لايف ستايل
موقع كل يوم -فوشيا
نشر بتاريخ: ١٧ أيار ٢٠٢٥
تستحضر الكاتبة المصرية جيلان الشمسي في مجموعتها القصصية 'فتيات الكروشيه' الصادرة عن دار 'الشروق'، شخصيات غير نمطية، تقف على أطراف الحياة، تائهة في دوائر من الفقد، والحنين، والبحث عن الهوية.
في بعض النصوص، تعود الأرواح من الموت أو تتقمص حيوات سابقة، لتطرح تساؤلات فلسفية حول الزمن والتكرار والتحول.
القارئ لا يجد غرابة في أن تطل عليه ماري أنطوانيت من شرفة قصر فرنسي، أو أن يدخل فندقًا ينقله إلى الماضي، أو أن يركب حافلة تغيب فجأة وسط الضباب؛ في هذه العوالم، يصبح اللا منطقي جزءًا طبيعيًا من المشهد.
كتابة فسيفسائية.. التفاصيل الصغيرة تصنع المعنى
تقوم بنية القصص على التفاصيل الدقيقة التي تُنحت بعناية، حيث تمتزج الصور اليومية بلمسات سريالية، مما يمنح النصوص طابعًا خاصًا يجمع بين الغرابة والعذوبة.
وتغلف القصص أجواء من الوحدة والملل والصدف المصيرية، فتُفتح أمام القارئ أبواب تأويل متعددة، وتجبره على إعادة التفكير في ما يقرأه.
مشهد من داخل القصة: الغياب الذي لا يفسَّر
في إحدى القصص، تنقل الكاتبة بمهارة مشهد أم تجلس يوميًا في قسم الشرطة، تبحث عن ابنها الذي اختفى في باص مدرسي لم يُعثر له على أثر.
ومع مرور الزمن، يتراجع الآخرون عن البحث، لكن هي تواصل وحدها رحلة الأمل، فتلتقي بسيدة تؤكد أن الباص 'صعد إلى السماء وسط الضباب'، دون أن تبدو كمن يهذي.
حينها، تكتفي البطلة بالصمت، وتغيب بعدها عن المشهد، في إشارة مؤلمة لحدود العقل أمام العبث والمصير الغامض.
عن الكاتبة
جيلان الشمسي، خريجة كلية الهندسة – جامعة الإسكندرية (2008)، وحاصلة على بكالوريوس الفلسفة من جامعة لندن (2016)، هي كاتبة متعددة التجارب، صدرت لها رواية 'الطائفة'، إضافة إلى مجموعتين قصصيتين، إحداهما 'كأن تنقصه الحكاية' التي حازت جائزة ساويرس الأدبية.