اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة الأنباء
نشر بتاريخ: ١٣ تشرين الأول ٢٠٢٥
أكد رئيس الجمهورية العماد جوزف عون «ان لبنان ليس في خطر وان كل المؤشرات الاقتصادية إيجابية»، معتبرا ان «الجو العام في المنطقة هو جو تسويات».
وشدد أمام وفد من جمعية الإعلاميين الاقتصاديين زاره في قصر بعبدا «على ضرورة ان نصل إلى وقت تلتزم فيه إسرائيل بوقف العمليات العسكرية ضد لبنان ليبدأ مسار التفاوض، لأن هذا المسار الذي نراه في المنطقة يجب ألا نعاكسه، وقد سبق للبنان ان تفاوض مع إسرائيل برعاية كل من الولايات المتحدة والأمم المتحدة، ما أسفر عن اتفاق ترسيم الحدود البحرية».
كما شدد رئيس الجمهورية «على ان الاهتمام بالجنوب والإصلاحات أولوية، وان الإعمار هو واجب الدولة تجاه شعبها. وأهل الجنوب لهم على الدولة حقوق نعمل على تأمينها»، نافيا ان تكون المساعدات التي وافق عليها الكونغرس الأميركي مرتبطة بمسألة سحب السلاح.
وركز الرئيس عون «على أهمية الاعلام خصوصا في المرحلة الراهنة»، داعيا إلى «ان يكون الإعلام اللبناني مسؤولا لأنه يمكن ان يلعب دورا معمرا أو دورا مدمرا». وقال: «ثمة من روج ان زيارتي إلى نيويورك لم تكن ناجحة واني لم ألتق رؤساء دول أو رؤساء حكومات، في حين ان الوقائع المثبتة في الإعلام تؤكد حصول اللقاءات، وبعض ما ورد في كلمتي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، استعادته وفود دولية زارتني مؤخرا ومنها الوفد الأوروبي الذي حضر إلى بيروت الأسبوع الماضي».
وردا على سؤال حول الوضع الراهن في المنطقة وانعكاساته على الوضع اللبناني، قال الرئيس عون: «الوضع السائد في المنطقة الآن والمسار الذي تمر فيه يدل على صوابية قراراتنا وتوجهاتنا. فالأمور تسير نحو التفاوض لإرساء السلام والاستقرار وهي تعطي نتائج، لذا نقول دائما انه بالحوار والتفاوض يمكن الوصول إلى حلول، ولا يمكن ان نكون نحن خارج المسار القائم في المنطقة، وهو مسار «تسوية الأزمات»، ولابد ان نكون ضمنه، اذ لم يعد في الامكان تحمل المزيد من الحرب والدمار والقتل والتهجير».
وعن الوضع مع سورية، قال الرئيس عون: «نسمع كثيرا عن حشود على الحدود فترسل قيادة الجيش دوريات ويتضح ألا صحة لهذه المعلومات. ان اللقاءات التي أجريتها مع الرئيس السوري أحمد الشرع كانت إيجابية، وخلال زيارة وزير الخارجية السوري اسعد الشيباني الجمعة الماضي إلى بيروت تم التأكيد على سلسلة مبادئ في إطار الاحترام المتبادل والتعاون والتنسيق على مستويات أمنية واقتصادية. ولابد من ان نطور علاقاتنا، وهذا ما أكدنا عليه لجهة تعيين سفير سوري في لبنان وتشكيل لجان تتولى درس الملفات».
وسئل الرئيس عون عما اذا كان لبنان في خطر، فأجاب: «لبنان ليس في خطر إلا في عقول بعض الذين يتخذون مواقف نقيض الدولة، ولا يريدون ان يروا أن لبنان يقوم من جديد، لاسيما ان كل المؤشرات الاقتصادية إيجابية، ووزير الاقتصاد يتوقع نموا قد يصل إلى 5% آخر السنة والتدفقات المالية قد تصل إلى 20 مليار دولار، والاستهلاك ارتفع، مما يدل على أجواء مشجعة. والوضع الأمني في لبنان افضل مما هو عليه في دول أخرى، وفصل الصيف كان واعدا وبلغ عدد زوار لبنان في شهري يوليو وأغسطس الماضيين المليون و700 ألف شخص لبناني وعربي واجنبي استنادا إلى إحصاءات الأمن العام، وننتظر باهتمام بالغ زيارة قداسة البابا ليوو الرابع عشر. المشكلة في لبنان ان البعض يريد حلولا سريعة، لكن 40 سنة من الأزمات المتتالية والتعثر لا يمكن إنهاؤها بسرعة. والتقدم ملحوظ في لبنان، وقد وردت إحصاءات أجرتها مؤسسة «غالوب» أظهرته وأوردت أدلة حسية عليه، والهيئات تم تشكيلها بعد سنوات طويلة من صدور قوانين تشكيلها».
وردا على سؤال حول العلاقة مع الرئيس نبيه بري ومطالبته بإدراج موازنة للإعمار في مشروع قانون موازنة 2026، قال الرئيس عون: «انطلاقا من ضرورة حصول تناغم دائم بين المسؤولين فإن علاقتي مع الرئيس بري ممتازة، وكذلك العلاقة مع رئيس الحكومة د.نواف سلام، ودوري كرئيس للجمهورية التوفيق بين مختلف وجهات النظر».
وعن الانتخابات النيابية المقبلة، قال الرئيس عون: «ان دور رئيس الجمهورية هو السهر على تأمين إجراء الانتخابات، وانا مصر على إجرائها، لأنه استحقاق دستوري، لكن وفق أي قانون، فالامر متروك لمجلس النواب الذي له دور أساسي ويجب ان يلعبه. لا تنسوا مبدأ فصل السلطات. اما بالنسبة إلى المنتشرين - انا لا أقول مغتربين - فلهم حق علينا في المشاركة في القرار السياسي، فهم ليسوا فقط لإرسال المساعدات ودعم أهلهم في لبنان. اذا استطعت تقريب وجهات النظر حول قانون الانتخابات، فأنا لن أتردد. أنا مصر على إجراء الانتخابات، وكذلك الرئيسان بري وسلام، والنقاش حول القانون ميدانه مجلس النواب».
وعن مسألة حصر السلاح، قال الرئيس عون: «السلاح ليس الأساس... بل النية في استعماله هي الأساس، ذلك ان الذخيرة مثل الدواء لها عمر وفاعلية، ومتى تجاوزت العمر المقدر لها تصبح خطرة على من يقتنيها. المهم هو نزع وظيفة السلاح، وهذه مسألة تأخذ وقتا وليس على قاعدة «كوني فكانت». الجيش يقوم منذ اتفاق نوفمبر الماضي بدوره في جنوب الليطاني، وعدد الشهداء الذين سقطوا في صفوفه بلغ 12 شهيدا حتى اليوم بينهم خبراء متفجرات، ناهيك عن المهمات الموكولة إليه خارج جنوب الليطاني، لاسيما على الحدود الشمالية والشرقية والحدود البحرية ومكافحة التهريب والمخدرات وحفظ الأمن وغيرها من المهام. على الرغم من ذلك تم في جنوب الليطاني، «تنظيف» من 80 إلى 85% من الأراضي».
وردا على سؤال، نفى الرئيس عون ان تكون المساعدات التي وافق عليها الكونغرس الأميركي والتي تبلغ 190 مليون دولار للجيش و40 مليون دولار لقوى الامن الداخلي، مرتبطة بمسألة سحب السلاح. وقال: «تبلغت من أعضاء الكونغرس الذين التقيت بهم في نيويورك، ولاسيما السيناتور جاين شاهين ان هذه المبالغ رصدت، وعلى وزارتي الدفاع والداخلية في لبنان ان تحددا الحاجات ويتم رفع لائحة بها، وبعد الموافقة عليها يتم تصنيعها وترسل الآليات والمعدات إلى لبنان. واننا نراهن على انعقاد المؤتمر الذي سيخصص لدعم الجيش والقوات المسلحة الذي لم يحدد مكانه بعد، لكن الثابت هو وجود قرار بمساعدة الجيش، وهناك تقدير كبير لدوره وللمهام التي يقوم بها».
من جهة أخرى، دان رئيس الحكومة د.نواف سلام في حسابه على منصة «إكس»، «ما تعرض له م.طارق مزرعاني، منسق تجمع أبناء القرى الجنوبية الحدودية، من تهديد مباشر عبر مكبرات صوت من مسيرة إسرائيلية، مدان بأشد العبارات. ولا يسعني في هذا السياق إلا ان اجدد التزام الحكومة الكامل بإعادة الإعمار وبحق جميع أبناء الجنوب، لاسيما سكان القرى الحدودية، في العودة الآمنة والمستدامة إلى بلداتهم وقراهم».