نصائح للاستثمار بالمجوهرات واختيار القطع التي تحفظ قيمتها

لم تعد المجوهرات مجرد قطع للتزيّن أو إكمال الإطلالة، بل أصبحت اليوم جزءاً من عالم الاستثمار الذكي، حيث تجمع بين الجمال والقيمة المادية. كثيرون ينظرون إلى اقتناء قطع ثمينة من الذهب أو الألماس أو الأحجار الكريمة كخيار يحافظ على الثروة، بل ويمنحها فرصة للنمو مع مرور السنوات. لكن النجاح في هذا المجال لا يتوقف على الذوق وحده، بل يحتاج إلى معرفة دقيقة بما يجب اختياره وكيفية العناية به.

الذهب والبلاتين في الصدارة

حين نتحدث عن الاستثمار في المجوهرات، يبقى الذهب هو الخيار الأكثر أماناً. فالطلب عليه عالمي ومستمر، وأسعاره غالباً ما ترتفع مع الأزمات الاقتصادية، ما يجعله ملاذاً آمناً. أما البلاتين، فيُعد أندر من الذهب وأكثر متانة، وهو يحتفظ بقيمة عالية خصوصاً في القطع النادرة أو المصممة من دور مجوهرات مرموقة. ومع ذلك، فإن قيمته قد تتأثر بتقلّبات السوق، ما يجعله خياراً مناسباً للباحثين عن تنويع استثماراتهم. الفضة من جهتها، رغم جاذبيتها، تبقى أقل استقراراً ولا يُنصح بها لمن يهدف إلى بناء محفظة طويلة الأمد في عالم المجوهرات.

الأحجار الكريمة

تضيف الأحجار الكريمة بعداً استثنائياً لقيمة المجوهرات. الألماس مثلاً يبقى ملك الأحجار بفضل ندرته وبريقه، وتزداد قيمته كلما كان يتمتع بمعايير مثالية في القطع واللون والنقاء والوزن. لكن في السنوات الأخيرة، برزت الأحجار الملوّنة مثل الياقوت والزمرد والياقوت الأزرق كخيار استثماري قوي، خاصة إذا كانت نقية وذات مصدر تاريخي مهم.

التوقيع والدار المصمّمة

ليست جميع المجوهرات متساوية في قيمتها، فالتوقيع يلعب دوراً محورياً. القطع التي تحمل ختم دور عالمية عريقة غالباً ما تحافظ على سعرها، بل قد تتضاعف قيمتها مع مرور الزمن، خصوصاً إذا كانت من مجموعات محدودة أو ارتبطت بحدث تاريخي. على سبيل المثال، قطعة من الألماس تحمل توقيع دار فاخرة لا تُعامل كغيرها من المجوهرات، إذ إنها تمثل مزيجاً بين الحرفية العالية والقيمة الفنية. كما أن التصاميم الكلاسيكية لهذه الدور تُعتبر رهاناً مضموناً، فهي لا تتأثر بزوال الصيحات العابرة.

القطع المحدودة والإصدارات الخاصة

من أبرز الخيارات الاستثمارية الناجحة، اقتناء مجوهرات من الإصدارات المحدودة أو تلك التي تعود إلى حقبات سابقة. المجوهرات الفينتج Vintage على وجه الخصوص تشهد طلباً متزايداً في المزادات العالمية، لأنها تجسّد قطعة من التاريخ وتعبّر عن أسلوب عصر كامل. كذلك، القطع التي ارتبطت بمشاهير أو شخصيات مؤثرة قد تكتسب قيمة مضاعفة، ليس بسبب قيمتها المادية فقط، بل لما تحمله من رمزية وقصص خلفها. هذه الفئة من المجوهرات تُعامل كأعمال فنية أكثر منها مجرد إكسسوارات، وهو ما يجعلها استثماراً طويل الأمد بامتياز.