غارات وتحذيرات بالإخلاء ونزوح جنوبي… تصعيد إسرائيلي يُعيد مشهد الحرب إلى الواجهة!

في تصعيدٍ هو الأعنف منذ أشهر، أصدر الجيش الإسرائيلي تحذيرات لسكان بلدات ميس الجبل، كفرتبنيت، ودبّين، مطالبًا بإخلاء عدد من المباني السكنية. وبعد أقلّ من ساعة، شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي غاراتٍ على تلك المناطق، قبل أن تتوسع التحذيرات لاحقًا لتشمل بلدتي الشهابية وبرج قلاويه جنوبي البلاد.

ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر منصة 'إكس'، إنذارًا مباشرًا قال فيه: 'سيهاجم جيش الدفاع قريبًا بنى تحتية عسكرية تابعة لحزب الله في جنوب لبنان، ردًّا على محاولاته المحظورة لإعادة بناء قدراته هناك'.

وأضاف موجهًا حديثه إلى السكان: 'أنتم موجودون في مبانٍ يستخدمها حزب الله لأغراض عسكرية، ومن أجل سلامتكم يجب إخلاؤها فورًا والابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 500 متر'.

أثارت هذه التحذيرات حالةً من الذعر بين السكان، ما أدّى إلى حركة نزوح واسعة من المناطق المهدّدة، خصوصًا في كفرتبنيت. وسُجلت ازدحامات خانقة على طريق كفرتبنيت – النبطية الفوقا باتجاه مدينة النبطية والبلدات المجاورة. وبحسب 'الوكالة الوطنية للإعلام'، تمّ قطع الطريق المؤدي إلى كفرتبنيت من جهة مفترق زوطر حفاظًا على سلامة الأهالي أثناء تنفيذ الغارات.

البلدات المستهدفة: بين شمال الليطاني وجنوبه

تقع ميس الجبل في قضاء مرجعيون جنوب الليطاني وعلى تماسٍ مباشرٍ مع الحدود، ما يجعلها من أبرز بلدات الخط الأمامي. خلال الحرب الأخيرة، كانت من أكثر القرى تضررًا نتيجة توغلات إسرائيلية وتفجيرات ممنهجة لمنازل ومنشآت، حيث تحوّلت إلى بلدةٍ شبه مدمرة، ولم يتمكن أبناؤها من العودة إليها على غرار عدد كبير من القرى الحدودية.

أما كفرتبنيت، وعلى الرغم من وقوعها شمال الليطاني ضمن قضاء النبطية وعلى بُعد أربعة كيلومترات فقط من مركز المدينة، فلم تسلم من الضربات الإسرائيلية خلال الحرب الأخيرة… البلدة الريفية شهدت نزوحًا واسعًا خلال ذروة القصف. لكن ومع الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار، عاد جزء كبير من أبنائها إليها، وهو ما جعل عدد النازحين منها مرتفعًا، الخميس، عند إطلاق الجيش الإسرائيلي تحذيراته.

إلى الجنوب من الليطاني وعلى مقربة من الخيام وكفركلا، تقع دبّين التي شهدت هي الأخرى قصفًا جويًا ومدفعيًا متكرّرًا خلال الحرب وبعد الهدنة أواخر 2024. وعلى الرغم من أن كثافة الاستهداف أقل من ميس الجبل، فإن طابعها المباشر جعل من دبّين أيضًا هدفًا متكررًا. في تشرين الأول 2024 استهدف وسط البلدة مباشرةً، ومع التحذير الإسرائيلي الأخير، باتت غالبية وسط دبّين تقريبًا ضمن دائرة الإخلاء الإجباري، وسُجّلت أيضًا حركة نزوح منها.

أما بلدتا الشهابية وبرج قلاويه فهما تقعان في قلب قضاء صور جنوب لبنان، وتشكلان جزءًا من المنطقة الممتدّة بين مجرى نهر الليطاني والحدود الجنوبية. موقعهما الجغرافي جعلهما عرضةً للاستهدافات الإسرائيلية المتكررة بحجّة وجود بنى تحتية أو نشاطات مرتبطة بـ'حزب الله'.

وهما تقعان شمال نهر الليطاني، أي في منطقة لا يشملها مباشرة الحظر المفروض بموجب القرار الدولي 1701، لكنهما بقيتا ضمن دائرة المواجهة العسكرية.