اخبار لبنان
موقع كل يوم -ملعب
نشر بتاريخ: ٥ تشرين الأول ٢٠٢٥
في الرياضة كما في البحر، لا يُبنى المجد على سطح الماء، غير أنّ بعض الإداريين عندنا يصرّون أن يظهروا كأنهم سبّاحون ماهرون، بينما هم في الحقيقة لا يتقنون سوى العوم فوق مياه راكدة لا عمق فيها ولا بوصلة.
نرى هؤلاء يتنقّلون من مؤتمرٍ إلى آخر، ومن منبرٍ إلى منصة، يتشدّقون بالشعارات ويُغرقون الوسط الرياضي بوعودٍ فضفاضة، فيما غالبية الملاعب خاوية، والبرامج المتطوّرة بلا تنفيذ، ورياضاتهم غارقة في الأزمات، يتباهون بالصور الفوتوغرافية والظهور الإعلامي، بينما إنجازاتهم الحقيقية لا تتعدّى أوراقًا فارغة لا ترى النور.
كم هو محزن أن نشاهد إداريين يتسلّقون على أكتاف الرياضيين، لا ليرتقوا بهم، بل ليُزيّنوا صورهم في المناسبات ويملأوا جيوبهم من سفراتٍ ومكافآتٍ ومناصب بروتوكولية.
هؤلاء لا يقدّمون للرياضة أكثر من حضورٍ باهت في إجتماعاتٍ دولية يلتقطون منها صوراً، ليعودوا مزهوّين كأنهم حققوا إنجازاً تاريخياً.
إن رياضتنا لا تنهض بالعوم على النقاط، بل تحتاج إلى سباحةٍ في العمق، إلى رؤيةٍ إستراتيجية، وإلى رجالٍ يعرفون أن القيادة الرياضية مسؤولية وليست وجاهة، عمل وليست ترف. والإداري الذي يكتفي بالإستعراض فوق السطح، إنما يترك رياضتنا عرضةً للغرَق، فيما هو يظن نفسه بطلاً أولمبياً.
إلى هؤلاء نقول، التاريخ لا يرحم العائمين، إمّا أن تغوصوا في العمق بالجدّ والتخطيط والتنفيذ، وإمّا أن تتركوا المساحة لمن يعرف فنّ السباحة بحق.
الرياضة ليست وجاهة إجتماعية ولا تذاكر مجانية للظهور الإعلامي، بل مسؤولية وطنية تحتاج إلى رجال ونساء يعرفون معنى التخطيط والتنفيذ.
المطلوب اليوم أن نكشف العوم على السطح، وأن نطالب بعملٍ حقيقي، لأن العمق يحتاج إلى كفاءة ونزاهة، إلى شجاعة ومواجهة، كما يفعل الإداريون الجهاديون، قبل أن تغرق ما تبقى من ألعابنا نهائياً. عبدو جدعون