لايف ستايل
موقع كل يوم -ياسمينا
نشر بتاريخ: ١٥ أيار ٢٠٢٥
يعدّ تحقيق التوازن السليم بين مُتطلَّبات العمل والحياة الشخصية من الأمور الحيوية لضمان الصحة النفسية والجسدية للفرد، فكيف لنا أن نحقق التوازن بينهما؟
لماذا لا نسعى لتحقيق توازن أكثر إيجابية بين العمل والحياة الشخصية عند اتخاذ القرارات الجديدة؟ فقد تصبح قراراتنا الخاصة أوضح وأسهل لو نظرنا إلى الصورة الأشمل وأجرينا بعض التغييرات في أسلوب حياتنا. في حين أن السعي وراء نجاح ريادة الأعمال أمر مجزي، إلا أنه قد يكون مستهلكًا بالكامل، مما يؤدي إلى الإرهاق وإهمال جوانب مهمة أخرى من الحياة. إن تحقيق التوازن بين العمل والحياة كمؤسس أمر بالغ الأهمية ليس فقط لرفاهيتك ولكن أيضًا لنجاح مشروعك على المدى الطويل.
3 خطوات تساعدكِ على الفصل بين العمل وحياتك الشخصية
الخطوة الأولى: تحديد أسباب عدم التوازن بين العمل والحياة الشخصية: ضعي يدك على الخلل
لتحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والعملية يجب أوّلاً تحليل الأسباب التي تُؤدّي إلى عدم التوازن بينهما، ومن خلال طرح بعض الأسئلة، يستطيع الشخص أن يُحدِّد هذه الأسباب؛ كأن يسأل نفسه: هل أعمل لساعات طويلة؟، أو هل يتطلَّب العمل منّي الكثير من الوقت والطاقة بحيث لا يبقى لديّ وقت للراحة أو لقضاء الوقت مع العائلة والأصدقاء؟، أو هل أُعاني من ضغط الوقت؟، أو هل تقع على عاتقي كلّ مسؤوليات المنزل وأحتاج إلى إعادة توزيع الأدوار مع بقية أفراد العائلة؟
وبناءً على هذا التحليل، يمكن وضع خُطَّة تحتوي على استراتيجيات فَعّالة لمواجهة الأسباب التي تُؤدّي إلى عدم التوازن بين العمل والحياة الشخصية. وفي هذا السياق إليك كيف تنمين الذكاء العاطفي في العمل؟
الخطوة الثانية: تحديد الأولويات: الأهم فالمهم
في زحمة الحياة وتنوُّع الأدوار والمسؤوليات، يُواجه الفرد تحدِّيات كبيرة في محاولته الجمع بين مختلف الجوانب المهمّة في حياته؛ فهو يسعى إلى تحقيق النجاح المهني، والاستمتاع بعلاقة زوجية سعيدة، وأن يكون الفرد مُتَفانِياً ومُشاركاً في حياة أبنائه، وقد تكون لديه أيضاً أهداف أخرى؛ كمُواصَلة التعليم، والمُساهَمة في خدمة المجتمع، والالتزام ببرنامج للّياقة البدنية، بالإضافة إلى أنَّه قد يواجه تحدِّيات إضافية، مثل: رِعاية الوالِدين المُسِنَّين، أو التعامل مع حالات مَرَضِيَّة في الأسرة.
وهنا يجدر التنويه إلى أنّ هذه الأمور جميعها تستنزف الوقت والطاقة، وغالباً ما تتعارض وتتداخل معاً، ونظراً لمحدودية الوقت في اليوم الواحد، يمكن أن يلجأ الفرد إلى التفكير في قِيَمه ووضع بعض الأولويات بناءً عليها؛ فعلى سبيل المثال، إذا كانت المُشارَكة الفَعّالة في حياة الأبناء أهمّ الأولويات، فقد يكون تخصيص وقت يومياً لتدريسهم وقضاء الوقت معهم أكثر أهمية من العمل ساعات إضافية لتوفير المال اللازم لشراء منزل أكبر.
ولتحقيق التوازن المنشود، يجب تحديد الأولويّات وجدولتها بشكل صحيح؛ باستخدام أدوات، مثل: التقويمات، وقوائم المَهامّ، وتطبيقات الهاتف الذكيّ، بحيث يُخصَّص جانب للعمل، وآخر للحياة الشخصية، أمّا بالنسبة إلى العمل، فتُحدَّد الأولويات، مثل: الاجتماعات الدورية مع مجلس الإدارة، أو إعداد ميزانية التسويق، بينما يجري تحديد الأولويات، مثل: زيارة الوالدين ورِعايتهم، أو إجراء صيانة ضرورية للمنزل، على الصعيد الشخصيّ؛ فعند تحديد الأولويات بوضوح، يتسنّى تخصيص الوقت اللازم للأمور الأكثر أهمّية في الحياة، دون إغفال تخصيص بعض الوقت للراحة والاسترخاء الشخصيّ أيضاً. في سياق الحديث عن هذا الموضوع، سبق ان اخبرناكِ عن طرق لتكوني أكثر امرأة متفائلة على وجه الأرض.
الخطوة الثالثة: تجنُّب أسباب تشتت التركيز في العمل: ستدفع ثمن التشتت
تُعَدّ المُشتِّتات والمُلهِيات من أبرز التحدِّيات التي تُواجِه الأفراد وتُؤثّر سَلباً على إنتاجيَّتهم وتركيزهم خلال ساعات العمل، وقد تضطرّهم إلى العمل ساعات إضافية لإنجاز المهامّ المطلوبة، أو إكمال العمل في البيت؛ كأن يتأثَّر الفرد بعوامل مُشتِّتة تَصرِفه عن أداء مَهامّه؛ سواء كانت استعمال وسائل التواصل الاجتماعي بإفراط، أو المحادثات مع الأصدقاء والمُقرَّبين عبر الهاتف، أو الانشغال بالأحاديث مع زملاء العمل، وغيرها الكثير.
لذا ينبغي تجنُّب فتح البريد الإلكتروني الشخصي ومواقع التواصل الاجتماعي أثناء ساعات العمل؛ إذ تسرق هذه الأنشطة الوقت فتُقلِّل من الإنتاجيَّة، بالإضافة إلى أنّ الانقطاع المُستَمِرّ عن العمل يُقلِّل قدرة الشخص على التركيز بشكل فَعّال، وبالتالي نقل العمل إلى المنزل، وعدم القدرة على قضاء وقت شخصيّ للراحة أو مُمارَسة أيَّة أنشطة يُفضِّلها.
ومن الأفضل تأجيل المُحادَثات الخاصَّة مع زملاء العمل إلى أوقات الغداء وفترات الراحة، مع الحرص على التصرُّف بلباقة معهم؛ كإخبارهم بوجود مَهامّ مُلِحَّة يجب إنجازها، وأنَّه يمكنه التواصل معهم في وقت لاحق عندما تسمح الظروف بذلك، وعلاوة على ذلك، ينبغي معرفة حدود التركيز؛ فغالباً لا يستطيع معظم الأفراد التركيز على مهمّة لأكثر من 90 دقيقة دون أخذ قسط من الراحة، مع الحرص على أن تكون فترة الراحة قصيرة كي لا يتسبَّب ذلك في ضياع الكثير من الوقت.
ختامًا، وفي سياق الحديث عن العمل، سبق وان اخبرناكِ عن هل من وقت للراحة؟ كيف تتجنبين الإرهاق وتحافظين على صحتك النفسية في الحياة المهنية؟