اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة اللواء
نشر بتاريخ: ٢٦ تشرين الثاني ٢٠٢٥
أكد رئيس مجلس الوزراء نواف سلام انه «من الواضح أنّ إسرائيل تعتمد خطًّا تصعيدياً»، مضيفاً: «لقد قلت أمس إنّنا سنعمل على حشد المزيد من الدعم العربي والدولي لوقف هذه الاعتداءات وللعمل على الانسحاب الإسرائيلي».
ترأس سلام أمس جلسة مجلس إدارة مرفأ بيروت للمرة الأولى في تاريخ المرفأ، وذلك في إطار جولة تفقّدية قام بها بحضور وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني ورئيس مجلس الإدارة مدير عام المرفأ مروان النفي، شملت قسم الأرشيف في مبنى الإدارة العامة، حيث اطّلع سلام على تاريخ المرفأ وما يحمله من وثائق تعكس دوره عبر العقود.
بعد الجولة، قدّم النفي إلى الرئيس سلام نسخة من الفرمان العثماني، تقديراً لزيارته وحرصه على أن يكون مرفأ بيروت في طليعة المرافىء على البحر المتوسط.
في الختام عقد الرئيس سلام مؤتمراً صحفياً في قاعة زور بور، ذكر بدايةً ضحايا انفجار مرفأ بيروت وتمنّى أن تتحقّق العدالة قريباً، وقال: «أنا آخر من سيتدخّل في عمل القضاء، ولكن هذا حقّ الضحايا وحقّنا جميعاً في أن نرى العدالة في أقرب وقت».
واعتبر أنّ المرفأ هو ذاكرة المدينة ومستقبلها، قائلاً إنّ الحكومة تعمل على نهوض اقتصادي للبنان، وإنّ ركناً أساسياً في أي عملية نهوض اقتصادي هو تطوير مرفأ بيروت وتحديثه، وهو ما يتطلّب خطوات عدّة يجب وضعها على السكة الصحيحة، ومنها: استكمال إعادة التأهيل الذي بدأ ولم يكتمل بعد، تحديث الرؤية المستقبلية للمرفأ، تحديث آليات العمل، إعادة بناء الصوامع، إلى جانب مجموعة من الإجراءات الداخلية. وأضاف أنّ الأهم هو وضع لبنان ومرفأ بيروت على خارطة المواصلات في المشرق العربي، لافتاً إلى أنّه اتفق الأسبوع الماضي مع البنك الدولي على إعداد دراسة للمواصلات بين لبنان والمحيط العربي، سواء لجهة الموانئ البحرية والجوية أو خطوط المواصلات البرية، بما فيها إعادة تشغيل سكك الحديد، متمنياً أن تكون هناك دراسة متكاملة بهذا الشأن.
أضاف: «في السنوات الأخيرة، استُخدم لبنان كمعبر لتصدير الممنوعات والمخدرات إلى عدد من الدول العربية، وللأسف كانت المملكة العربية السعودية في طليعتها. وإنّ قدرتنا على ضبط صادراتنا مسألة أساسية لرفع الحظر عن الصادرات، ومع تركيب السكانر كونوا على ثقة بأنّ تاريخ رفع الحظر عن الصادرات اللبنانية اقترب كثيراً».
عن الاعتداءات الإسرائيلية، وما الذي ستفعله الحكومة، إضافة إلى سؤال حول القضاء وهل حان الوقت لاستئناف العمل في ملف انفجار المرفأ، أجاب: «لا يمكن القول إنّ القضاء متوقّف، فهو يقوم بعمله. صحيح أنّه مرّ بفترة تعطّل، لكن منذ تولّي حكومتنا نوفّر كل الدعم الذي يطلبه القضاء لاستمرار التحقيق في انفجار مرفأ بيروت. وأتمنى، أنا وأهالي الضحايا، أن تكون العدالة قريبة، وقريبة جداً».
