اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وكالة شهاب للأنباء
نشر بتاريخ: ٢ أب ٢٠٢٥
خاص _ شهاب
في الوقت الذي تعاني فيه غزة من حصار خانق وتجويع ممنهج، أطلقت كتائب القسام رسالة مدوية أكدت فيها أن 'أسرى الاحتلال جوعى، ليس لأننا أردنا ذلك، بل لأن حكومتهم قررت التخلي عنهم وعدم إدخال الطعام لغزة'.
جملة قصيرة لكنها كشفت هشاشة الرواية 'الإسرائيلية'، وفتحت جراحاً عميقة داخل المجتمع 'الإسرائيلي' بعد تداول مشاهد صادمة لأحد الأسرى، الجندي 'أبيتار دافيد'، وهو في حالة هزال شديد بعد 665 يوماً في الأسر.
ظهور 'أبيتار' في هذا الوضع أثار عاصفة من ردود الفعل في الداخل 'الإسرائيلي'، لم تكن المقاومة بحاجة فيها لتبرير موقفها؛ فالصورة باتت أبلغ من أي بيان، في تلك الصورة، وُثق الجوع الذي ينهش أجساد أسرى الاحتلال، تماماً كما ينهش جسد غزة المحاصر.
الأسير السابق لدى المقاومة الفلسطينية 'أوهاد بن عامي' لم يحتمل المشهد، وقال: 'رأيت الفيديو وأنا أبكي، يذكرني بجحيم غزة عندما خرجنا كالهياكل العظمية، ماذا عن الذين تُركوا هناك؟ إنهم يتعفّنون تحت الأرض، جوعى ويائسون'.
وأضاف: 'هل لدى حكومتنا شريعة أخرى؟ هل لديها قيم مختلفة؟ يجب إعادتهم الآن، في صفقة واحدة'.
وفي 'إسرائيل'، لم تُفلح التصريحات السياسية في امتصاص الغضب الشعبي، الصحفي 'أوفير يونتان' من 'يديعوت أحرونوت' وجّه رسالة غاضبة قائلاً: 'لا أريد أن أسمع أي مسؤول سياسي يتحدث عن تعثر المفاوضات، فقط أريد أن أسمع أن هذا المسؤول يفعل كل ما بوسعه لإعادة أبيتار و49 أسيراً آخرين إلى بيوتهم'.
أما الإعلامي 'موآف فاردي'، فخاطب معارضي الصفقة بشكل مباشر: 'من المسموح أن تعارضوا الصفقة، لكن من واجبكم أن تشاهدوا أبيتار هذا المساء، أن تنظروا في عينيه، ثم تتخذوا قراراتكم'.
رئيس المعارضة يائير لابيد بدوره قال: 'يجب على كل عضو في الحكومة أن يشاهد الفيديو قبل النوم، ويحاول أن يغفو وهو يفكر في أبيتار وهو يحاول البقاء على قيد الحياة داخل النفق'.
وعبّرت شقيقة أبيتار عن مشاعرها بقولها: 'حالته الجسدية في الفيديو كانت كأنها مليون ضربة في قلبي'.
ومع استمرار تجاهل الاحتلال لأسراه في غزة، بدا أن السردية التي تقدمها المقاومة – أن الجوع واحد، والقرار في يد الاحتلال – لم تعد تُقابل بالإنكار، بل بدأت تنخر في جدار الرواية الرسمية 'الإسرائيلية'.
موريا أسراف، من القناة 13، قالت بمرارة: 'بعد مشاهدة الصور، يتضح المعنى الحقيقي للمجاعة، يا للعار على الصحفيين الذين انجروا وراء هذه الحملة بينما أسرانا هناك في حالة هزال شديد، لا لحم على عظامهم، مشاهد تقشعر لها الأبدان. عار لا يُغتفر'.
أما المختص في الشأن 'الإسرائيلي' عصمت منصور قال إن الفيديو الذي نشر للجندي الأسير صدم مجتمع الاحتلال، فتح عينيه على المجاعة، وأظهر أمامه مصير أسراه.
وأضح في تعليقه على الفيديو التي نشرته المقاومة أن مجتمع الاحتلال عنصري فوقي لا يبالي سوى بنفسه.
وأشار منصور إلى أن هذا الفيديو أنجح وأقوى فيديو منذ بداية الحرب، مبينًا أنه سيكون له مفعول مباشر وتأثير على قرارات الحكومة وحسابات الجيش.
واختتم تعليقه قائلًا: 'هكذا وضع لا يمكن مواجهته بالقوة العسكرية'.
في واقع الأمر، فإن ما قالته كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس هو قلب السردية: 'إنهم جوعى لأن حكومتكم تخلت عنهم، كما تخلت عن غزة بأكملها'.