اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢٧ نيسان ٢٠٢٥
يرى الحقوقي الموريتاني أحمد الوديعة، أن ما يجري في غزة من مجاعة وتشريد وقتل ممنهج 'شاهد إدانة على غثائية الأمة'، متسائلا: 'كيف لأمة المليارين أن تقبل تعطيش وتجويع وإبادة مليونين من أهلها؟'.
وفي حديث مع صحيفة 'فلسطين' أمس، يؤكد الوديعة أن 'لا أحد في الأمة أدى ما عليه'، غير مستثن لا دولة ولا شعبا، ولا حتى بلده موريتانيا، رغم اعتقاده أنها من أكثر شعوب الأمة دعما وتفاعلا، مضيفا: 'كل ذلك بعيد عن الجهد المطلوب والمؤثر'.
والوديعة هو أيضا ناشط سياسي وإعلامي في موريتانيا، ويقدم واحدا من أكثر البرامج التلفزيونية متابعة في البلاد، وهو برنامج 'في الصميم' الذي تبثه قناة 'المرابطون' الخاصة.
وينتقد الوديعة، 'وهن قادة الأمة وتخاذلهم؛ قادة الحكم، وقادة الفعل والتأثير في الهيئات والمؤسسات التي تستطيع تحريك الناس'.
ويتابع توصيفه لحالة الموقف العربي: 'خذلان غزة أيضا من الأفراد المؤثرين والعاديين'، مشددا على أن الحل يبدأ بـ'توبة نصوح جماعية' تنهي هذا التخاذل.
وفي تفسيره لما أدى إلى هذا الخذلان، يعود الوديعة إلى ما يراه جوهر الأزمة: 'حب الدنيا وكراهية الموت'، مؤكدا أن أحدا لم يرق لمستوى تضحيات أهل غزة، ولم يكن مستعدا للتضحية بمصالحه أو نمط حياته.
ويلخص هذه الحالة بقوله: 'قلنا لأهل غزة اذهبوا أنتم وربكم فقاتلوا... إننا هنا قاعدون'.
ويأسف لأن هذا المشهد 'لا يحرجنا أمام العالم فقط، بل هو مخجل للأجيال القادمة، ومخجل أمام الله يوم نُسأل عما قدمناه لإخواننا حين استنصرونا في الدين'.
'نريد أفعالا لا بيانات'
ويصف الوديعة واقع أغلب حكومات العالم الإسلامي بأنها 'خادمة للاحتلال، خانعة له، خائفة منه'، مضيفا أنها 'ترتجف أمام (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب'، لكنها – في المقابل – 'أمنت غضب الشعوب'.
ويعول الحقوقي الموريتاني على 'ضغط الأمة'، مؤكدا أن التغيير لن يتم ما لم تكن 'قيادات الأمة مستعدة لدفع الثمن'، وهو ما لم يتحقق حتى الآن.
ويؤكد أن 'الأمة ليست عاجزة... الأمة تستطيع. ليتنا كنا كذلك، ليتنا نثبت ذلك'.
ويطرح الوديعة تصورا لما ينبغي فعله: أولا: 'حصار دائم لسفارات دول العدوان، لتشعر أن عدوانها يكلفها سياسيا واقتصاديا، كما تحاصر غزة'.
وثانيا: 'اعتصامات واحتجاجات أمام قصور الحكم، وفي شوارع العالم الإسلامي، للضغط على الحكومات'.
ويرى أن تحرك ملايين فقط من أمة المليارين ضمن هذا النسق 'كفيل بقلب المعادلة'، مستبشرا ببعض النماذج الأخيرة للحراك العالمي، راجيا أن تكون بداية الخروج من حالة الخذلان.
ويوجه نداء جامعا: 'المطلوب أن نكون جسدا واحدا'، مشيرا إلى أن واجب اللحظة هو 'أن نسهر، ونتألم، ونجوع، ونعطش، ونغضب، ونتظاهر، ونحاصر السفارات، ونرابط في الساحات... حتى تتوقف الإبادة، وينهزم الاحتلال، ويتحرر الأسرى، والمسرى'.
'مشهد عظيم'
ويمتدح الحقوقي الموريتاني، صمود أهل غزة في وجه التهجير، واصفا مشهد عودتهم إلى شمال القطاع إبان وقف إطلاق النار في يناير/كانون الثاني بأنه 'عظيم'.
ويخاطب الغزيين: 'لقد قمتم بما عليكم وأكثر، ولكنكم خذلناكم. غفر الله لنا، وألهمنا سبل نصرتكم'.
ويتزامن حديث الوديعة مع إعلان برنامج برنامج الأغذية العالمي نفاد مخزونه الغذائي في غزة بسبب استمرار الاحتلال الإسرائيلي في إغلاق المعابر المؤدية إلى القطاع، منذ الثاني من مارس/آذار.
وذكر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة الجمعة أن “المجاعة اليوم لم تعد مجرد تهديد، بل أصبحت واقعا مريرا”.
وقال في بيان “سُجلت 52 حالة وفاة بسبب الجوع وسوء التغذية، من بينها 50 طفلا… فيما يشتكي أكثر من مليون طفل من الجوع اليومي… وأُجبرت آلاف الأسر على مواجهة الموت جوعا بعد عجزها عن توفير وجبة واحدة لأبنائها”.
وانقلب الاحتلال الإسرائيلي في 18 مارس/آذار على اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة، مستأنفا حرب الإبادة الجماعية التي أسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 168 ألف غزي معظمهم نساء وأطفال، وفق وزارة الصحة.