اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة اللواء
نشر بتاريخ: ٢٩ تموز ٢٠٢٥
خبر حزين تناقلته وسائل الإعلام.. غاب زياد الرحباني عن المسرح فجأة.. زياد ظاهرة فنية تستحق التوقف عندها بصرف النظر عن توجهاته السياسية التي لم تكن في بعضها مقنعة نهائياً مثل تأييده للنظام السوري البائد وبعض المواقف السياسية على الصعيد اللبناني.
منذ البداية كان الوضع برمّته بالنسبة لزياد الرحباني ولنا لا يعدو كونه «فيلماً أميركياً طويلاً» مستمراً منذ عقود وبدون نقاش، لقد استشرفه زياد منذ أربعين عاماً وأكثر.. ولكن ما علينا.. سنحكي عن زياد الفنان الذي تتبّع هموم ومشاكل ووجع المواطن اللبناني وحثّه على الثورة على الذات وعلى السلطة والتغيير، وقدّمها بسخريته المعهودة حتى صارت عناوين مسرحياته وأغنياته أمثلة على لسان العامة... «سهرية» و«بالنسبة لبكرا شو» و«نزل السرور» و«فيلم أميركي طويل» و«شي فاشل»!
«شي فاشل» يا زياد ما يحصل معنا!
شي فاشل في الوضع الطائفي والمذهبي والمحاصصة والفشل وفي محاسبة المسؤول والحرامي والمجرم الذي نهب البلد والمال العام وتعب المواطنين في البنوك، بسبب انتمائه الطائفي والمذهبي والإحتماء بالطائفة والمذهب عند المحاسبة.
شي فاشل بأننا لم نستطع أن نبني وطناً موحّداً خلال قرن من الزمن، وأن نصير شعباً واحداً مثل كل خلق الله على وجه هذه البسيطة..!
شي فاشل في التوظيف والتعيينات من الفئة الأولى حتى الخامسة.
شي فاشل في قطاع البيئة وانتشار التلوث والمطامر ومكبات النفايات والمقالع والكسارات، والحفاظ على الثروة الحرجية ومصادر المياه والكهرباء.
شي فاشل في مقاربة الملفات السيادية والحدود الفالتة وفوضى السلاح المنتشر بين المواطنين الى حد كبير.
شي فاشل في وضع المدرسة الرسمية والجامعة الوطنية.
شي فاشل في الحفاظ على القوى العاملة وغياب العدل عن قضايا العمال والطبقة الكادحة التي تعمل بصمت ولا تتقاضى ما يسدّ الرمق وما يمنع عنهم غائلة الموت جوعا.
لأكثر من خمسة عقود حمل زياد الرحباني لواء الحرية والعدالة المجتمعية، وها هو يرحل بصمت ولا يبدو أن شيئاً ما قد تغيّر للأسف.
سنبقى ندندن مع زياد ألحانه وموسيقاه وأغانيه الثورية التي تذكّرنا بأننا في مشكلة وفي ورطة، ولا بد من الإصلاح في السياسة وفي المجتمع.. ولو بعد حين!
وداعاً زياد الرحباني!