اخبار لبنان
موقع كل يوم -الكتائب
نشر بتاريخ: ٢٨ أيار ٢٠٢٥
لجأ 'حزب اللّه' إلى وسيلة جديدة من وسائل الهروب إلى الأمام، للالتفاف على المطلب الكبير، اللبناني والدولي، المتمثل بتسليم سلاحه إلى الدولة. هذه الوسيلة استلّها من جيبه رسمياً الإثنين، وقوامها مسايرة رئيس الجمهورية جوزاف عون بالكلام المعسول لإغراقه، مقابل شيطنة رئيس الحكومة نواف سلام، في محاولة واضحة ومكشوفة لدقّ إسفين بين الرجلين، وفق ما تقول مصادر سياسية سيادية لـ 'نداء الوطن'.
زرع الشقاق
لطالما صوّر 'الحزب' خصومه وعلى رأسهم 'القوات اللبنانية'، على أنهم يزرعون الشقاق بين عون وسلام. وفي الوقت الذي كذّب فيه الخطاب الواحد في القضايا الأساسية لرئيسي الجمهورية والحكومة، هذه التهمة، ضُبط 'الحزب'، على لسان رئيس كتلته النيابية النائب محمد رعد، و بـ 'المواقف المشهودة'، يكسر الجسر بين الثنائي عون - سلام.
فبعد زيارته قصر بعبدا الإثنين، أسهب رعد في الإشادة برئيس الجمهورية وحكمته، قائلاً 'تمّ تبادل وجهات النظر في ما خص التحدّيات والأولويات وفي مقدّمها حفظ السيادة الوطنية وإنهاء الاحتلال ووقف العدوان'. وأشار إلى أن 'مساحة التفاهم مع الرئيس واسعة ويعوّل عليها ولا نجد أننا ملزمون بتوقيت ولا بأمكنة ولا بأساليب طالما أن الأمور تسير بعناية من فخامته'. وأكد أن 'لا أبواب مغلقة لتبادل الأحاديث والأفكار مع رئيس الجمهورية في أي مستوى من المستويات وستستمرّ هذه الأبواب مفتوحة'.
في المقابل لم يخف رعد امتعاضه من الرئيس سلام، رافضاً الردّ على تصريحات الأخير المتعلّقة بحصرية السلاح مكتفياً بالقول 'حتى لا نفقد ما تبقّى من ودّ'.
في الواقع، 'الحزب' منزعج من تصريح سلام لـ 'سكاي نيوز عربية' الذي قال فيه: 'لن نسكت عن بقاء أي سلاح خارج سلطة الدولة وعصر تصدير الثورة الإيرانية انتهى'، وهي مواقف عاد وكرّرها وبسقف أعلى، مِن الإمارات أمس. لكن رئيس الجمهورية ألم يردّد المطالب ذاتها مراراً وتكراراً، مِن بيروت والسعودية والإمارات والكويت ومصر وفرنسا؟ ألم يؤكد أن العام 2025 سيكون عام حصر السلاح بيد الدولة؟ ألم يعلن أن 'الحزب' يجب أن يكون حاضراً في اللعبة السياسية، لكن السلاح وقرار 'الحرب والسلم' يجب أن يكونا حكراً على الدولة فقط؟ ألم يُبلغ الرئيس عون وفداً إيرانياً زاره في بعبدا منذ أشهر، أن لبنان تعب من حروب الآخرين على أرضه، وأن بيروت ترفض تدخّل أي دولة في شؤونها الداخلية؟
أسلوب لطيف ولكن
أهداف العهد الجديد، رئاسةً وحكومة، هي ذاتها. من هنا، تتابع المصادر، بأن تكتيك 'الحزب' الذي رأى أن قطار حصر السلاح بيد الدولة انطلق من محطة المخيّمات الفلسطينية وقد اقترب منه كثيراً، يقوم على إحراج رئيس الجمهورية، بحيث يناقش 'الحزب' معه ملف السلاح على وقع كلام معسول، كي يبقى هذا الحوار من دون قرارات عملية.
وتختم المصادر بالإشارة إلى أن الرئيس عون مدرك اللّعبة التي يلعبها 'الحزب'، ويعرف جيداً كيف يفرّق بين العسل والسم الذي سيتجرّعه العهد واللبنانيون إذا بقي 'الحزب' يتذاكى ويمنع عون من تحقيق خطاب القسم ويمنع الدولة من تنفيذ الطائف واتفاق وقف النار. صحيح أن أسلوب الرئيس لطيف، لكن على 'الحزب' ألّا يسيء فهم لطفه، فهو لن يحيد عن ثوابته ولا عن 'عهده للبنانيين'، تختم المصادر.
Like our kataeb.org Facebook Page