اخبار سوريا
موقع كل يوم -سناك سوري
نشر بتاريخ: ٩ نيسان ٢٠٢٥
حذّر المدير العام للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 'عزمي بشارة' من الانزلاق وراء ما وصفه بـ'سكرة القوة الإسرائيلية'، مشدداً على أن التوسع الإسرائيلي يجب أن يكون محل قلق بالغ لدى دول الإقليم، نظراً لما يحمله من تهديدات مباشرة لبنية الدول واستقرار المنطقة.
بشارة، وفي مقابلة مع التلفزيون العربي، حذر من أن إسرائيل ما تزال تحلم بتقسيم سوريا إلى دويلات متناحرة، وهو سيناريو يوازي الحالة الليبية في خطره ونتائجه، ورأى أن القيادة السورية برئاسة أحمد الشرع مطالبة بأن تتصدى لهذا التهديد بمشروع سياسي وطني جامع، مشدداً على أن ما جرى في الساحل السوري 'خطير'، وأن بعض مظاهره 'ما زالت مستمرة'.
واعتبر بشارة أن إفشال مخططات التقسيم يتطلب بناء دولة قوية لكل السوريين، تعيد إنتاج سوريا التاريخية كدولة ديمقراطية تعددية، بلا طائفية، كما كانت قبل الانقلابات العسكرية وسنوات حكم نظام الأسد، وأضاف أن القيادة السورية يجب أن تستحضر تجربة الثورة الكبرى ضد الاستعمار الفرنسي كنموذج للوحدة الوطنية.
عزمي بشارة: ما حصل في الساحل خطير، والأخطر أن بعض جوانبه مستمرة، لكن هذه المسألة تحتاج إلى وقت، والوقت مرهون بالنية، وهذا يظهر منذ البداية
تطرّق بشارة إلى ما سماه 'الإنجاز الإسرائيلي الأول' خلال حقبة ترمب، وهو إخراج الجولان من أي عملية تفاوضية مستقبلية. أما المرحلة التالية، بحسب تحليله، فتسعى إسرائيل فيها إلى فرض منطقة منزوعة السلاح في جنوب سوريا، مع بقاء السيطرة الفعلية لها. 'هذا احتلال واضح'، كما قال، 'ويجب التعامل معه على هذا الأساس، لا باعتباره ترتيبًا مؤقتًا أو واقعًا جغرافيًا جديدًا'.
وأضاف أن إسرائيل تسعى إلى فرض إملاءات مباشرة على الحكومة السورية المقبلة في أي تسوية محتملة، بما يبقي سوريا تحت وطأة النفوذ الإسرائيلي وهيمنته السياسية والعسكرية.
عزمي بشارة: إسرائيل تسعى إلى فرض إملاءات مباشرة على الحكومة السورية المقبلة في أي تسوية محتملة، بما يبقي سوريا تحت وطأة النفوذ الإسرائيلي وهيمنته السياسية والعسكرية
وفي معرض تشريحه للمشهد السوري الداخلي، استهجن بشارة استمرار الخطاب الطائفي، سواء من أطراف كانت متحالفة مع النظام أو معارضة له، مشيراً إلى أن هذا النوع من الخطاب يعيد إنتاج التقسيم المجتمعي على أسس مذهبية.
'بشارة' لا يرى في المحاصصة الطائفية حلاً، بل كارثة تعيد إنتاج الطائفية في بنية الدولة، لا في المجتمع فقط، وقال إن رفض المحاصصة لا يعني تهميش مكونات المجتمع، بل العكس، هو إدماجها ضمن الأكثرية الوطنية السورية الشاملة، دون إنكار لهويتها أو حقوقها.
رغم القلق الكبير الذي عبّر عنه، أبدى بشارة تفاؤله المشروط بقدرة السوريين على تجاوز أزماتهم، إذا ما توافرت الإرادة السياسية لذلك، ودعا القيادة الجديدة إلى اعتبار أن ما نشأ في سوريا هو دولة دفع شعبها ثمنها من دمائه، ويجب عدم التفريط بها، بل دعم مؤسساتها لتكون وطنية جامعة، كما طالب بالتوقف عن الانشغال بقضايا سطحية، مثل لباس المرأة، في ظل أخطار وجودية تهدد الدولة من الداخل والخارج.
بشارة يدعو القيادة الجديدة إلى اعتبار أن ما نشأ في سوريا هو دولة دفع شعبها ثمنها من دمائه، ويجب عدم التفريط بها، بل دعم مؤسساتها لتكون وطنية جامعة
وقال بشارة إن نجاح التجربة السورية الجديدة يتطلب شروطاً واضحة مثل الوحدة الوطنية، ونبذ للطائفية، ومقاومة للاحتلال، ودولة مؤسسات، وليس مجرد سلطة بديلة عن النظام السابق، واختتم حديثه بالقول: «ما حصل في الساحل خطير، والأخطر أن بعض جوانبه مستمرة، لكن هذه المسألة تحتاج إلى وقت، والوقت مرهون بالنية، وهذا يظهر منذ البداية».