اخبار لبنان
موقع كل يوم -أي أم ليبانون
نشر بتاريخ: ١٥ أيار ٢٠٢٥
كتبت لوسي بارسخيان في 'نداء الوطن':
دخلت بلدية حوش حالا- رياق في البقاع الأوسط في مرحلة غموض انتخابي، يعزز المخاوف من الفرز الطائفي في البلدتين، نتيجة لانقلاب المكون الشيعي على توافق انتخابي تم بين مجمل مكوناتهما المسيحية والشيعية قبل أيام قليلة، خلص إلى تسمية القاضي فادي عنيسي لرئاسة البلدية، قبل أن تتراجع 'العائلات المسلمة' في البلدة عن قرارها بقبول تسميته، وتنقلب على الاتفاق القائم في اللحظات الأخيرة، مطالبة بحجم تمثيلي يوازي نصف أعضاء المجلس البلدي، ونيابة الرئاسة.
وقبل أيام من انطلاق العملية الانتخابية تسارعت التطورات في أوساط العائلات المسيحية في البلدتين، والتي أصدرت بيانا مشتركاً لوّح بمقاطعة الانتخابات البلدية يوم الأحد المقبل، ما لم تعد 'العائلات الشيعية' إلى الاتفاق السابق لتوزيع الأعضاء، والإكتفاء بما تم التوافق عليه حول حصتها من عدد مقاعد المجلس البلدي أي ثمانية من 18 عضواً، على أن تظهر حسن نية في الالتزام بذلك، من خلال سحب ترشيحات سبعة أفراد من الطائفة ودعوة أهالي البلدة لعدم انتخابهم.
جاء هذا البيان على أثر تطورات دراماتيكية رافقت معركة الانتخابات البلدية في رياق في اللحظات الأخيرة، حيث قام القاضي عنيسي، المرشح التوافقي لرئاسة البلدية، بسحب ترشيحه قبل دقائق قليلة من منتصف ليل الإثنين الثلثاء، أي عشية إقفال المهلة الأولى لسحب الترشيحات، نتيجة لما لمسه من انقلاب من المكون الشيعي على مجمل الاتفاق الذي تم لتشكيل لائحة توافقية في البلدة.
وتزامن ذلك أيضا، مع نشر صورة لاجتماع مجموعة من ممثلي العائلات المسلمة في البلدة، تترافق مع الإعلان عن رفض ترشيح العنيسي، بذريعة أنه ليس كاثوليكياً، وفقاً لما يقتضيه العرف.
لم يُبلع هذا الانقلاب على التوافق، من قبل المكون المسيحي في البلدة. بل لمس فيه محاولة للهيمنة على قرار البلدية، وخصوصاً من خلال المطالبة بنيابة الرئاسة إلى جانب الرئاسة، علماً أن نيابة الرئاسة هي عرفياً لمسيحي من بلدة رياق.
وانطلاقا من هنا جاء البيان الذي صدر عن الاجتماع الأخير الذي عقده ممثلون عن العائلات المسيحية في صالون كنيسة السيدة في حوش حالا، بمثابة إنذار أخير للعودة إلى مضمون الاتفاقات السابقة، تحت طائلة مقاطعة الناخبين والمرشحين المسيحيين لهذه الانتخابات.
وأكد البيان أنه 'في حال عدم الاستجابة لطلبنا هذا، فإننا نعلن مقاطعتنا للانتخابات البلدية المقررة في 18 أيار، كما سيعلن جميع المرشحين المسيحيين، في هذه الحالة، انسحابهم من المعركة بشكل نهائي، ويدعون جميع أهالي رياق حوش حالا إلى عدم التصويت لهم. على أن تكون المشاركة كثيفة في الانتخابات الاختيارية فقط'.
وكانت التعقيدات قد لفت الانتخابات البلدية في رياق منذ اللحظة الأولى لانطلاق الحملات الانتخابية، وخصوصاً في ظل التبدلات الديموغرافية التي جعلت 'حزب الله' يهيمن على قرار تشكيل هذه البلدية في السنوات الماضية.
وفيما بدت أجواء مسيحيي حوش حالا مسلّمة للأمر الواقع في البداية، جاءت الصدمة الإيجابية من خلال مناورة أجراها مؤسس جمعية تران تران إيلي معلوف ابن بلدة رياق الذي ترشح لرئاسة البلدية خلافاً للعرف. فنجح بإعادة ضخ الحماسة الانتخابية لدى مسيحيي حوش حالا، قاد الى توافق تام على اسم العنيسي من قبل مجمل عائلات البلدتين المسيحية والمسلمة، قبل ان يتفرد المكون الشيعي بقرار الانقلاب عليه.