اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١٨ أيار ٢٠٢٥
*﴿كُلَّما أَوقَدوا نارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}* المائدة64
في خضم هذا الصراع الذي لا ينتهي، حيث تتهدد المنطقة بحرب إقليمية قد تُشعلها نيران الطموحات الكبرى، يقف التاريخ على مفترق طرق. عصابات الإبادة التي ظنت نفسها لا تُقهر، تُدرك اليوم أن عهدها يوشك على النهاية، وأن أقدار الله تمضي كما كتبها في كُتب السماء. في لعبة القوة والمصير، حيث تتداخل المصالح وتتقاطع الحروب، يبقى وعد الله قيد التجربة والرجاء: هل ستُطفئ يد الله نيران الفتن، أم ستُشعل ناراً أكبر تُغير ملامح العالم بأسره؟ والأمل، كما كان دومًا، في قلوب من يؤمنون أن الحق لا يموت، وأن النصر حتمي لمن صبر وثابر، مهما طال الليل.
حرب إقليمية محتملة بعد أكثر من سنة ونصف عسيرة كاملة على محرقة غزة، ولا أفق لنهايتها، بل الاحتمالات مفتوحة أمام جبهات تصعيد متعددة. فبعد أن كانت عصابات الإبادة تعتبر نفسها سيد المنطقة، فاجأها الطوفان، فإذا هي بلا وزن استراتيجي، فضلًا عن أن تكون سيد الشرق الأوسط. بل وتجد نفسها عاجزة عن تصعيد لدرجة حرب مفتوحة على أي جبهة فضلا عن معركة استنزاف متصاعدة في غزة، وفقدت القدرة على إعادة سكانها أو لجم اليمن بطريقة ما، فضلًا عن تصاعدها غير المتوقع وقصفها تل أبيب مرارًا. لذلك، تعلم دولة عصابات الإبادة خسارتها المتعاقبة، فلا تحقق أهدافها في مواجهة غزة الحلقة الأضعف، ولا تجرؤ على إشعال حرب مفتوحة تعلم يقينًا أنها ستذهب بما تبقى لها من رصيد أو هيبة، فضلًا عن تعاظم قلق الزوال والنهاية.
عصابات الإبادة وزعيمها النرجسي تعتمد خيار تسعير حرب إقليمية تشمل المنطقة كلها على أن تكون أمريكا وجيشها هم وقود النار؛ والتي لن تستطيع التخلي عن مشروعها الاستراتيجي في المنطقة مما سيغرقها في وحل جديد، ولم تكد تنجو من وحل أفغانستان والعراق. والنار التي تسعرها عصابات الإبادة تطمح إلى إنهاء المشروع النووي الإيراني باعتباره المهدد الاستراتيجي الرئيس لعصابات الإبادة ومستقبل وجودها كسيد الشرق الأوسط.
ويتربص أصحاب الحلم الإمبراطوري التنين الصيني ومن خلفه بوتين روسيا هذه اللحظة بغرق أمريكا وتآكل قوتها، وسيقدمان مددًا لإيران وأطراف أخرى في الشرق الأوسط على أمل أن يكون مقبرة الإمبراطورية الأمريكية لصالحهم؛ أما تركيا، الدولة الإقليمية صاحبة الحدود الأطول مع كل أقطار هذه المعركة، فستأخذ مضطرة أو مختارة أن تكون جزءًا من حرب إقليمية قد تتدحرج رقعتها إلى حرب عالمية ثالثة، والتي قد تسفر عن نظام دولي جديد ليست سيده أمريكا، ولا مقام فيه لدولة عصابات إبادة. فهل يتجدد وعد الله عز وجل بزوال دولة الكيان المؤقت بهذا السيناريو، أم نكون أمام توعد الله عز وجل ليهود بأنهم {كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ} المائدة 64؟