اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة الأنباء
نشر بتاريخ: ٤ كانون الأول ٢٠٢٥
بيروت ـ زينة طبّاره
قال عضو كتلة «اللقاء الديموقراطي» النائب فيصل الصايغ في حديث إلى «الأنباء»: «لا شك في ان زيارة بابا الفاتيكان ليو الرابع عشر إلى لبنان ودعواته إلى رفض الحروب وإحقاق السلام، أرست روح التهدئة في المنطقة. ومن المحتمل ان تكون قد فتحت كوة في جدار الصمت الإسرائيلي حيال دعوة رئيس الجمهورية العماد جوزف عون إلى التفاوض لإنهاء الاحتلال. مع الإشارة إلى ان التفاوض بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي ليس مسارا جديدا، وقد عاد وأكد عليه كل من اتفاق وقف إطلاق النار (27 نوفمبر 2024)، وقرار الحكومة اللبنانية في 7 أغسطس الماضي، الذي تحدث بناء على ورقة المبعوث الأميركي توماس باراك عن التفاوض مع إسرائيل في مرحلة لاحقة ومتقدمة».
وأضاف: «العهد رئاسة وحكومة ومن خلفه جميع اللبنانيين باستثناء حزب الله، يريد التفاوض مع الإسرائيلي كمسار ضروري لبلوغ الاستقرار الشامل والدائم، لكن الأهم من شكل التفاوض مباشرا كان أم غير مباشر، هو جدول الأعمال والهدف منه، أي تحقيق الأهداف التي حددها قرار الحكومة اللبنانية في 5 أغسطس الماضي، وأبرزها وقف الاعتداءات وانسحاب إسرائيل من النقاط الخمس التي احتلتها بعد الحرب الأخيرة، واستعادة الاسرى والعودة إلى اتفاقية الهدنة (1949)، بالتوازي مع حصرية السلاح بيد الدولة وإعادة الإعمار».
وردا على سؤال، قال الصايغ: «يتطلع لبنان اليوم إلى مفاوضات محورها العودة إلى اتفاقية الهدنة، لا إلى مفاوضات حول اتفاقية سلام مع الكيان الإسرائيلي، لأن لبنان ملتزم بمقررات الجامعة العربية، ولا يخرج عن المسار العربي العام القاضي بتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة، وفق ما رسمته مقررات القمة العربية في بيروت 2002 وأبرزها حل الدولتين».
وعن السلام الداخلي بين المكونات اللبنانية وتلاقيها على كلمة سواء للنهوض بلبنان وفق ما دعا اليه البابا خلال اللقاء المسكوني في بيروت وفي كل مراحل زيارته، قال الصايغ: «الاختلاف في وجهات النظر بين اللبنانيين دليل صحة، شرط ان يبقى تحت سقف القوانين والدستور والممارسة الديموقراطية، لا ان ينتقل إلى الممارسات العنفية المسلحة منها والتخريبية. من هنا لا مفر من العودة إلى اتفاق الطائف وتطبيقه بالكامل نصا وروحا كمنصة رئيسية أساسية لقيام الدولة الجامعة».
وختم الصايغ بالقول: «تكمن المشكلة الحقيقية في عدم وجود وضوح في النوايا الإسرائيلية تجاه لبنان والمرحلة المقبلة، خصوصا ان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يؤتمن على التهدئة، لكن أيا تكن مشهدية ما بعد زيارة البابا، لابد من الإشارة إلى انه ان لم يعتمد حزب الله سياسة الليونة في مواقفه، لاسيما ما يتعلق منها بسلاحه، فإن الإسرائيلي لن ينتظر إلى الأبد، خصوصا انه يمتلك غطاء دوليا لمعالجة هذا السلاح في حال عجزت الحكومة اللبنانية عن ذلك، ناهيك عن الرغبة الإسرائيلية الدائمة بإحلال الفوضى في الداخل اللبناني، الأمر الذي يستوجب ان نكون على حذر مما سيأتي به الإسرائيلي خلال الأيام أو الأسابيع المقبلة، لكن ما يجب الاضاءة عليه انه مهما اشتدت الصعاب في وجه لبنان، فنحن متجهون حتما نحو مرحلة مشرقة وواعدة على كل المستويات».











































































