اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة الأنباء
نشر بتاريخ: ٤ كانون الأول ٢٠٢٥
بيروت ـ ناجي شربل وأحمد عز الدين
ساد مناخ إيجابي في بيروت، تلا سلسلة من التهديدات المنسوبة في الإعلام إلى موفدين دوليين نقلا عن الجانب الإسرائيلي بشن حرب موسعة كبرى على لبنان اعتبارا من بداية السنة المقبلة.
المناخ الإيجابي أعقب الاجتماع الرقم 19 للجنة الإشراف على وقف الأعمال العدائية (ميكانيزم)، والتي شهدت نجاحا للديبلوماسية الرئاسية اللبنانية، بجلب إسرائيل إلى طاولة مفاوضات، ليس سرا ان لبنان الدولة ستخرج بمكاسب عدة منها، على حساب الطرف الداخلي الذي كان يقف في وجه إسرائيل بخلفيات تتعدى الحدود اللبنانية.
في أي حال، مناخ سيسهم في تعزيز ثقة اللبنانيين من أبناء الاغتراب والمقيمين في دول الخليج بتمضية عطلتي الميلاد ورأس السنة في ربوع «وطن الأرز»، وتحريك العجلة الاقتصادية الداخلية التي يعول فيها أصحاب المؤسسات على موسم الأعياد لتحصيل عائدات تغطي عجز سنة كاملة.
واستقبل رئيس مجلس الوزراء د.نواف سلام في السرايا، رئيس الوفد اللبناني إلى اجتماعات لجنة «الميكانيزم» السفير سيمون كرم، واطلع منه على نتائج اجتماع اللجنة الذي عقد أمس الاول. وأكد الرئيس سلام للسفير كرم أن ترؤسه للوفد اللبناني «يشكل خطوة مهمة في دفع عمل الميكانيزم».
السفير الأميركي في لبنان ميشال عيسى قال في بيان: «أشيد بكل من لبنان وإسرائيل لاتخاذهما القرار الشجاع بفتح قناة حوار في هذه اللحظة الحساسة. إن هذه الخطوة تشير إلى رغبة صادقة في السعي نحو حلول سلمية ومسؤولة مبنية على حسن النية. لا يمكن تحقيق تقدم مستدام إلا عندما يشعر كلا الجانبين بأن مخاوفهما محترمة وآمالهما معترف بها. ويبقى التوافق والتفاهم والقيادة المبنية على المبادئ أمورا أساسية. أرحب أيضا بقرار الحكومة اللبنانية باعتماد الحوار بعد عقود من عدم اليقين. يمثل هذا خطوة بناءة نحو تحديد مسارات قد تسمح يوما ما لكلا البلدين بالتعايش بسلام واحترام وكرامة».
رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل قال من منبر قصر بعبدا بعد لقائه رئيس الجمهورية «هنأنا فخامة الرئيس على الزيارة التاريخية لقداسة البابا، وهي محطة أعطت اللبنانيين أملا جديدا للنظر بإيجابية إلى المرحلة المقبلة». وأضاف «هنأنا فخامة الرئيس على خطوة تعيين السفير سيمون كرم رئيسا لوفد التفاوض اللبناني، وتمنينا أن تنجح الدولة في تحقيق كامل أهداف التفاوض، من انسحاب الجيش الإسرائيلي ووقف الاعتداءات، إلى فرض سيادة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية، مع التأكيد على أن الجيش اللبناني يجب أن يكون الجهة الوحيدة التي تحمل السلاح».
وتابع «شددنا على أن تحقيق هذه الأهداف يتطلب موقفا واضحا من الطائفة الشيعية، وألا يترك حزب الله ليعبر باسمها أو ليعرقل مسار بناء الدولة».
وسأل «هل المطلوب البقاء في دوامة الصراعات واللا استقرار والدمار، أو فتح صفحة جديدة نحو لبنان مزدهر ومستقر؟». ولفت إلى ان «استعادة أموال الناس مرتبطة مباشرة باستعادة الاقتصاد، ولا اقتصاد من دون استقرار أمني».
وحقق تكليف السفير سيمون كرم برئاسة الوفد اللبناني إلى اجتماعات لجنة الاشراف على وقف إطلاق النار في الناقورة، وبإجماع على المستويين الرسمي والسياسي هدفين أساسيين:
الأول إعادة الثقة الدولية بالسلطة اللبنانية، وبأنها جادة في تنفيذ التزاماتها التي تعهدت بها في البيان الوزاري للحكومة لجهة سيادة الدولة اللبنانية حصرا على كامل أراضيها وامتلاكها وحدها قرار الحرب والسلم، وإدارة شؤون البلاد دون أي شريك، وقد بدا ذلك واضحا من خلال المواقف الدولية التي لم تتأخر في الإشادة بهذه الخطوة اللبنانية والتي كانت مطلبا على مدى الأشهر الماضية.
والأمر الثاني هو إبعاد شبح الحرب التي سيطرت على اللبنانيين خلال الأسابيع الماضية كأمر واقع وحاصل، وان الأمر يتعلق فقط بالتوقيت، وما استتبع ذلك من مخاوف لجهة تداعياته على مختلف مرافق الدولة. غير ان ذلك لا يعني ان الاعتداءات الإسرائيلية ستتوقف، بل ان الغارات والاستهدافات ستستمر وقد تتوسع، ولكن من دون الوصول إلى الحرب الشاملة.
وقال مرجع رسمي لـ «الأنباء»: «القرار اللبناني بالتفاوض من خلال لجنة الإشراف على وقف إطلاق النار موضع توافق وإجماع في تصريحات المسؤولين على أعلى المستويات بشكل دائم. وكان الرفض يأتي من إسرائيل التي تعرضت أخيرا لضغوط أميركية للقبول بهذا الأمر. وترجم خلال اجتماعات مطولة عقدتها الموفدة الأميركية مورغان اورتاغوس مع المسؤولين الاسرائيليين عشية جلسة الميكانيزم».
وأضاف المصدر «سيترقب لبنان نتائج التطور في موضوع الحوار ـ التفاوض، خلال الأسبوعين المقبلين قبل موعد الجلسة الثانية للجنة المقرر 19 ديسمبر، والإيجابيات التي يمكن ان تتحقق على صعيد الوضع الميداني لجهة تخفيف وتيرة العدوان على لبنان».
في الميدان، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس سلسلة غارات على جنوب لبنان، بعد اصداره انذارات لسكان ٤ بلدات وهي: محرونة وبرعشيت وجباع ومجادل وفق ما أوردت الوكالة الوطنية للاعلام، فيما قال الجيش الإسرائيلي إنه هاجم «أهدافا إرهابية لحزب الله».











































































