اخبار لبنان
موقع كل يوم -ام تي في
نشر بتاريخ: ٣٠ أيلول ٢٠٢٥
وسط كل التطورات الإقليمية والدولية، والآمال المستمرة بغدٍ محلّي أفضل، يبقى لبنان عالِقاً في المساحة نفسها، التي يتقاسمها الإصرار الداخلي على الشيء ونقيضه في وقت واحد.
فالدولة اللبنانية مُلتزِمَة ببسط سلطتها على كامل أراضيها كخط أحمر، وذلك بموازاة التزامها بالحرص على إبعاد شبح الحرب الأهلية، كخط أحمر أيضاً، وذلك فيما هناك من يعتبرون في الداخل اللبناني أن كل ما من شأنه تقوية بسط سلطة الدولة وحدها على كامل الأراضي هو وصفة لحرب أهلية. وبالتالي، نكون أمام مشكلة مستمرة واحدة، تجمّد دولة واحدة، وتمنعها من التحرّك ومن الانطلاق نحو واقع جديد بشكل شديد الغرابة.
وأمام هذا الجمود والتجميد الكبير، هل بات لبنان بحاجة الى خطة خارجية للخروج ممّا هو فيه، تكون مُلزِمَة للجميع، وذلك بعدما باتت كل المحاولات الداخلية مُستهلَكَة، ومعروفة النتائج سلفاً؟ ومن يمكنه أن يقدّمها في الخارج؟ هل الرئيس الأميركي دونالد ترامب مثلاً؟
أسف مصدر مُطَّلِع لأن لبنان لم يَعُد معنياً بشيء، ولأنه بات مُختَصَراً بالمفاوضات الأمنية المرتبطة بمرحلة ما بعد اتفاق وقف إطلاق النار، وباجتماعات آلية الميكانيزم التي تحصل بحضور (نائبة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط) مورغان أورتاغوس.
وأكد في حديث لوكالة أخبار اليوم أن ما يُظهِر أن بلدنا بات مُختزلاً بتلك الاجتماعات حصراً، هو الطريقة التي تمّ التعاطي بها مع لبنان في نيويورك خلال الأسبوع الفائت، وبالسّقف المُنخفض للاجتماعات الذي حظِيَ به (لبنان) هناك بالمقارنة مع سوريا، إذ تمكّن الرئيس السوري أحمد الشرع من لقاء ترامب شخصياً. وبالتالي، لبنان ليس موجوداً تماماً على الساحة العالمية، ونحن خفّضنا مستواه لدرجة أنه ما عاد يُحكى عنه كثيراً.
وختم: قد لا نكون أمام مرحلة تتجدد فيها الحرب في لبنان بشكل كبير. فإسرائيل لديها أوراق قوة بين يدَيْها الآن على صعيد إقليمي عام، وهي قد لا ترغب بأن تحارب، ولا بأن تخلط الأوراق من جديد، خصوصاً أنها تضرب ساعة تشاء، وفي كل مرة يتوفّر لديها ما تستهدفه. وبالتالي، من واجب لبنان أن يكون مستعجلاً على تصحيح أوضاعه، وعلى الانتقال الى مرحلة جديدة ومختلفة عن الماضي.