اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة اللواء
نشر بتاريخ: ٢١ تشرين الثاني ٢٠٢٥
عمّت مدينة صيدا ومخيّم عين الحلوة أجواء من الحزن والغضب مع انطلاق مراسم تشييع شهداء الغارة الإسرائيلية التي استهدفت مساء الثلاثاء الماضي، ملعباً مخصّصاً للرياضة والترفيه في منطقة «الجميزة» داخل المخيم، نفّذها الطيران الحربي الإسرائيلي، أودت بحياة 13 من الفتيان من أبناء مخيم عين الحلوة، لتتحوّل أحياء المدينة ومخيمها إلى ساحة وداع موجعة جديدة.
منذ ساعات الصباح الأولى، توافدت الحشود إلى محيط مستشفيات صيدا و«الهمشري»، حيث تجمّعت عائلات الضحايا وفاعليات فلسطينية ولبنانية استعداداً لانطلاق موكب التشييع. ومع اقتراب الساعة الحادية عشرة، تحرّكت سيارات الإسعاف الواحدة تلو الأخرى، تحمل جثامين 11 شهيداً غطّتها الأعلام الخضراء والرايات السوداء، فيما ارتفعت الهتافات المندّدة بالغارة والمطالِبة بالحماية لأهالي المخيم.
وعند حاجز الجيش اللبناني في محلة الحسبة، توقّف الموكب للحظات وسط إجراءات أمنية مشددة، إذ مُنع الإعلاميون والمصوّرون من دخول المخيّم من دون تصاريح مسبقة.
وعلى الرغم من ذلك، ظل المشيّعون يصطفون على جانبي الطريق، ملوّحين بالأكفّ ومردّدين التكبيرات.
بعد عبور الحاجز، اتّخذ الموكب طابعاً أكثر خصوصية وإنسانية، حيث نُقل جثمان كل شهيد إلى منزل عائلته داخل المخيم، حيث علت الزغاريد، مع البكاء.
داخل أزقّة المخيّم الضيقة، اصطفّ الجيران والأقارب لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة على الشبان الذين غادروا مبكراً، فيما تردّد صوت إطلاق النار الكثيف في الأحياء إعلاناً للحزن والغضب معاً.
ومن أمام «مسجد خالد بن الوليد»، تجمّعت الحشود مجدداً لأداء صلاة الجنازة. حيث غصّ المسجد بالمصلّين، وتمدّدت الصفوف حتى الشوارع المجاورة، قبل أن يتقدّم المشيّعون في موكب كبير نحو مقبرة درب السيم، حيث وُوري معظم الضحايا الثرى.
وفي موازاة ذلك، شهد مسجد الموصللي في صيدا صلاة جنازة على الجثمانين المتبقين، لترافقهما عائلاتهما ونواب صيدا الدكتور اسامة سعد والدكتور عبد الرحمن البزري والفصائل الفلسطينية إلى مقبرة صيدا الجديدة في سيروب، وسط أجواء من الصمت المهيب والوجوه المغسولة بالدموع.











































































