اخبار لبنان
موقع كل يوم -النشرة
نشر بتاريخ: ٢ كانون الأول ٢٠٢٥
أشار موقع 'إسلام تايمز' إلى أنه عندما نزل البابا لاون الرابع عشر من الطائرة في بيروت في 30 تشرين الثاني 2025، كان تحدي اختياره للوجهة لا لبس فيه، حيث رسم لاون مسارًا عبر تركيا للاحتفال بالذكرى الـ1700 للمجمع المسكوني الأول في نيقية [325 م]، ثم مباشرة إلى لبنان، بلد مزقته الحرب والدمار المالي والشلل السياسي.
ولفت إلى أن 'القرار جاء كأنه حكم، من خلال تجاوز العروض الدبلوماسية المعتادة، أشار البابا الجديد إلى أنه ينوي مواجهة التقلبات بدلاً من الدوران حولها، معتبراً أن لبنان لم يكن مجرد مشهد، بل كان الخط الأمامي للوجود المسيحي المتضائل في المنطقة. وأوضح وصوله أن الفاتيكان يعتقد أن هذا الوجود، الهش والمحاصر والمتزايد عدم اليقين، يستحق الدفاع عنه'.
وأشار الموقع إلى أن 'لبنان لا يزال البلد العربي الوحيد الذي يشغل فيه مسيحي منصب الرئاسة ضمن نظام تقاسم السلطة الطائفي: رئيس ماروني، ورئيس وزراء سني، ورئيس برلمان شيعي، معتبراً أنه تم تصميم هذه الصيغة، التي أنشأها الميثاق الوطني عام 1943، لضمان مساحة سياسية حقيقية للمسيحيين وليس مجرد إدماج رمزي، لكن هذه المساحة تتعرض لضغط شديد مع انخفاض نسبة المسيحيين من السكان بسبب الهجرة والانهيار الاقتصادي'.
وأوضح أن 'قصة الموارنة تبدأ مع القديس مارون، الناسك والكاهن السوري في القرنين الرابع وأوائل القرن الخامس بالقرب من أنطاكية، حيث انتقل أتباعه، الذين تشكلوا من خلال التقليد الرهباني السرياني، تدريجياً إلى جبال جبل لبنان، لافتاً إلى أن الهجرة بدأت حوالي عام 450 م ولكنها ارتفعت في القرنين السابع والثامن، مع فرار المجتمع من الصراعات البيزنطية-العربية والضغوط من الجماعات المسيحية المنافسة'.
وذكر بأنه بحلول عام 687 م، انتخب الموارنة بطريركهم الأول، القديس يوحنا مارون، مشكلين كنيسة ذاتية الحكم أصبحت أكبر طائفة مسيحية في لبنان، لافتاً إلى أن الكنيسة المارونية تظل الكنيسة الكاثوليكية الشرقية الوحيدة التي سميت على اسم مؤسسها، وحتى مع الحفاظ على طقوسها السريانية وهويتها الجبلية، دخلت في شركة كاملة مع روما في القرن الثاني عشر، وهي علاقة نجت من الحروب الصليبية والحكم العثماني والحروب الأهلية وتشكيل لبنان الحديث.
وأشار الموقع إلى أنه بالنسبة للعديد من المسيحيين اللبنانيين، فإن وجود البابا هو أكثر من مجرد دبلوماسية، حيث أنه يعترف بمجتمع تحمل العزلة والحرب والتهجير والانهيار الديموغرافي، ويذكرهم بأن مستقبلهم في قلب الهوية المارونية بعيد كل البعد عن الأمان، بينما تقدم زيارته طمأنة نادرة في منطقة تستمر فيها المجتمعات المسيحية القديمة في الانكماش، مشيرة إلى أن قصتهم لا تزال مهمة.
ورأى أنه في كنائس بيروت وخرائبها وشوارعها المجروحة، يقدّم البابا شهادة لا معجزات، حيث أنه في مواجهة الموفدين الأجانب، وأصحاب النفوذ المحليّين، والمواطنين المنهَكين من الانهيار، يصرّ على معادلة بسيطة: يجب صون الكرامة، وحماية التعدديّة، ومواجهة المسؤولية.
وأكد أن مستقبل لبنان لن يتوقّف على كلمات البابا، بل على القرارات التي ستُتَّخذ بعد تفرّق الحشود، فإذا واصل القادة السياسيون استبدال المحاسبة بالبقاء في السلطة، واستمرّت القوى العالمية في التعامل مع لبنان كورقة مقايضة، فلن تكون هناك بركة قادرة على جمع هذا البلد ومنع تفكّكه، ومع ذلك، تبقى صورة البابا لاوون الرابع عشر وهو يطأ الإسفلت المحطَّم عالقة في الأذهان، لا لأنها تحلّ شيئًا، بل لأنها تكشف ما تغاضى عنه كثر لوقت طويل.
ورأى أن الزيارة لا تخلّف معجزة، بل سؤالًا لم يعد بإمكان حكّام لبنان وشركائهم الأجانب التهرّب منه: إذا كان هذا البلد يستحقّ أن يخاطر حبرٌ أعظم بالمجيء إليه، فلماذا لا يهمّ القوى الكبرى بالقدر نفسه، فتسمح لإسرائيل بقصفه متى شاءت؟











































































