اخبار سوريا
موقع كل يوم -بزنس2بزنس سورية
نشر بتاريخ: ٢ أيلول ٢٠٢٥
في قلب الاقتصاد الألماني، المعروف بدقته وكفاءته، تتشكل قصة نجاح استثنائية لمليون سوري تحوّلوا من لاجئين إلى مساهمين فاعلين في سوق العمل، رافعين شعار -من التحدي إلى الفرصة-.
لم تعد مساهمتهم مجرد أرقام على الورق، بل واقع ملموس يغيّر ملامح الاقتصاد الألماني من الداخل.
وفق بيانات المعهد الاقتصادي الألماني، يعمل نحو 670 ألف سوري في وظائف رسمية، موزعين على قطاعات حيوية مثل الطب، الهندسة، البناء، والخدمات.
وفي عام واحد فقط، انضم أكثر من 213 ألف سوري جديد إلى سوق العمل، ما يعكس اندماجاً سريعاً وكفاءة عالية.
وحسب سكاي نيوز عربية فإن أكثر من 5300 طبيب سوري، و4000 عامل في قطاع السيارات، و5000 في الكهرباء والتكييف والبناء، يساهمون يومياً في سد فجوات مزمنة في سوق العمل الألماني، الذي يعاني من نقص في الأيدي العاملة المتخصصة.
لكن التأثير لا يتوقف عند الوظائف فكل سوري في ألمانيا يضخ نحو 8300 دولار سنوياً في ميزانية الدولة عبر الضرائب والرسوم، إلى جانب مساهماتهم غير المباشرة في الإنفاق والاستثمار، ما يجعلهم رافعة اقتصادية حقيقية.
هذا التحول السريع من اللجوء إلى الإنتاج دفع الحكومة الألمانية إلى منح الجنسية لأكثر من 83 ألف سوري خلال عام واحد، معظمهم في سن العمل، ليصبحوا جزءاً أصيلاً من النسيج الاجتماعي والاقتصادي للبلاد.
وبحسب الاقتصاديين وتصريحاتهم لبرنامج 'مع لبنى' فإن السوريين أضافوا عنصر الشباب إلى سوق عمل يواجه تحديات الشيخوخة، وساهموا في استقرار منظومة الضمان الاجتماعي، ما يعزز استدامة النمو في أكبر اقتصاد أوروبي.
وعلى مستوى أوسع، تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن المهاجرين حول العالم يضخون أكثر من 675 مليار دولار سنوياً في الاقتصاد العالمي، ويشغلون 10% من الوظائف الفنية في أوروبا، ما يجعلهم شرياناً حيوياً للنمو في زمن الأزمات.