اخبار فلسطين
موقع كل يوم -راديو بيت لحم ٢٠٠٠
نشر بتاريخ: ٨ تشرين الأول ٢٠٢٥
'مديرية زراعة بيت لحم تتوقع إنتاج 200 طن زيتون في موسم 2025 مع تحديات الاحتلال والمناخ
بيت لحم 2000 -أعلنت وزارة الزراعة أن موسم قطف ثمار الزيتون للعام الجاري 2025 سينطلق يوم غد الخميس، الموافق التاسع من أكتوبر، في جميع محافظات الوطن، مؤكدة أن تحديد موعد الموسم يأتي في إطار الحرص على إنجاح الموسم الزراعي بما يحقق أفضل إنتاجية للمزارعين.
وفي سياق متصل، أشادمدير عام مديرية زراعة بيت لحم عبد الوهاب حلايقة، فيحديث لهُخلال برنامج 'يوم جديد' مع الزميلة سارة رزق، الذي يبث عبر أثير راديو 'بيت لحم 2000': بالجهود المبذولة لتأمين انطلاقة الموسم ودعم المزارعين،وأوضح أن مديرية الزراعة، بناءً على توجيهات وزير الزراعة، تعمل ضمن إطار الالتزام الحكومي بحماية الأرض والمزارع الفلسطينية كركيزة أساسية للسيادة الوطنية، مؤكداً أن قطاع الزراعة يمثل أحد القطاعات الاستراتيجية الحيوية لتعزيز صمود المزارعين وضمان الأمن الغذائي الوطني.
وأضاف أن الوزارة تواجه التحديات المتصاعدة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، الذي يستهدف المزارعين والأراضي الفلسطينية، مشيراً إلى أن الحكومة الفلسطينية تسعى من خلال إطلاق حملات داعمة للمزارعين إلى مواجهة هذه التحديات وضمان نجاح الموسم،وأوضح أن دعم وزير الزراعة انعكس في عقد اجتماع بتاريخ 25 أغسطس 2025، شاركت فيه كافة المؤسسات الوطنية والحكومية لتنسيق جهودها ودعم المزارعين، تحت شعار حملة 'زيتون 2025'، متابعة لما تم تنفيذه في العام الماضي في حملة مماثلة حملت اسم 'الفزعة'، التي شهدت مشاركة جميع الجهات الرسمية والحكومية والمدنية والأمنية في مزارع الزيتون.
وأكد حلايقة أن الحملة السابقة ساهمت في تقليص حجم الأضرار التي تلحق بالمزارعين، ففي عام 2023 تم تسجيل نحو 100 ألف دونم لم يتم قطفها، بينما انخفض هذا الرقم في عام 2024 إلى حوالي 35 ألف دونم، مشيراً إلى أن الحملة الحالية تهدف إلى تقليص هذه الأضرار بشكل أكبر، وتوفير الدعم الكامل للمزارعين في جميع مراحل قطف الزيتون.
وأشار مدير عام مديرية زراعة بيت لحم إلى تشكيل لجان محلية في كل محافظة لمساعدة المزارعين في موسم قطف الزيتون، حيث تم عقد اجتماع بتاريخ 16 سبتمبر في محافظة بيت لحم برئاسة المحافظ، وأسفر عن إنشاء لجنة محلية تضم عدة مؤسسات لدعم العملية الزراعية، وتشمل اللجنة المحلية، برعاية المحافظة ومديرية الزراعة، هيئة مقاومة الجدار كطرف استراتيجي، وهيئة الشؤون المدنية، والجهات الزراعية العاملة في القطاع، بالإضافة إلى الدفاع المدني، والمجلس الأعلى للشباب والرياضة، وجمعية الشباب المسرية، مع التركيز على تحديد مواقع حساسة في المحافظة لتقديم الدعم اللوجستي والميداني للمزارعين أثناء قطف الزيتون.
وتستمر وزارة الزراعة ومديرية زراعة بيت لحم في تجهيزات موسم قطف الزيتون لهذا العام من خلال برامج ومبادرات تهدف لدعم المزارعين، لا سيما في المناطق القريبة من المستوطنات التي تشهد صعوبة الوصول إلى الأراضي الزراعية. وأوضح حلايقة أن المحافظة ستشهد نحو خمس فعاليات ميدانية خلال الموسم، يشارك فيها كافة المؤسسات الرسمية والمتطوعون لمساعدة المزارعين في المناطق الحساسة، مشيرًا إلى أن الحملة الوطنية ستنطلق يوم 22 أكتوبر في بيت لحم، وتستمر لعدة أيام بمشاركة جميع الشركاء بهدف تقديم الدعم الكامل للمزارعين أثناء قطف الزيتون.
وبالحديث عن الإنتاج المتوقع لموسم الزيتون لهذا العام، أوضح مدير عام مديرية زراعة بيت لحم أن هذا العام يصنف ضمن سنوات 'الشلتونية'، أي سنوات الحمل الضعيف للأشجار، وهو ما يؤثر على حجم الإنتاج مقارنة بالأعوام السابقة. وأضاف حلايقة أن مساحة الأراضي المزروعة بالزيتون في المحافظة تبلغ نحو 38 ألف دونم، منها حوالي 28 ألف و350 دونم يمكن الوصول إليها بسهولة، في حين أن نحو 30% من الأراضي مزروعة بالزيتون تبقى مغلقة بسبب قيود الاحتلال الإسرائيلي، ما يقلص المساحة القابلة للقطف إلى نحو 20 ألف دونم فقط.