أما في ما يتعلّق بالسؤال التالي، فأوضح أنّ للحكومة خطة وضعها الجيش اللبناني، ويتم تنفيذها شهراً بعد شهر بناءً على التقارير التي يتقدّم بها الجيش، مؤكداً استمرار التعاون مع القيادة العسكرية.
وأشار إلى أنّه التقى بقائد الجيش لأكثر من ساعة وبحثا في هذا الموضوع. وفي ما يخصّ الاعتداء الأخير، قال إنّ من الواضح أنّ إسرائيل تعتمد خطًّا تصعيدياً، مضيفاً: «لقد قلت أمس إنّنا سنعمل على حشد المزيد من الدعم العربي والدولي لوقف هذه الاعتداءات وللعمل على الانسحاب الإسرائيلي».
وعن خطة طوارئ في حال نشوب الحرب، قال: «نحن في حالة حرب تتصاعد وتيرتها، وقد اتّخذت طابع حرب الاستنزاف من طرف واحد، ونحن نتّخذ الاحتياطات لمواجهة أي عمليات تصعيد، وكل ما قد ينجم عنها على الصعد الإنسانية والاجتماعية وغيرها».
ثم ألقى الوزير رسامني قال فيها «أبلغتُ رئيس الحكومة أنّ المرحلة المقبلة ستشهد تركيزاً أكبر على مرفأ بيروت. ففي مطار بيروت الدولي باتت لدينا هيئة ناظمة وخطة كاملة للعام المقبل، والآن نوجّه كلّ جهودنا نحو المرفأ لأننا نعرف حجم فرصه وإمكاناته، الماسحات الضوئية الجديدة أصبحت في المرفأ، ويجب أن تُوضع في الخدمة خلال خمسة أسابيع. أمّا خطة تطوير المرفأ فهي جاهزة، وسنعلنها للإعلام بعد مئة يوم، وهناك عنصر أساسي لنجاح مرفأ بيروت، وهو إنشاء جهاز أمن المرافئ بدعم من رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية، بهدف توحيد المرجعية الأمنية وعدم بقاء الأمن موزّعاً بين جهات مختلفة، ونحن مستعدون لعرض أي خطة تطويرية أمام مجلس الوزراء أسبوعيا لضمان تقدّم العمل في هذا المرفق الحيوي».
أما النفي فأكد أن هذه الزيارة ليست محطة بروتوكولية بل لحظة تأسيسية لانطلاقة عمل مجلس إدارة المرفأ الجديد. وقال: «إن الخطط والرؤية التي وضعتموها دولتكم مع رئيس الجمهورية ووزير الأشغال العامة والنقل لمرفأ بيروت وسائر المرافىء الحيوية في لبنان، تمنحنا مسؤولية مضاعفة وشرفاً كبيراً في أن نكون جزءاً من نجاحها وتنفيذها على الارض».
وتوجّه النفي في الختام إلى الرئيس سلام قائلاً: «ترأستم مجلس إدارة مرفأ بيروت للمرة الأولى في تاريخ المرفأ منذ تأسيسه. هذه الخطوة بالنسبة لنا ليست مجرد جرعة دعم، بل مسؤولية كبيرة حملناها، ونعدكم أن نكون على قدرها، وأن يرافقنا حضوركم كمعيار ودافع في كل ما سننجزه».
لقاءات السراي
وفي لقاءاته، التقى سلام في السراي الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية ايناس كالامار التي أعلنت بعد اللقاء: «نحن حريصون جدا على رؤية هذه الحكومة تقوم بإرساء القانون وفقاً للمبدأ الذي أوصلها إلى السلطة، كما اننا حريصون جداً على رؤية لبنان بشكل عام مدافعاً قوياً عن العدالة الدولية».
كما التقى وفدا من مجلس إدارة مرفأ طرابلس وعرض معه أوضاع المرفأ.











































































