اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وكالة شهاب للأنباء
نشر بتاريخ: ٢٩ تموز ٢٠٢٥
خاص - شهاب
أكد الخبير العسكري الاستراتيجي الفريق قاصد محمود أن العمليات المتكررة التي تنفذها المقاومة الفلسطينية في مناطق سبق أن استهدفها الاحتلال بالقصف الجوي والمدفعي والبحري، تكشف عن تطور تكتيكي واضح لدى فصائل المقاومة، قادر على إرباك الجيش 'الإسرائيلي' وزعزعة ثقته بنفسه.
وقال الفريق محمود في تصريحٍ خاص لوكالة (شهاب) للأنباء: 'رغم أن هذه المناطق تعرضت لعشرات الهجمات، من تمشيط وقصف جوي وبري واستطلاع بطائرات مسيرة، فإن المقاومة نجحت في تنفيذ كمائن نوعية، باستخدام وسائل متعددة مثل زرع الألغام، في بيئة يُفترض أنها خاضعة لمراقبة إسرائيلية دقيقة، ما يعكس تخطيطًا عالي المستوى وإرادة قتالية صلبة'.
وأوضح أن هذه التطورات الميدانية تعكس تراجعًا في الثقة داخل صفوف الجنود والضباط 'الإسرائيليين' حيث باتوا يشعرون بأنهم عرضة لهجمات مباغتة في كل لحظة، مما يخلق حالة من الهلع والقلق الداخلي وعدم التوازن النفسي والجسدي، ويقود إلى تفاقم الانهيار المعنوي وتزايد حالات الانتحار في صفوف الجيش.
وأضاف الخبير العسكري أن الجندي 'الإسرائيلي' رغم تفوقه التكنولوجي وتسليحه المتقدم، يقف في الميدان مرتبكًا ومرعوبًا، مقابل مقاوم يتمتع بروح فدائية عالية ومهارة ميدانية تجعله يتفوق نوعيًا، قائلاً: 'حين يقتحم المقاوم دبابة ويقتل من فيها، تظهر الفجوة الحقيقية بين جندي بلا عقيدة وبين فدائي يقدّم نفسه دون تردد'.
وأشار إلى أن هذا التفوق النوعي في الاشتباك الميداني لم يقتصر على الجانب العسكري، بل تحوّل إلى ورقة ضغط سياسي حقيقي داخل 'إسرائيل' مع تصاعد الخسائر وفشل الاحتلال في احتواء المقاومة، رغم الدعم الأميركي والسياسي اليميني المتطرف.
وفي تقييمه للوضع الراهن، قال محمود: 'المقاومة اليوم لم تعد فقط تدافع بأسلوب حرب العصابات، بل انتقلت إلى المبادرة، تنفذ عمليات دقيقة في جغرافيات متنوعة داخل غزة، مما زاد من تأثيرها الميداني والسياسي'، مؤكدًا أن هذا الإنجاز يعكس فشل الاحتلال في حسم المواجهة رغم كل تفوقه العسكري، وخاصة في جنوب القطاع، حيث صمدت خان يونس في وجه الاجتياحات المتكررة.
وختم بالقول: 'النتائج الكبرى لهذه الحرب لن تظهر فورًا، لكنها تُراكم تدريجيًا على شكل أزمات داخل المؤسسة العسكرية والسياسية الإسرائيلية، وهذا ما سيُقرأ بوضوح في المرحلة المقبلة'.
في إطار سلسلة عمليات 'حجارة داود'، أعلنت كتائب القسام عن تنفيذ كمين مركب استهدف ثلاث ناقلات جند 'إسرائيلية' في منطقة عبسان الكبيرة شرق خان يونس. وأسفرت العملية عن مقتل ثلاثة جنود وإصابة آخرين، وفقاً لما أعلنه جيش الاحتلال.
وأفادت كتائب القسام بأن مقاتليها تمكنوا من زرع عبوات ناسفة داخل قمرات القيادة للناقلات، مما أدى إلى تدميرها بالكامل. كما تم استهداف ناقلة ثالثة بقذيفة 'الياسين 105'، مما أدى إلى احتراقها.
وتُظهر هذه العملية مدى تطور التنسيق الميداني بين فصائل المقاومة، وقدرتها على تنفيذ عمليات نوعية تُكبد الاحتلال خسائر فادحة رغم تفوقه العسكري.