت في الأيام الأخيرة إشارات خارجية تقلّل من احتمالات الحرب، وتدفع باتجاه احتواء التصعيد. ويقف لبنان أمام أسبوع حاسم، تتكثّف فيه الاتصالات والمساعي الدبلوماسية كمهلةٍ أخيرةٍ للجم الانفجار، وسط حراك دولي وإقليمي يهدف إلى تثبيت الاستقرار ومنع توسّع دائرة المواجهة، في وقتٍ يبقى فيه الداخل اللبناني شديد التأثّر بأي تطوّر ميداني أو سياسي.
في هذا السياق، تتحرّك هذه الجهود على ثلاثة محاور رئيسية: تستعدّ بيروت لاستقبال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي بعد غدٍ، فيما شهدت تل أبيب لقاءً بين المبعوث الأميركي توم باراك ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، فيما تتحضّر باريس لعقد مؤتمر دعم الجيش اللبناني في 17 و18 من الشهر الجاري.
مسار دبلوماسي للجم التوتر
وتتجه الأنظار إلى ما إذا كانت هذه الحركة ستُثمر تهدئةً وتخفيفًا للتوتر، في ظل استمرار رهانات 'حزب الله' المدعوم إيرانيًا. وأشار مصدر وزاري لصحيفة 'نداء الوطن' إلى أن الفرصة الوحيدة المتاحة حاليًا تكمن في تفعيل عمل لجنة مراقبة وقف إطلاق النار، ولا سيما مع ترؤس السفير سيمون كرم الجانب اللبناني فيها، لما يتمتّع به من خبرة دبلوماسية وقدرة على إدارة الملفات التفاوضية المعقّدة.
ويشكّل هذا المسار، بحسب المصدر، قناةً أساسيةً لمتابعة المطالب اللبنانية، وفي مقدّمها وقف الاستهدافات الإسرائيلية المتواصلة والانسحاب الكامل من المواقع في الجنوب، داعيًا إلى مواكبته بزخم سياسي داخلي يعزّز فرص نجاحه، ويُترجم أي تطور إيجابي بتسريع عملية حصر السلاح على كامل الأراضي اللبنانية، بعيدًا من الأجندات الإقليمية التي تضع لبنان أمام مخاطر وجودية داهمة.
لا حرب
في إطار متصل، تؤكّد مصادر موثوقة لصحيفة 'الجمهورية'، التي تكشف عن إشارات خارجية تتوالى من غير مصدر دولي تُقلّل من احتمال الضربة الإسرائيلية، وتنقل عن أحد الدبلوماسيّين الغربيّين بأنّ 'الأميركيّين تحديدًا، لا يرغبون بانزلاق الوضع في لبنان إلى تصعيد، أقلّه في الوقت الراهن'.
وضمن هذا السياق، أكّد مرجع كبير لصحيفة 'الجمهورية'، أنّه 'خلافًا لكل هذا التصعيد، وللمناخ الحربي الذي يصاحبه تهويل وتخويف تشارك في إشاعته، مع الأسف، أصوات لبنانية من ذات عائلة الجهات السياسية التي تضخّ سمومها في الخارج على الداخل، فلا أرى في الأفق أي احتمالات لتصعيد واسع أو لحرب كما يُروِّج لها مَن يريدونها، وليس هناك ما يدعو إلى القلق لا خلال الفترة المتبقية من مهمّة الجيش قبل آخر السنة، ولا بعدها'.
الرئيس عون: الاتصالات مستمرة لتثبيت الأمن
إلى ذلك، أكّد الرئيس عون أمام وفد حزب الطاشناق، أمس، أنّ الاتصالات مستمرة في الداخل والخارج لتثبيت الأمن والإستقرار في الجنوب من خلال المفاوضات عبر لجنة 'الميكانيزم' التي ستعقد اجتماعًا لها الجمعة المقبل، ويحظى عملها بدعم لبناني وعربي ودولي، لا سيما بعد تعيين السفير السابق سيمون كرم رئيسًا للوفد اللبناني فيها، مشيرًا إلى 'أنّ خيار التفاوض هو البديل عن الحرب التي لن تُعطي أي نتيجة بل ستُلحِق المزيد من الأذى والخراب بلبنان واللبنانيّين من دون استثناء'.
وشدَّد على ضرورة 'أن يتمتّع الجميع بالحِسّ الوطني وبالمسؤولية في هذا الظرف بالذات، إذ للوحدة الوطنية أهمّية كبيرة في تعزيز الموقف اللبناني، خصوصًا خلال المفاوضات. الإنجازات التي تحققت خلال الأشهر العشرة، كانت أساسيةً وشملت مختلف المجالات، لكن ثمة مَن لا يرى هذا الأمر، ويُصوِّب، مع الأسف، على الدولة ومؤسساتها، ويُشوِّه الواقع ويَبُث شائعات مؤذية لأسباب سياسية وشخصية. وبالتالي، فإنّ تجاهل الإيجابيات التي تحققت والتركيز على السلبيات يُظهِر ما يضمر له هؤلاء الذين يُسبِّبون الأذى لبلدهم وأهلهم. إلّا أنّ هذه المحاولات لن تُعطي أي نتيجة، لأنّ رهان اللبنانيّين على دولتهم ومؤسساتهم رهان ثابت، ولأنّ الثقة بلبنان عادت، ما يوفِّر فرصًا عدّة أمامنا للعمل والإنتاج'.











































































