اخبار لبنان
موقع كل يوم -ام تي في
نشر بتاريخ: ١٠ تموز ٢٠٢٥
أتابع الحملة المنظّمة التي شُنّت على الإعلامي سالم زهران بسبب مقطعٍ من مقابلة أجراها مع كاتب هذه السطور. معظم المنتقدين هم من التافهين الذين لم يشاهدوا المقابلة، أو شاهدوا، في أحسن الأحوال، مقطعاً منها وفاتهم أنّ زهران دافع فيها عن حزب الله وأعلن رفضه للتطبيع واعتبر أنّ من يهاجَم وتُحتلّ أرضه ولا يُفرَج عن أسراه لا تنتظروا منه أن يسلّم سلاحه…
تشكّل هذه الحملة على زهران نموذجاً عن أسلوب تفكير جمهور حزب الله، بل وبعض مسؤوليه أيضاً. من ليس معنا في كلّ شيء، ويتبنّى سرديّتنا، على الرغم من عدم واقعيّتها غالباً، فهو ضدّنا ويجوز لنا قتله معنويّاً. قبل سالم زهران فعل حزب الله ذلك مع كثيرين. لا بل أنّ الحزب كان ناكراً للجميل مع كثيرين ممّن ساندوه عن قناعة، وأوّلهم الرئيس اميل لحود الذي سُمّي الرئيس المقاوم، ولم ينل من الحزب سوى القصائد والكتب بينما كان حزب الله، في أيّام عزّه، يوزّع المقاعد النيابيّة والحقائب الوزاريّة يميناً ويساراً على من هم اليوم في صفوف المطالبين بتسليم سلاحه. وحده لحود ينشر، حتى الساعة، بيانات التأييد للحزب، بينما من بلغ المناصب، بدءاً من أعلاها، ينكر الجميل. بعد عامٍ من الآن سنشهد على تأييد الحزب لناكري الجميل، من جديد!نعود الى قضيّة سالم زهران. يريد حزب الله، وجمهوره خصوصاً، من يكذب عليهم ويخبرهم عن بطولاتٍ وهميّة ويحدّثهم، على طريقة ناصر قنديل، عن أنّ التكنولوجيا الموجودة في الضاحية الجنوبيّة لا مثيل لها لا في تل أبيب ولا على حاملات الطائرات الأميركيّة.يريد الحزب، وجمهوره خصوصاً، من يبيعه الأوهام، فيشعر، على طريقة بشرى الخليل، بأنّ بلوغ الجليل يحتاج الى ساعات، أو على طريقة فيصل عبد الساتر الذي تظنّ، عند سماعه، بأنّ دونالد ترامب يرتعب إن شاهده يصدح في واحدة من مقابلاته التي ما توقّع فيها شيئاً وأصاب.
كأنّ حزب الله يقول، هو وجمهوره، بأنّ التعويض عن اتفاق الاستسلام مع إسرائيل، والرضوخ للاعتداءات الإسرائيليّة على لبنان، والسكوت عن احتلال إسرائيل لأرضنا، والتغاضي عن الأسرى اللبنانيّين، يكمن في شتم سالم زهران.هذا الجمهور، الذي تقوده غريزته، لم يتنبّه، مثلاً، الى دعوة الوزير السابق وئام وهاب الى السلام مع إسرائيل. حصل ذلك بعد أسابيع قليلة من اختياره، من قبل حزب الله، لاستقبال وزير الخارجيّة الإيراني في المطار.لعلّ من أسباب تمسّك حزب الله بسلاحه هو أنّ تفرّغه للسياسة، من دون سلاح، سيكشف أنّ إدارته السياسيّة والإعلاميّة فاشلة.