اخبار سوريا
موقع كل يوم -درج
نشر بتاريخ: ٢٠ تشرين الأول ٢٠٢٥
تصاعد التوتّر في السادس من تشرين الأوّل/ أكتوبر الماضي، في حيّي الشيخ مقصود والأشرفيّة في حلب، اللذين يخضعان لسيطرة 'قسد' منذ العام 2015، حين فرضت القوّات الحكومية السورية حصاراً عليهما.
أعلن قائد 'قوّات سوريا الديمقراطية' (قسد) مظلوم عبدي، مؤخّراً، أن دمج القوّات الكردية في الجيش الوطني السوري الجديد بات 'وشيكاً'، وأن المحادثات مع حكومة دمشق تحقّق تقدّماً رغم شهور من الخلافات السابقة.
ويأتي هذا الدمج المحتمل بعد الاتّفاق الذي وُقّع في 10 آذار/ مارس الماضي، بين 'قسد' والحكومة السورية، والذي يهدف إلى وضع إطار لضمّ القوّات الكردية إلى الجيش السوري.
لكنّ المفاوضات تعثّرت عند قضايا أساسية، خصوصاً ما يتعلّق باستقلاليّة الوحدات الكردية داخل القوّات المسلّحة، والسيطرة على المناطق الغنيّة بالموارد مثل دير الزور والرقّة والحسكة.
جاء اللقاء بين مظلوم عبدي والرئيس السوري أحمد الشرع في دمشق، عقب اشتباكات في حيّي الشيخ مقصود والأشرفيّة في حلب، ذوَي الغالبية الكردية، بين قوّات الأمن الكردية المحلّية والقوّات الحكومية، ووقعت مواجهات مشابهة في مناطق أخرى بين 'قسد' المدعومة من الولايات المتّحدة والجيش السوري.
وقد أثارت هذه المعارك، التي اندلعت مطلع تشرين الأوّل/ أكتوبر الماضي، شكوكاً جديدة حول مستقبل الكرد في سوريا؛ تلك الفئة التي لعبت دوراً محورياً في الحرب ضدّ تنظيم 'داعش' لسنوات.
ورغم التوصّل الآن إلى 'وقف إطلاق نار شامل' وتراجع حدّة التوتّر، تبقى الأوضاع هشّة. فالهدنة أعادت فتح طرق الإمداد إلى المناطق المتأثّرة، لكن لم يتمّ التوصّل بعد إلى اتّفاق دائم، أو تسوية نهائية لوضع القوّات الكردية.
حصار الشيخ مقصود والأشرفيّة
تصاعد التوتّر في السادس من تشرين الأوّل/ أكتوبر الماضي، في حيّي الشيخ مقصود والأشرفيّة في حلب، اللذين يخضعان لسيطرة 'قسد' منذ العام 2015، حين فرضت القوّات الحكومية السورية حصاراً عليهما.
هذان الحيّان الكرديان، اللذان يقطنهما نحو 400 ألف شخص، يعيش سكّانهما في خوف دائم؛ ليس فقط من هجمات محتملة من النظام، بل أيضاً من تهديد الميليشيات المدعومة من تركيا.
واتّهمت الحكومة السورية عبر 'قوّات الأمن العامّ' الوحدات الكردية، بإطلاق النار أوّلاً في بلدة دير حافر القريبة، ممّا أدّى إلى تصعيد سريع، وردّت دمشق بقوّة، فنشرت الدبابات والهاون والقوّات، وأغلقت كلّ المنافذ المؤدّية إلى الحيّين.
وقال محمّد، وهو صحافي محلّي كان في حلب آنذاك: 'كان الأمر أشبه بالعيش في سجن مفتوح'، فقد عُزلت المدينة بالكامل، وانقطعت الاتّصالات، وبات المدنيون من دون كهرباء أو رعاية طبّية. وانطلقت احتجاجات في الحيّين لفكّ الحصار، لكنّ القوّات السورية قمعتها بعنف باستخدام الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي. وسرعان ما اندلعت الاشتباكات، فوجد السكّان أنفسهم عالقين وسط المعارك العنيفة، وبعد ساعات من القتال، سافر وفد كردي إلى دمشق لبدء جولة جديدة من المفاوضات، كان شرطها الأوّل إعلان وقف إطلاق النار.
اتّفاق دمج 'قسد' في الجيش السوري
هدفت المفاوضات المتجدّدة إلى إحياء اتّفاق 10 آذار/ مارس، الذي اقترح دمج 'قسد' في الجيش السوري، ورغم أن عبدي وصف المحادثات بأنها 'إيجابية'، واعتبر الدمج أمراً لا مفرّ منه، واجهت العمليّة عقبات كبيرة.
النقطة الخلافية الأساسية هي شرط 'قسد' أن تحتفظ وحداتها القتالية بقدر من الاستقلاليّة، وهو ما ترفضه الحكومة السورية التي تصرّ على توحيد كامل تحت القيادة المركزية.
وأكّد عبدي أن 'قسد' مستعدّة للاندماج، لكن من دون تفكيك هياكلها الداخلية أو قيادتها. بالنسبة إلى القوّات الكردية، يبقى فقدان السيطرة الميدانية، والاستقلال الذاتي الذي اكتسبته خلال الحرب ضدّ 'داعش' والميليشيات المدعومة من تركيا، هاجساً دائماً.