اخبار سوريا
موقع كل يوم -الجماهير
نشر بتاريخ: ٢٧ أب ٢٠٢٥
الجماهير|| عتاب ضويحي..
من قلب مدينة حلب، ومن خان الشونة التراثي، انطلقت عائلة الخصيم لعالمية تحاكي بخيوطها أصالة الماضي وترسم بألوانها مستقبل الحرف اليدوية. الشاب علي الخصيم، الحائك الماهر، يواصل مسيرة عائلته في صناعة البسط الحلبية اليدوية، محولاً إياها من إرث عائلي إلى علامة تجارية معترف بها في المحافل الدولية.
ورث الخصيم المهنة عن والده وجده، وبدأ رحلته مع النول الخشبي وهو في الحادية عشرة من عمره. بعد 14 عاماً من الممارسة اليومية، أصبحت الحرفة جزءاً لا يتجزأ من هويته وحلمه الشخصي، يسعى من خلاله للحفاظ على هذا الفن التراثي وإبقائه حياً ومتجدداً.
لا تقتصر منتجات ورشة الخصيم على البسط والسجاد التقليدي فحسب، بل تشمل أيضاً المجالس العربية والخيم والمراكي والمخدات، جميعها تُصنع يدوياً بخيوط أصيلة، بدءاً من أول لمسة على النول الخشبي حتى آخر غرزة، مع الاستعانة بتقنيات حديثة مثل ماكينات 'سوبر إكسل' لضمان أعلى معايير الجودة والدقة مع الحفاظ على الطابع التقليدي الأصيل.
لم تبقَ شهرة منتجات عائلة الخصيم حبيسة الحدود السورية، بل امتدت إلى آفاق عالمية واسعة. فقد شاركت العائلة في أكثر من 62 معرضاً دولياً في الخليج وأوروبا وتركيا وأميركا، مما ساهم في بناء شبكة علاقات واسعة وعرض المنتجات السورية الأصيلة أمام جمهور عالمي، مؤكدة على قدرة الحرفة السورية على المنافسة بجدارة بما تحمله من أصالة وقيمة فنية.
ويعد معرض دمشق الدولي، الذي تشارك فيه العائلة للعام الثالث على التوالي، منصة مهمة لهذا الانفتاح. يعتبر علي أن المعرض 'فرصة كبيرة لعرض منتجاتنا أمام جمهور واسع، ونأمل أن يكون نافذة لانفتاح عالمي على المنتج السوري الأصيل'.
يتطلع علي، وهو يحمل هم الحرفة وإرثها، إلى المستقبل بطموح أكبر. لا يقتصر عمله على الإنتاج والمشاركة في المعارض، بل يمتد إلى نقل خبرته إلى الأجيال الجديدة. فقد أطلق ورشات تدريبية في دبي، ويخطط حالياً لإقامة دورات تعليمية في خان الشونة، لتكون نواة لمدرسة متخصصة في تعليم النول الخشبي.
يختتم علي حديثه مؤكداً على الرسالة التي يحملها: 'كما تعلمت المهنة منذ طفولتي، أطمح أن أعلّمها لابني وللجيل الجديد ليحمل هذه الرسالة. فالمصلحة ليست مجرد عمل، بل تراث وهوية'. إنه إيمان برسالة أكبر، بأن صوت النول في خان الشونة لن يخفت، بل سيظل ينسج حكاية تمتد من بيوت حلب القديمة إلى معارض العالم.
#صحيفة_الجماهير