وأشار حلايقة إلى أن انخفاض الإنتاج هذا العام يعود إلى عدة عوامل، أبرزها التأثيرات المناخية، حيث أدى انخفاض معدلات الأمطار خلال الموسم الماضي إلى ضعف المحصول، إلى جانب ما يفرضه الاحتلال على الأراضي الزراعية من قيود وإغلاق بعض المناطق. ولفت إلى أن المعدل المتوقع للإنتاج هذا العام لن يصل إلى متوسط الإنتاج في السنوات الخمس عشرة الماضية، حيث كان المعدل المعتاد يبلغ نحو 50 كيلوغرامًا لكل دونم، فيما من المتوقع أن يشهد الإنتاج انخفاضًا بحوالي 30%، ما يؤثر مباشرة على كمية الزيت المنتجة والدخل المتوقع للمزارعين.
وأكد حلايقة أن هذه التحديات تتطلب تنسيقًا دقيقًا بين كافة الجهات المعنية، لضمان وصول الدعم إلى المزارعين في المناطق الأكثر حساسية، وحماية الأراضي والمحاصيل من أي اعتداءات أو عراقيل قد تعيق نجاح موسم القطف. وأشار إلى أن اللجنة المحلية التي تم تشكيلها برعاية المحافظة ومديرية الزراعة تعمل على تقديم الدعم الميداني واللوجستي، ومساعدة المزارعين في الوصول إلى أراضيهم وتأمين محاصيلهم، بالتعاون مع جميع الشركاء من الجهات الرسمية، المؤسسات المدنية، التطوعيين، وهيئة مقاومة الجدار، والدفاع المدني، والمجلس الأعلى للشباب والرياضة، وجمعية الشباب المسرية.
وأكد حلايقة أن تغير المناخ أثر بشكل كبير على الغطاء الزراعي والإنتاجية الزراعية، وعلى دخل المزارعين الفلسطينيين، مضيفًا أن تأثير الاحتلال الإسرائيلي لا يقل عن تأثير المناخ، بل يشكل عاملًا أكبر نتيجة السياسات الإسرائيلية الهمجية في اقتلاع أشجار الزيتون، التي تمثل رمزًا وطنيًا للمزارعين الفلسطينيين،وأوضح أن اقتلاع عشرات أو مئات الأشجار يحدث بشكل شبه يومي في محافظة بيت لحم، ما يزيد من التحديات التي تواجه المزارعين خلال موسم القطف.
وحول متابعة عملية القطف والعصر لضمان جودة الزيت الفلسطيني والمحافظة على سمعته محليًا وعالميًا، أشار حلايقة إلى أن مديرية الزراعة تقوم بإشراف مباشر على الإنتاج، بما يشمل جولات ميدانية في المعاصر قبل بدء العصر لتقديم التعليمات الفنية والإرشادية، ومتابعة تنفيذ جميع الإجراءات لضمان حصول المزارعين على منتج عالي الجودة وفق المواصفات القياسية. وتابع أنه يتم تنظيم ورش عمل وزيارات فردية للمزارعين لتعليمهم أفضل الممارسات الفنية في القطف، مثل تجنب ضرب الزيتون بالعصي أو تعريض الثمار لأشعة الشمس المباشرة، والحرص على نقل الزيتون من الشجر إلى الحجر بطريقة تحفظ الجودة.
وأشار إلى أن التقديرات الأولية لإنتاج الزيت الفلسطيني في المحافظة هذا العام تصل إلى نحو 200 طن من الزيت، مقارنة بالاحتياجات المحلية التي تبلغ حوالي 850 طن، ما يشير إلى وجود نقص كبير سيتم تغطيته جزئيًا من مناطق أخرى في شمال الضفة الغربية. وأوضح أن هذا الانخفاض في الإنتاج يعود إلى عوامل متعددة، منها الحمل الشلتوني للأشجار، صعوبة الوصول إلى الأراضي المغلقة بسبب الاحتلال، وتغير المناخ الذي أثر على معدلات الأمطار والمحاصيل بشكل كبير.
ولضمان تحسين جودة الزيت، أضاف حلايقة أن مديرية الزراعة نظمت اجتماعات مع أصحاب المعاصر للالتزام بكافة الإجراءات الفنية والمواصفات المطلوبة، كما تم توزيع حوالي 2500 شوال خيش لتعبئة الزيت بدلًا من الأكياس البلاستيكية التي تؤثر سلبًا على الجودة، مع إجراء فحوصات مخبرية يومية للمقارنة بين جودة الزيت المخزن في الشوال الخيش والزيوت الأخرى.
وعن الرسالة التي توجهها الوزارة للمزارعين، شدد حلايقة على أن موسم قطف الزيتون يمثل يومًا وطنيًا وموسمًا مهمًا للغاية، وأن وزارة الزراعة وكافة المؤسسات الرسمية والمجتمع المدني والقطاع الخاص يقفون مع المزارعين قلبًا وقالبًا، ملتزمين بتقديم كل الدعم الممكن، سواء عبر التوعية الفنية، أو توفير المعدات، أو الجولات الإرشادية، أو الدعم اللوجستي، في ظل التحديات الكبيرة الناتجة عن الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي والمزارع الفلسطينية. وأكد أن ما تقوم به الوزارة والشركاء هو 'نقطة في بحر من الاحتياجات'، لكنه يأتي في إطار مسؤولية وطنية وأخلاقية ودينية لمساندة المزارعين وحماية القطاع الزراعي الفلسطيني.
المزيد من التفاصيل في المقطع الصوتي التالي: