اخبار لبنان
موقع كل يوم -الهديل
نشر بتاريخ: ٢٣ أيار ٢٠٢٥
خاص الهديل…
بقلم: ناصر شرارة
توزع يوم أمس بين ثلاثة أحداث كبرى لا يوجد بينها سوى عامل مشترك واحد، هو نتنياهو وسلوكه التصعيدي المتعاظم:
الحدث الأول هو تصريحات نتنياهو نفسها والتي أعلن فيها خطته في غزة؛ ومفادها احتلالها واقتطاع مساحة ٢٥ بالمئة منها، لتحويلها إلى منطقة صالحة لإقامة كل سكان غزة فيها؛ وخارج هذه المنطقة لن يكون هناك سوى خيار واحد أمام الغزاوي وهو الموت إما جوعاً وإما قتلاً.
الحدث الثاني هو تصعيد نتنياهو الجنوبي ليلة أمس في جنوب لبنان. والتفسير الرائج يقول أن نتنياهو يريد ضرب الانتخابات البلدية التي يصادف موعدها غداً في الجنوب.. ورغم ارتفاع نسبة جدية هذا التفسير إلا أنه يوجد أهداف أخرى أخطر قد تكون هي التي حفزت نتنياهو للتصعيد ليلة أمس؛ لعل إحداها رغبته بإبقاء درجة حرارة الوضع الساخن في الجنوب اللبناني قائماً، والقول من خلال ذلك للأميركي الذي سيرسل خلال أيام مبعوثته لبيروت، أن المطلوب لتفادي عودة الحرب مع لبنان، الإسراع بتنفيذ مطالب إسرائيل من الدولة اللبنانية؛ وهي تحديداً تفكيك سلاح حزب الله أولاً؛ وليس فقط السلاح الفلسطيني.
داخل هذا السياق توجد معلومة تقول أن أورتاغوس قد تؤجل زيارتها لبيروت؛ حسب معلومات لا تزال غير مؤكدة؛ ولكن نتنياهو بالمقابل لن يؤجل تصعيده حتى يفسح في المجال أمام إجراء آخر مرحلة من انتخابات لبنان البلدية.. وثمة أجواء تقول أنه إذا صح أن نتنياهو يريد إنشاء ربط بين تصعيده أمس وبين الانتخابات البلدية غداً؛ فهذا يعني أن تل أبيب توجه رسالة لبيروت تقول فيها أن إسرائيل سوف تقتل وجود الدولة في الجنوب في حال لم تقم الأخيرة بتنفيذ القرار ١٧٠١ في كل لبنان، وأن البديل للدولة الذي ستقيمه إسرائيل في الجنوب هو التصعيد العسكري وتحويل الجنوب – أقله حتى خط النبطية حيث وصلت غارات أمس – إلى منطقة عسكرية غير صالحة للحياة تديرها إسرائيل بالنار..
بكل الأحوال فإن غارات ليلة أمس تحمل خلفيات إسرائيلية خطرة؛ والمطلوب أن يسأل لبنان اللجنة الخماسية عن نوايا إسرائيل الكامنة وراء ما حدث من تصعيد؟؟.
أما الحدث الثالث فهو مقتل موظفين إثنين من سفارة إسرائيل في واشنطن.. وهذه الحادثة تؤشر إلى أن نتائج حرب غزة لن تقف عند نهايتها الدامية في غزة بل تشي بانعكاسات خطرة للغاية..
والواقع أن المشترك بين هذه الأحداث الثلاثة هو نتنياهو الذي يصعّد في غزة حتى يمنع وقف الحرب هناك؛ والذي يصعّد في لبنان حتى يجدد الحرب هنا، والذي يستغل ما حدث في واشنطن حتى يستدرج ترامب لمفاوضات مع إسرائيل تلبي مطالب الأخيرة وليس رؤية ترامب الجديدة للمنطقة.