اخبار لبنان
موقع كل يوم -يا صور
نشر بتاريخ: ٢١ أب ٢٠٢٥
#fixed-ad { position: fixed; bottom: 0; width: 100%; background-color: #ffffff; box-shadow: 0px -2px 5px rgba(0, 0, 0, 0.3); padding: 15px; text-align: center; z-index: 9999; right:0px; } #ad-container { position: relative; padding-top: 50px; /* ترك مساحة كافية لزر الإغلاق */ } #close-btn { position: absolute; top: -40px; right: 15px; background-color: #007bff; color: white; border: none; padding: 12px 16px; border-radius: 50%; font-size: 24px; cursor: pointer; box-shadow: 0px 4px 8px rgba(0, 0, 0, 0.3); transition: background-color 0.3s ease, transform 0.3s ease; } #close-btn:hover { background-color: #0056b3; transform: scale(1.1); } /* لجعل التصميم متجاوبًا */ @media (max-width: 768px) { #fixed-ad { padding: 10px; font-size: 14px; } #close-btn { top: -35px; padding: 10px 14px; font-size: 20px; } } @media (max-width: 480px) { #fixed-ad { padding: 8px; font-size: 12px; } #close-btn { top: -30px; padding: 10px; font-size: 18px; } }
×
أبو شريف رباح
2082025
تتواصل الجهود الدولية والإقليمية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وسط تعقيدات سياسية وعسكرية متشابكة، يقود المفاوضات كل من الولايات المتحدة الأميركية ومصر وقطر، في محاولة للوصول إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة حماس وبينما يتكثف الحراك الدبلوماسي الدولي والعربي تواصل حكومة الاحتلال تهديداتها بشن اجتياح واسع لمدينة غزة مع استمرار الجرائم والمجازر والإبادة الجماعية والتجويع الممنهج بحق سكان القطاع.
الموقف الأميركي الداعم لإسرائيل والعربي الصامت والمتخاذل:
الولايات المتحدة ما زالت تقدم لإسرائيل دعما عسكريا وماليا غير محدود، في حين يسود الصمت والتخاذل المواقف العربية واللامبالاة المواقف الإسلامية ما يزيد من هشاشة فرص نجاح المفاوضات الجارية ومع ذلك فإن ضغوط عائلات الأسرى الإسرائيليين تشكل عاملا داخليا ضاغطا على الحكومة الإسرائيلية قد يدفعها نحو التوصل لتسوية مؤقتة.
تفاصيل المقترح الأخير للصغقة:
آخر جولات التفاوض شهدت قبول حماس لمقترح الوسطاء المصريين والقطريين الذي يتضمن إطلاق الحركة لعدد من الأسرى الأحياء وعدد من جثامين القتلى الإسرائيليين مقابل إفراج إسرائيل عن أسرى فلسطينيين وانسحاب الجيش الإسرائيلي أو إعادة انتشاره في قطاع غزة، غير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ما زال يرفض المقترح ويؤكد على استمرار العمليات العسكرية إلى حين التوصل إلى اتفاق بشروط إسرائيل، بل إن جيشه يعمل على استدعاء حوالي 60 ألف جندي احتياط تحضيرا لاجتياح مدينة غزة وفق ما نقلته وسائل الإعلام العبرية.
مناورة سياسية أم اجتياح فعلي:
ويبقى السؤال الأهم، هل يمثل هذا التصلب الإسرائيلي مناورة ضغط سياسية وعسكرية تهدف إلى دفع حماس نحو تقديم تنازلات إضافية مثل التخلي عن سلاحها أو ترحيله إلى خارج القطاع، أم أن إسرائيل فعلا ماضية في خيار الاجتياح الكامل لمدينة غزة خاصة بعد مصادقة وزير الدفاع ورئيس الأركان على الخطة العسكرية المعدة مسبقا.
ضغط الشارع الإسرائيلي:
الشارع الإسرائيلي يشهد بدوره احتجاجات متزايدة تقودها عائلات الأسرى التي ترى في المفاوضات أملا وحيدا لعودة أبنائها، فيما يحاول نتنياهو وحكومته اليمينية تصوير التعطيل وكأنه مسؤولية حماس وحدها في إطار مسعى لإفشال أي صفقة قد تضعف موقفه السياسي وتحرمه من ورقة الحرب التي يستخدمها لحماية نفسه من المحاكمة بتهم الفساد.
أيام حاسمة قادمة:
الأيام والأسابيع القادمة ستكون حاسمة في رسم ملامح المرحلة المقبلة، إما نجاح الوساطة المصرية – القطرية في إبرام اتفاق يوقف نزيف الدم ويدخل المساعدات الإنسانية العاجلة أو انزلاق المنطقة إلى اجتياح واسع ستكون له تداعيات كارثية على المدنيين في غزة، وعلى الاستقرار الإقليمي بأسره.
خلاصة:
من الواضح أن إسرائيل ليست في عجلة من أمرها لإنهاء الحرب بل تستثمر في الوقت والدم لتوظيف معاناة غزة كورقة سياسية داخلية تخدم بقاء نتنياهو في الحكم، وفي المقابل فإن نجاح أي صفقة سيكون مرهونا بمدى قدرة الوسطاء على فرض إرادة المجتمع الدولي وإجبار إسرائيل على الانصياع، والحقيقة فإن وقف إطلاق النار في غزة لم يعد خيارا إنسانيا فحسب بل ضرورة سياسية وأمنية لاستقرار المنطقة وأي فشل جديد سيدفع بالأوضاع نحو انفجار أكبر ستكون كلفته باهظة وعواقبة كارثة على الجميع.