اخبار سوريا
موقع كل يوم -بزنس2بزنس سورية
نشر بتاريخ: ٦ تشرين الثاني ٢٠٢٥
في خطوة استراتيجية تعكس طموحات السعودية للتحول إلى مركز عالمي للذكاء الاصطناعي، كشفت منصة سيمافور الأميركية عن مباحثات متقدمة بين الرياض ودمشق لإنشاء شبكة كابلات بيانات دولية تمر عبر الأراضي السورية، تربط الخليج بأوروبا دون المرور بالمسار التقليدي عبر البحر الأحمر.
مشروع 'سيلك لينك'، الذي يُنتظر الإعلان عن الشركة المنفذة له خلال الشهر الجاري، يمثل نقلة نوعية في البنية التحتية الرقمية للمنطقة. فالمسار الجديد سيتيح مرور الإنترنت من الخليج إلى أوروبا عبر سوريا، ما يقلل من زمن الاستجابة ويعزز موثوقية الاتصال، خاصة بعد الأعطال الغامضة التي ضربت الكابلات البحرية في البحر الأحمر مؤخراً.
وبحسب مصادر مطلعة، تتنافس شركات عربية كبرى على تنفيذ المشروع، من بينها شركة الاتصالات السعودية، إلى جانب تحالفات مدعومة من الأردن والكويت وعُمان والإمارات. وتُقدّر قيمة الاستثمارات بنحو 500 مليون دولار، مع وعود بعوائد تشغيلية مستدامة تعزز الاقتصاد السوري وتحدث نقلة في شبكاته المتقادمة.
وزير الاتصالات السوري، عبد السلام هيكل، أكد أن بلاده في المرحلة الأخيرة من اختيار الشريك المنفذ، مشيراً إلى أن موقع سوريا على البحر المتوسط يمنحها دوراً محورياً كـ'بوابة طبيعية' لدول الخليج لتأمين مسارات بيانات بديلة ومتنوعة.
الاجتماعات التي جرت بين وزيري الاتصالات في الرياض ودمشق مطلع العام الجاري، ناقشت تفاصيل التعاون، وسط ترجيحات بأن تتولى شركة الاتصالات السعودية بناء وتشغيل الكابلات مستقبلاً.
هذا المشروع لا يخدم فقط البنية التحتية، بل يتماشى مع رؤية السعودية التي تعتبر البيانات المورد الاستراتيجي الجديد بعد النفط. فالمملكة تسعى لجذب شركات عالمية لبناء مراكز بيانات ضخمة وتشغيل تطبيقات الذكاء الاصطناعي، مستفيدة من وفرة الأراضي والطاقة الرخيصة.
وقد أبرمت الرياض بالفعل اتفاقات مع شركات أميركية مثل 'أمازون' و'نيفادا' لتطوير البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، لكن نجاح هذه الخطط يعتمد على وجود روابط اتصالات سريعة وموثوقة مع أوروبا وآسيا، وهو ما يسعى إليه مشروع 'سيلك لينك'.
في ظل التنافس الخليجي المتصاعد على قيادة قطاع الذكاء الاصطناعي، تسعى السعودية عبر شركة 'هيوماين' التابعة لصندوق الاستثمارات العامة، إلى أن تصبح ثالث أكبر مزوّد للبنية التحتية للذكاء الاصطناعي عالمياً، بعد الولايات المتحدة والصين.




































































