لقيت الفنانة التشكيلية الفلسطينية إلهام البُدي (33 عاما) مصرعها إثر قصف إسرائيلي استهدف مجموعة من المدنيين العزل في مخيم جباليا شمال قطاع غزة.

وتميزت إلهام البُدي بأسلوبها الفريد الذي جمع بين الرسم والتطريز بالصوف والحرير، حيث حولت لوحاتها إلى قصص مرئية تعكس تراث فلسطين وهويتها. كانت أعمالها الفنية تعبر عن الصمود الفلسطيني، مما جعلها واحدة من الأصوات الفنية المؤثرة في غزة.

إلهام هي واحدة من عشرات الفنانين والصحفيين الذين سقطوا منذ بداية الحرب، حيث توثق منظمات حقوقية استهدافا ممنهجا للمثقفين والإعلاميين في القطاع. وأدان اتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين هذه الاستهدافات ووصفها بـ'محاولة لاغتيال الثقافة والذاكرة الجمعية للشعب الفلسطيني'.

وأصدرت منظمات حقوقية، بينها 'هيومن رايتس ووتش' و'العفو الدولية'، تحذيرات من تصاعد الانتهاكات ضد المدنيين، بمن فيهم الفنانون والصحفيون، ودعت إلى تحقيقات مستقلة في هذه الجرائم. ومع ذلك، تستمر إسرائيل في عملياتها العسكرية، مما يزيد من المخاوف الإنسانية في ظل غياب أي حماية للمدنيين في غزة.

ورغم رحيلها، تبقى أعمال إلهام شاهدة على إبداع لم تقتله القذائف، ويقول مقربون منها: 'كانت رسوماتها إبرة تخيط جراح غزة، واليوم رحلت بجرح جديد يُضاف إلى جروح شعبنا'.

ويأتي استهداف الفنانين والصحفيين في إطار حصار إعلامي وفني تفرضه إسرائيل على القطاع، بينما تواصل غزة نزيفها الإنساني دون أي تدخل دولي فاعل لوقف المجزرة المستمرة منذ أكثر من عام ونصف العام.

المصدر: RT