اخبار سوريا
موقع كل يوم -الفرات
نشر بتاريخ: ١٩ تشرين الأول ٢٠٢٥
البوكمال مراسل الفرات :
باتت رحلة البحث عن دواء أو مستلزمات طبية عاجلة ليلاً في مدينة البوكمال معاناة حقيقية تهدد صحة وسلامة المواطنين، بعد أن أصبح إغلاق جميع الصيدليات مع الساعة الحادية عشرة مساءً هو القاعدة في مخالفة صريحة لنظام المناوبة الإلزامي الذي يُفترض أن يضمن توفير الخدمة الدوائية على مدار الساعة.
معاناة يومية وصرخات استغاثة
يقول أبو محمد، وهو أب لطفل رضيع في منتصف الليل ارتفعت حرارة ابني بشكل مفاجئ ولم أجد في البيت خافضاً للحرارة تجولت في كل أنحاء المدينة بحثاً عن صيدلية مفتوحة دون جدوى كانت ليلة كابوسية، شعورك بالعجز وأنت تبحث عن دواء لطفلك لا يُوصف هذه القصة ليست فردية بل يعيش تفاصيلها المرة العشرات من أهالي المدينة الذين قد تواجههم ظروف طارئة.
أصحاب الصيدليات نقص الكوادر والمخاوف الأمنية
من جانبهم يبرر بعض أصحاب الصيدليات هذا الإجراء الجماعي بعدة أسباب وهي: النقص حاد في الصيادلة المؤهلين للمناوبة الليلية، الظروف الأمنية غير مستقرة تحمل الصيدلي مخاطر كبيرة، إضافة إلى أن الأرباح في هذه الفترة لا تغطي هذه المخاطر.
غياب الرقابة وتمرد صامت
على الرغم من وجود تعليمات واضحة من نقابة الصيادلة ومديرية الصحة تلزم الصيدليات بالمناوبة الليلية خاصة في المناطق المكتظة بالسكان مثل البوكمال يبدو أن آليات الرقابة والمتابعة غائبة أو غير فعالة، وقد أدى هذا الغياب إلى ما يشبه التمرد الصامت من قبل أصحاب الصيدليات الذين يغلقون جميعاً في وقت واحد، تاركين المدينة دون غطاء دوائي طارئ.
مسؤولية من
يطالب أهالي البوكمال الجهات المعنية ممثلة بنقابة الصيادلة ومديرية الصحة في المحافظة بالتحرك العاجل وفرض سلطتها لضمان التزام الصيدليات بنظام المناوبة كما يناشدون بتوفير حلول عملية مثل تخصيص صيدلية طوارئ رسمية أو توفير غطاء أمني للصيدليات التي تعمل ليلاً.
في انتظار حل جذري يبقى أهالي البوكمال تحت رحى الظروف الطارئة حيث تحولت أبسط الحقوق وهو الحصول على الدواء في وقت الحاجة إلى رفاهية لا تستطيع معظم الأسر تحمل تبعاتها.