اخبار لبنان
موقع كل يوم -النشرة
نشر بتاريخ: ٨ أيلول ٢٠٢٥
أشار نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ علي الخطيب، في كلمة له في افتتاح المؤتمر التاسع والثلاثين للوحدة الاسلامية في طهران الى أن 'الأمة تخوض الصراع مع الغرب، فإن من شروط انتصارها أن تحدد طبيعة هذا الصراع ، وأن تستفيد من دروس الهزائم التي منيت بها. نتيجة الضياع الذي اصابها، ولم يكن هذا الضياع الذي أفقدها بوصلتها، ومنعها من تحديد وجهة الصراع وطبيعته، أمرا فجائيا فهو من نتائج التحولات الإجتماعية والسياسية والإقتصادية والثقافية ، التي تخضع لقوانين وسنن الإجتماع البشري ، التي تفضي إلى تلك النتائج عندما تتوفر الأسباب'.
وتابع :'اصبحت المعركة مع القوى التي تواجه الاسلام محكومة بموازين القوى المادية دون تدخل الهي لصالح المسلمين، لأن المعركة أصبحت في ساحة الآخرين ووسائلهم، فالهزيمة كانت في أصل اختيار المنهج الغربي في مواجهة الغرب، وترك البعد السماوي الحاضر دائما لمن اراد الاستعانة به. لذلك فإن الانتصارات التي تحققت لم تكن قائمة على اساس قيم الاسلام الحضارية، وانما على أسس مادية بحتة فالاهداف التي خيضت الحروب من اجلها في الماضي ما كانت إلهية، بل استخدم فيها الدين لاغراض توسعية ومن اجل تقوية بنى الحكم واقتداره لذاته. وهي نفس الاهداف التي تحكم اهداف الغرب اليوم من تحقيق الهيمنة والسيطرة والنفوذ اي لتعزيزالقوة الغاشمة'.
واعتبر أن 'نجاح الجمهورية الاسلامية الايرانية، في معركتها مع الإستكبار العالمي ،حصيلة استحضار واستنهاض طاقات الأمة الايرانية على أسس واعية، ونتيجة رؤية عميقة لحقيقة الصراع ، وانه في الأصل صراع حضاري يحتاج الى حشد قوى الامة المعنوية قبل المادية ، وان هذه الأمة لن تستعيد قوتها إلا بإنجاز وحدتها وتكامل قواها، فكانت وحدة الأمة الإسلامية اولوية من اولويات ثورة الشعب الايراني المسلم وشعارا من شعاراتها الاساسية'.
ولفت الى أن 'الشعب الإيراني تبنى بكل اريحية هذا الشعار الذي اطلقه الامام الخميني حاملا بصدق لواء قضية الشعب الفلسطيني والعداء للغرب الذي لم يزرع هذه الغدة السرطانية في قلب العالم الاسلامي الا ليطلق حربه العدوانية ضد الاسلام من منطلق حضاري كما عبر زعماؤه ومفكروه ومنظروه وكما عبرت ايضا ممارساته المختلفة عبر بناء ودعم بعض المنحرفين كسلمان رشدي وغيره ممن اعدهم الغرب لضرب الاسلام من الداخل او عبر تحقير الاسلام'.
وأكد الخطيب أن 'كل اساليب الأعداء الخبيثة فشلت في تحويل المعركة الى معركة داخلية بين مكونات البلد الواحد عبر قوى مذهبية متخلفة من صناعته ، ولم يحقق التهويل هدفه بالدعوة الى استخدام النووي في مواجهة الجمهورية الاسلامية والشعب الفلسطيني لكسب الحرب ضد المقاومة في غزة وهو نفس الاسلوب الذي استخدم في لبنان عبر دفع السلطة اللبنانية الى اتخاذ قرار نزع سلاح المقاومة'.
واعتبر الخطيب أن 'مرد هذا الافشال للمشروع الغربي وعدم قدرته على تحقيق اهدافه يعود إلى وعي طبيعة المعركة لدى قوى المقاومة والقوى التي تساندها في الامة، ونحن اليوم على ابواب مرحلة جديدة ستحدث زلزالا كبيرا لاحت بوادره بعد فشل المعركة السياسية التي خاضها الغرب على المقاومة وبيئتها في لبنان'،
واعتبر الخطيب أن 'التراجع الذي حصل في جلسة مجلس الوزراء الاخيرة كان اعلانا عن فشل هذه الحملة السياسية، بعد فشل العدو في احداث هزيمة عسكرية، وفشله في الحرب النفسية والاعلامية لاخضاع بيئة المقاومة وجمهورها اللبناني من جميع الطوائف. واستطاعت المقاومة استعادة الوحدة الوطنية وهي احدى دعامتي القوة في لبنان بعد السلاح'.
وأكد الخطيب على 'أهمية الجهد الذي بذله رئيس مجلس النواب نبيه بري لافشال المؤامرة والتي اتت اكلها بنتائج وقائع مجلس الوزراء بعودة الحكومة عن قراراتها الخاطئة'.
وتابع :'لقد وقفنا في كل مراحل هذه الحرب دون تردد الى جانب المقاومة ،وهذا ما يمليه علينا ديننا وضميرنا والمصلحة الوطنية والعربية والاسلامية ، ونحن اذ نقدر للجمهورية الاسلامية مواقفها التي لم تقصر في دعم الشعب اللبناني والدولة اللبنانية والمقاومة ،فإننا نعتذر عن الاساءات التي ووجهت بها كل مواقفها الشريفة الداعمة للبنان وشعبه ، سواء كانت الاساءات قد صدرت عبر مواقف من شخصيات لها مواقع رسمية كان الاولى ان تلاقي مواقف الجمهورية الإسلامية بعبارات الشكر وعرفان الجميل، او صدرت من غيرها فهي لا تعبر الا عن اصحابها، اما الشعب اللبناني في أغلبيته الساحقة فيمكنني ان اقول انه يقدر هذا الدعم ويشكر لها كل اشكال الدعم والمساندة التي قدمت فعلا او استعدادها لتقديم ما يحتاجه على كل صعيد'.











































































