اخبار لبنان
موقع كل يوم -جنوبية
نشر بتاريخ: ١٠ أذار ٢٠٢٥
التشابه والاختلاف
سأتابع ما بدأته في الحلقة السابقة عن الاحزاب اللبنانية:
يمكن تصنيف الأحزاب والحركات اللبنانية وفق معايير مختلفة مثل العقيدة السياسية، الطابع التنظيمي، والامتداد الشعبي:
التشابهات:
جميعها تتأثر بالواقع الطائفي اللبناني إلى حد كبير.
معظمها نشأ في ظل الأزمات والحروب، مما جعل الطابع الأمني والعسكري يطغى على بعضها.
تعاني أغلبها من غياب الديمقراطية الداخلية وسيطرة الزعامات التقليدية.
التصنيف حسب الاختلافات:
ـ الأحزاب الطائفية والعائلية مثل (أمل، الكتائب، المستقبل) تعتمد على الروابط العائلية والطائفية في استمراريتها. مع ملاحظة ان حزب الكتائب يحاول الخروج من هذه الدائرة ليقترب من حزب براغماتي.
ـ الأحزاب العقائدية (مثل القوميين السوريين والشيوعيين) تعتمد على الفكر الأيديولوجي ولكنها ضعيفة جماهيريًا.
ـ الأحزاب العقائدية والطائفية في آنٍ واحد، مع تأثيرات عائلية جزئية، كالقوات اللبنانية، تستند إلى رؤية سياسية واضحة قائمة على السيادة اللبنانية، مناهضة للهيمنة الخارجية، وذات توجه يميني مسيحي ماروني في الأساس.
ـ الحزب القومي السوري: حزب مسلح (بحماية حزب الله) وضعيف جماهيرياً.
ـ الأحزاب الدينية المسلحة (مثل حزب الله) تتمتع ببنية عسكرية وأمنية محكمة ونفوذ خارجي.
ـ الجماعة الاسلامية: حزب ديني (اخوان مسلمين). يتمتع ببعض الشعبية.
ـ الحركات التغييرية (مثل 'سيدة الجبل' و'كلنا إرادة' والمجموعات الاخرى الصغيرة.. ) تفتقد للقاعدة الشعبية الواسعة لكنها تحاول تقديم بدائل.
ـ مواصفات الممارسة داخل حزب يتصف بالديمقراطية:
الحزب الديمقراطي الحقيقي في بيئة مثل لبنان يفترض أن:
تكون قراراته ناتجة عن نقاش داخلي مفتوح.
تُنتخب قيادته بشكل دوري وشفاف.
يتمتع أعضاؤه بحرية التعبير والمحاسبة الداخلية.
يتخذ قراراته بناءً على برامج سياسية لا على الولاء الشخصي أو الطائفي.
إقرأ أيضا: العقل الجمعي للطوائف اللبنانية وتأثير «الحزب»
هل هناك حزب يتمتع بالديمقراطية أكثر من غيره في لبنان؟
معظم الأحزاب اللبنانية تعاني من مركزية الزعيم، لكن الحزب التقدمي الاشتراكي لديه آليات أكثر ديمقراطية نسبيًا من غيره، إذ يعقد انتخابات حزبية داخلية، لكنه يظل مرتبطًا بقيادة آل جنبلاط. كذلك فإن بعض الأحزاب التغييرية الجديدة تسعى لممارسات ديمقراطية لكنها لا تزال ناشئة.
تصنيف مجموعة سيدة الجبل التي يقودها فارس سعيد
هي حركة فكرية وسياسية تمثل تيارًا سياديًا معارضًا لهيمنة حزب الله وإيران على القرار اللبناني، لكنها ليست حزبًا جماهيريًا بل أقرب إلى مجموعة ضغط سياسية وإعلامية.
أما حركة 'كلنا إرادة' ومثيلاتها
فهي مجموعة ضغط تعمل في مجال السياسات العامة والحوكمة، وهي جزء من الحركات التغييرية التي تحاول تقديم مقاربة جديدة غير طائفية. ليست حزبًا، بل أقرب لمؤسسة بحثية ذات تأثير سياسي. أما الحركات المشابهة، فهي متعددة، مثل لحقي، تحالف
وطني، مواطنون ومواطنات في دولة، لكنها جميعها تعاني من قلة النفوذ الشعبي.
تصنيف حركة أمل مقارنة بحزب الله ومقارنة بالقوات اللبنانية؟
تصنيف حركة أمل مقارنة بحزب الله: أمل حركة شيعية تاريخية، لكنها تحولت إلى شريك ثانوي لحزب الله الذي يملك سلطة عسكرية وأمنية واقتصادية تفوقها بكثير.
أما مقارنة أمل بالقوات اللبنانية: القوات نشأت كميليشيا لكنها تحولت إلى حزب سياسي قوي بعد الطائف، بينما بقيت أمل في الوسط بين السياسة والميليشيا، لكنها لا تملك القوة العسكرية التي لحزب الله.
أما تنظيم القوات اللبنانية داخلياً، فهو أكثر شبهًا بحركة أمل، حيث تعتمد على الهيكل الحزبي والانتخابات الداخلية، لكنها أقل انغلاقًا أيديولوجيًا من حزب الله وأقل زبائنية من أمل.
كان حزبًا سياسيًا بزعامة سنية واضحة، لكنه لم يكن حزبًا مؤسساتيًا بقدر ما كان حركة زبائنية تعتمد على النفوذ المالي والولاء لآل الحريري. بعد تراجع الحريري، لم يعد هناك هيكل تنظيمي واضح.
حزب مسيحي يعتمد على شخصية زعيمه ميشال عون، لكنه فقد بريقه وامتداده التحالف مع حزب الله وتجربته في الحكم، وتزعم جبران باسيل له.
الجماعة الإسلامية
هي فرع الإخوان المسلمين في لبنان، تتمتع ببعض الشعبية بين السنّة، لكنها لم تكن قوة رئيسية، ولعبت أدوارًا متناقضة بين التعاون مع المستقبل أحيانًا ومع حزب الله أحيانًا أخرى.
القوميين السوريين
حزب عقائدي يؤمن بسوريا الكبرى، لكنه تراجع شعبيًا وأصبح جزءًا من محور الممانعة بقيادة حزب الله. لديه تنظيم عسكري لكنه صغير التأثير حاليًا.
حزب الأحرار بصيغته الجديدة
ضعيف سياسيًا، ويحاول استعادة دوره التقليدي لكن دون نجاح كبير.
أما الحزب الأكثر براغماتية
مع ان البراغماتية الحقيقية نادرة في لبنان، لكن يمكن اعتبار الحزب التقدمي الاشتراكي الأكثر براغماتية في تبديل تحالفاته، يليه تيار المستقبل سابقًا.
حزب الكتائب
لا يزال مرتبطًا بعائلة الجميل، لكنه يحاول تقديم نفسه كحزب تغييري، رغم أن نفوذه الشعبي ضعيف. ديمقراطيته الداخلية محدودة. أداؤه يتحسن مؤخراً.
الطابع العام للأحزاب
معظم الأحزاب إما طائفية (الكتائب، القوات، المستقبل، أمل) أو طائفية مذهبية: حزب الله، الجماعة الإسلامية. نادرًا ما نجد حزبًا عابرًا للطوائف.
باختصار لا يوجد أحزاب بالمعنى المتعارف عليه للحزب في مجتمع ديموقراطي.