اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة اللواء
نشر بتاريخ: ١٢ حزيران ٢٠٢٥
أعرب اللواء عباس إبراهيم، المدير العام الأسبق للأمن العام اللبناني، عن 'استغرابه واستهجانه من عدم تسلّم أوكرانيا، جثث جنودها'، قائلًا إن 'الخسائر الأوكرانية لم تكن معلنة بهذا الحجم، فمن الممكن أن هذا الموضوع سيسبب صدمة ويهز الحكم والاستقرار في أوكرانيا'، مؤكدًا أن 'ما قام به الفريق الأوكراني، أمر ينقلب على كل المقاييس وقواعد التفاوض'.
ورأى إبراهيم، في مقابلة مع 'سبوتنيك'، أن 'الصراع الأوكراني بمثابة حرب عالمية غير معلنة'، مشيرًا إلى 'وقوف أوروبا وأمريكا خلف أوكرانيا، في هذه الحرب ضد روسيا'، مضيفًا: 'أنا لا أعتقد أن هناك مِن عاقلٍ يدفع باتجاه اللاسلام'، وقال: 'هناك من يعتبر أن له مصلحة بإضعاف روسيا وهذه مقولة خاطئة'، معتبرًا أن 'أوروبا قد استنزفت على المستوى الاقتصادي وعلى الكثير من المستويات'.
وعن رؤيته للعلاقات الروسية - العربية، قال إبراهيم إنها 'في أهم وأفضل مرحلة، خاصة العلاقات العربية في الخليج مع روسيا'، موضحًا أن 'العرب مقتنعون بعدم أحادية العلاقة وحصرها مع أمريكا أو غيرها في العالم'.
وفي ما يتعلق بلبنان، رأى أنها 'علاقة طبيعية لكنها بحاجة إلى دفع أكثر، فهناك الكثير من الأمور العالقة بين روسيا ولبنان، يجب حلها وهذا يصب في مصلحة لبنان'.
ورأى المدير العام الأسبق للأمن العام اللبناني، أن 'القمة الروسية العربية، قد تبحث السلام في الشرق الأوسط وفي شمال أفريقيا، وفي الحالتين الدول العربية هي المستفيدة'.
إسرائيل تحاول استعادة نظرية الردع التي كانت تتمتع بها قبل 7 أكتوبر 2023
وحول الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ومستقبل حركة حماس الفلسطينية، قال اللواء إبراهيم إن 'مستقبل الحركة يحدده جمهورها وصناديق الاقتراع'، مؤكدًا أن 'صورة إسرائيل انكسرت، وكل ما تقوم به هو لاستعادة هذه الصورة وإعادة نظرية الردع، التي كانت تتمتع بها قبل 7 أكتوبر (2023)'، وأضاف أن 'الحكومة الإسرائيلية تقاتل من أجل بقائها، وليس من أجل إسرائيل نفسها، وعلى رأسها نتنياهو، الذي يواجه العديد من المشاكل، هو يؤجل الحرب ويرفض أي اتفاق حتى الاتفاقات الأمريكية'.
نتائج المفاوضات الإيرانية ستنعكس على المنطقة
وتحدّث اللواء إبراهيم، عن المفاوضات الأمريكية الإيرانية بشأن برنامج طهران النووي، لافتًا إلى أن 'نتائجها ستنعكس عمليًا على ما يجري في المنطقة ككل'، معربًا عن تفاؤله بهذا الموضوع لأن 'هناك إرادة إيرانية وأمريكية بالوصول إلى اتفاق'، مرجحًا أن 'أحد أسباب الاندفاع الأمريكي متعلق بالبعد الاقتصادي'.
سحب سلاح المخيمات 'حساس ومن الصعب التعاطي معه إن لم يحظ بإجماع فلسطيني'
وفي ما يتعلق بسلاح المخيمات الفلسطينية في لبنان، رأى اللواء عباس أن 'موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ليس بجديد لكنه موقف مبدئي بالنسبة له'، مؤكدًا أن 'آلية التنفيذ ستصطدم بالكثير من العوائق والمصاعب'، قائلًا إن 'التنظيمات المختلفة في الجسم الفلسطيني لا تسهّل هذه العملية، وبالتالي لا يمكن حلّ شيء إلا بالحوار'.
وتابع: 'الموضوع حساس ومن الصعب جدًا التعاطي معه إن لم يحظ بإجماع فلسطيني، لذلك يحتاج إلى الكثير من الهدوء لمعالجته وإلا سيصطدم لبنان بتفجيرات متنقلة داخل المخيمات هو بغنى عنها، خاصة في هذا الظرف الذي يجب التفرغ فيها لمواجهة إسرائيل'.
