لايف ستايل
موقع كل يوم -ال عربية
نشر بتاريخ: ٢٤ تشرين الثاني ٢٠٢٥
يُعدّ الارتجاع المعدي-المريئي من أكثر المشكلات الهضمية شيوعاً، وغالباً ما يرتبط بعوامل غذائية أو جسدية معروفة. لكن ما لا يدركه كثيرون هو أن التوتر، سواء كان ضغوطاً يومية عابرة أو إجهاداً نفسياً طويل الأمد، يمكن أن يلعب دوراً أساسياً في تفاقم الأعراض أو حتى ظهورها لدى بعض الأشخاص. فالجهاز الهضمي يتأثر مباشرة بالحالة النفسية، ويستجيب للتوتر بطريقة قد تجعل ارتداد الحمض أكثر احتمالاً أو أشدّ إزعاجاً.
التوتر وتأثيره في صحّة المعدة والمريء
عند التعرّض للضغط النفسي، يفرز الجسم هرمونات مثل الكورتيزول والأدرينالين، ما يؤدي إلى زيادة حمض المعدة. ارتفاع هذه الإفرازات يهيّئ الظروف لصعود الحمض نحو المريء، خاصة عند الأشخاص الذين يعانون من ضعف في الصمام الموجود أسفل المريء والمسؤول عن منع الارتداد. إضافة إلى ذلك، يُضعف التوتر كفاءة هذا الصمام، فيسمح بكميات صغيرة من الحمض بالوصول إلى المريء، فتظهر أعراض الحرقة والانزعاج.
والتوتّر وتأثيره في صحّة الجهاز الهضمي
لا يقتصر تأثير التوتر على زيادة الحمض فحسب، بل إنه يغيّر أيضاً طريقة استقبال المريء للأحاسيس. فالأشخاص تحت الضغط يكونون أكثر حساسية تجاه أي تغيّر في مستوى الحمض، حتى لو كان الارتداد خفيفاً. هذه الحساسية العالية تجعل الأعراض أكثر وضوحاً وأحيانًا أكثر ألماً، رغم أن الارتجاع نفسه قد لا يكون شديداً.
التوتّر وتأثيره في الهضم
يُعرف عن الجسم في حالات التوتر أنه يبطئ بعض وظائفه غير الأساسية، ومنها عملية الهضم. بقاء الطعام في المعدة لفترة أطول يزيد احتمالات الارتداد. ومع الضغوط النفسية، قد تظهر سلوكيات مثل الأكل السريع، أو الميل إلى الأطعمة المريحة والدسمة، أو الإكثار من الكافيين والتدخين، وجميعها تؤثر مباشرة على أعراض الارتجاع وتفاقمها.
علاقة ثنائية بين القلق والارتجاع
تشير الأبحاث إلى أن العلاقة بين القلق والارتجاع ليست باتجاه واحد فقط. فكما يمكن للتوتر أن يسبّب أعراضاً هضمية، يمكن أيضاً للأعراض الهضمية المستمرة أن تزيد القلق والإجهاد لدى المصاب، ما يخلق دائرة معقدة من التأثير المتبادل. هذا الترابط يجعل التعامل مع الارتجاع يتطلب نظرة شاملة تجمع بين الجانب الجسدي والنفسي.




























