اخبار لبنان
موقع كل يوم -نداء الوطن
نشر بتاريخ: ١٣ شباط ٢٠٢٥
فيما تشير مصادر واشنطن إلى أن نائبة المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس قد تستعد للعودة إلى بيروت لإنجاز اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه في تشرين الثاني الماضي بين لبنان وإسرائيل، نقلت وكالة 'رويترز' عن مسؤولين لبنانيين وغربيين أن إسرائيل طلبت إبقاء قواتها في خمسة مواقع في جنوب لبنان حتى 28 شباط. غير أن مصادر واشنطن أكدت لـ'نداء الوطن' أن الإدارة الأميركية لم تتخذ أي قرار بهذا الشأن بعد بانتظار الموقف اللبناني من تمديد المهلة. وكان رئيس الوزراء نواف سلام قد شدد أمام أورتاغوس على ضرورة الضغط على إسرائيل لإلزامها بالانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية بالتاريخ المحدد في 18 شباط الحالي 'من دون تأخير'. غير أن مصادر واشنطن أشارت إلى أن إسرائيل تفاوض البيت الأبيض للبقاء في النقاط الخمس. في الأثناء يسعى البيت الأبيض إلى إيجاد حل لهذه المشكلة خصوصاً أن ما يتم تداوله بشأن نشر جنود أميركيين على الحدود بين لبنان وإسرائيل أمر غير وارد.
في هذا الإطار، قال الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات حسين عبد الحسين لـ 'نداء الوطن' إن 'مشاركة القيادة الوسطى للجيش الأميركي في لجنة مراقبة وتطبيق وقف إطلاق النار، قلّصت من قدرة أي من الطرفين، لبنان أو إسرائيل، على طلب الاستثناءات في التنفيذ لأي سبب كان'. من هنا، وبإيعاز من المؤسسة العسكرية الأميركية، شددت أورتاغوس أثناء زيارتها بيروت على أن موعد الانسحاب الإسرائيلي في 18 شباط هو موعد ثابت جداً. وأضاف عبد الحسين 'أما الطلب الإسرائيلي، فيبدو لي بسيطا لأنه طلب تمديد لمدة قصيرة جداً، أي عشرة أيام، وللبقاء في خمس نقاط فقط'، لافتاً إلى أنه 'حتى لو وافقت واشنطن على الطلب الإسرائيلي، مع أني لا اعتقد أنها ستوافق، فهو لن يخرج الأمور عن سياقها، خصوصاً أن أميركا وافقت على طلب إسرائيل بتوجيه ضربات من الجو لـ'حزب الله' أينما احتاجت إلى ذلك، وهو ما يغني الإسرائيليين عن التواجد الدائم على الأرض والاكتفاء بالمراقبة وفرض التطبيق من الجو'.
وكانت مصادر البيت الأبيض قد لفتت إلى أن ما يتم تداوله في أروقة الإدارة الأميركية هو أن مهلة الـ 60 يوماً لم تكن كافية وأنه لو كان الموضوع بيد الإدارة الحالية لما وافقت عليه. وبالرغم من ذلك، قال الدبلوماسي الأميركي السابق والباحث في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي 'آرون ديفيد ميلر' لـ'نداء الوطن' إنه 'رغم انحياز ترامب الواضح إلى جانب نتنياهو في الاتفاق بين إسرائيل وحماس، فإن الإدارة الأميركية تريد التمسك بالتزاماتها في لبنان وتتجنب الانطباع بأنها لعبة بيد نتنياهو'، مضيفاً أن 'تأخير الانسحاب من شأنه أن يضعف الحكومة اللبنانية التي تشكلت حديثاً ويعزز قوة 'حزب الله'، وهو ما تريد الولايات المتحدة تجنبه'.
وفي السياق عينه، أشار رئيس مجموعة العمل الأميركية من أجل لبنان إد غبريال لـ'نداء الوطن' إلى أن وقف إطلاق النار واضح، مشدداً على 'أن الجيش اللبناني يقوم بمهام نزع سلاح 'حزب الله' وبسط سلطة الدولة اللبنانية بشكل كامل وبالتالي يتعين على الجيش الإسرائيلي الانسحاب'. وأشار غبريال إلى أن آلية التنفيذ التي يقودها الجنرال جيفيرز تؤكد قيام الجيش اللبناني بكامل التزاماته من هذا الاتفاق. وشدد غبريال على أن 'الاتفاق يدعو إلى نزع سلاح جميع الميليشيات المسلحة في جميع أنحاء البلاد. ومن أجل الوفاء بكامل شروط الاتفاق، يتعين على الولايات المتحدة والمجتمع الدولي توفير التدريب والمعدات اللازمة للقوات المسلحة اللبنانية للقيام بمهمتها، وكان هذا أحد التوقعات التي تضمنها الاتفاق'.
في هذا الإطار، أشار مصدر أميركي لـ'نداء الوطن' إلى الإشكاليات الجديدة الحاصلة على الحدود الشرقية، لافتاً إلى أن ذلك سيزيد من الضغط على الجيش اللبناني المطلوب منه الانتشار في الجنوب وعلى الحدود الشرقية، إضافة إلى مهامه الأخرى. ولفت المصدر إلى أن الوفد الأميركي عاد من بيروت بانطباع إيجابي لجهة قدرات الجيش، مشيراً إلى أن هذا الانطباع قد يساهم في تحريك المساعدات للجيش ويسرّع في حصول لبنان على الاستثناءات المطلوبة.