مقاربة رئيس الجمهورية لسحب سلاح 'حزب الله' هي 'الأسلم لأن ركيزتها الحوار'
وبالانتقال إلى موضوع سحب سلاح 'حزب الله'، أكّد إبراهيم أن 'الموضوع متروك لرئيس الجمهورية'، لافتًا إلى أنه 'لا حل يمكن أن يرضي جميع اللبنانيين، ولكن قد يرضي أغلبهم إذا اتُبع طريق الحوار'، معتبرًا أن 'من يجعل من سلاح الحزب مادة للنقاش يضع لبنان أمام خيارين، إما فوضى وحرب أهلية، وإما العودة إلى الحرب مع إسرائيل'، مشددًا على أن 'المقاربة التي يقوم بها الرئيس (جوزيف) عون، هي الأسلم لأن ركيزتها الأساسية هي الحوار'.وفي ما يتعلق بالاندفاع الدولي تجاه لبنان، أرجع إبراهيم، سببه 'إن كان إيجابا أو سلبًا إلى ما يجري في المنطقة بشكل عام'.
وجود الـ'يونيفيل' مصلحة لبنانية
وعن مسألة التجديد للقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان 'يونيفيل'، بعد الأحداث الأخيرة، قال المدير العام الأسبق للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم: 'نحن على مقربة من التجديد لليونيفيل وهناك قائد جديد وهذا الموضوع له أهمية كبيرة حول كيفية تعامله مع الواقع على الأرض'، مؤكدًا أن 'دخول القوات الدولية الممتلكات الخاصة والقيام بدوريات دون مؤازرة من الجيش اللبناني، مشكلة أثيرت في الماضي، واليوم هناك محاولة جديدة لفرضها، وهذا ما يرفضه الجنوبيون'، متسائلًا: 'إذا كان موضوع وجود الجيش كمؤازر لليونيفيل هو عامل اطمئنان للجنوبيين، فما الذي يمنع ذلك؟'.
ورأى أن 'وجود اليونيفيل مصلحة لبنانية كما هو مصلحة إسرائيلية'، قائلًا: 'إسرائيل تريد لليونيفيل أن تمارس مهامها لكن تحت ضغطها وكما تريد هي لا كما ينص القانون الدولي'.
ولفت إبراهيم إلى 'أن إسرائيل لم تحترم القرار 1701، منذ ولادته'، مشيرًا إلى 'استهداف إسرائيل للمباني ليلة عيد الأضحى'، قائلًا: 'مع احتفاظنا بأن إسرائيل ليس لها الحق بهذه الاعتداءات، لكن لم يثبت أن في هذه الأبنية أو المراكز أي شيء يستدعي هذا الاعتداء'، مضيفًا: 'يبدو كأن ليس هناك لجنة بل يد طليقة للإسرائيلي يقوم بما يريد'، وتابع: 'الأمور وصلت إلى حد لا أعلم كيف بدأت وبأي مسار ذاهبة إنما فعالية هذه اللجنة لم يتم لمسها لهذه اللحظة'.
اللواء إبراهيم كشف أنّ 'حزب الله'، وعلى الصعيد التنظيمي استطاع إعادة ملء الشواغر وتحريك الماكينة التنظيمية له'، مشيرًا إلى أن 'علاقة الحزب مع إيران تتجاوز البعد السياسي إلى علاقة إيديولوجية'.
وبالنسبة لعلاقة الحزب مع المكونات الداخلية اللبنانية، قال المدير العام الأسبق للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم، إن 'الحزب يتمتع بتمثيل شعبي ربما يكون الأكبر بين الأحزاب وهو من هذا المنطلق بحاجة لباقي الأطراف'.
'لبنان لا يدور في فلك الولايات المتحدة'
وردًا على سؤال حول ما إذا كان لبنان قد دخل بالفلك الإسرائيلي الأمريكي، علّق إبراهيم، قائلًا: 'كون الولايات المتحدة القوة الأعظم والأكبر في العالم لا يعني أن لبنان يدور في فلكها'، مشيرًا إلى 'حاجة لبنان كدولة صغيرة أن يكون له علاقات مع مختلف دول العالم وعلى مسافة واحدة من جميع القوى العظمى في العالم ليحفظ استقراره وأمنه'.
وحول إمكانية ترشحه للانتخابات النيابية المقبلة، قال اللواء إبراهيم: 'لا يوجد قرار نهائي بهذا الموضوع، إنما الخيارات مفتوحة'.
أما في ملف عودة النازحين السوريين، أكد أن 'الحديث عن تعافي سوريا ورفع العقوبات عنها، يلغي المبررات الاقتصادية لاستمرار النزوح، ويسهّل عودة النازحين إلى بلدهم'، معتبرًا أن 'من هربوا بسبب تطورات نظام الحكم في سوريا، يحتاجون إلى تطمينات دولية لضمان عودتهم'.
أما بالنسبة للتهريب والمعابر، فأوضح اللواء إبراهيم أن 'هذه الظاهرة ليست محصورة بين لبنان وسوريا فقط'، مؤكدًا على 'مكافحتها من قبل الأجهزة الأمنية'، كما اعتبر أن 'ترسيم الحدود مع سوريا ليس أمرًا مستحيلًا'، داعيًا 'إلى وضع آليات من قبل الحكومتين للبدء بهذا الملف، خصوصًا بما يتعلق بالنفط والغاز'.