اخبار فلسطين
موقع كل يوم -رام الله مكس
نشر بتاريخ: ١٦ تموز ٢٠٢٥
رام الله مكس: ذكرت صحيفة هآرتس العبرية انه وفقًا لخبير خرائط من الجامعة العبرية، فقد تم تدمير 89% من مباني رفح، و84% من مباني شمال القطاع، و78% من مباني مدينة غزة بشكل كلي أو جزئي. وتشير البيانات إلى أنه منذ أبريل يُدمَّر نحو ألفي مبنى شهريًا في رفح.
'لا يوجد لسكان القطاع مكان يعودون إليه. العالم الذي عرفوه، حياتهم اليومية، لم يعد موجودًا'، يقول عدي بن نون، محاضر في قسم الجغرافيا ورئيس وحدة نظام المعلومات الجغرافية (GIS) في الجامعة العبرية. 'الخراب طال جميع المستويات – من البيوت، إلى مؤسسات الدولة، أماكن العمل، المؤسسات التعليمية، والأراضي الزراعية – كل شيء تدمّر'.
في الآونة الأخيرة، قام بن نون بتحليل صور أقمار صناعية للقطاع باستخدام خوارزمية حاسوبية بهدف تقييم حجم الدمار. وبحسب تقديره، فإن حوالي 160,000 مبنى – أي نحو 70% من إجمالي المباني في غزة – تعرضت لأضرار جسيمة (تدمير بنسبة لا تقل عن 25%)، ما يجعلها غير صالحة للسكن. ومع ذلك، يشير إلى أن نسبة الدمار قد تكون أعلى، لأن الأقمار الصناعية تعاني من صعوبة في الكشف عن الأضرار الجانبية للمباني ما لم يكن السقف منهارًا.
ويضيف أن مدينة رفح، التي كان يقطنها حتى بداية الحرب نحو 275,000 نسمة، تكبدت أكبر حجم من الأضرار – مع تدمير كلي أو جزئي لنحو 89% من مبانيها. ووفقًا لتقديراته، منذ أبريل يتم تدمير نحو 2000 مبنى شهريًا في المنطقة. في الأسابيع الأخيرة، كشفت الحكومة عن خطتها لبناء 'المدينة الإنسانية' على أنقاض رفح، والتي من المفترض أن تُجمع فيها غالبية سكان القطاع.
إلى جانب ذلك، يُشير بن نون إلى أنه في محافظة خان يونس تم تدمير حوالي 63% من المباني، وفي شمال غزة – الذي يشمل بلدات بيت حانون، بيت لاهيا ومخيم جباليا – تم تدمير 84% من المباني. كما تضررت 78% من مباني مدينة غزة. ويذكر أن المنطقة الوحيدة التي تقل نسبة الدمار فيها عن 50% هي دير البلح، حيث تشير تقديراته إلى أن نحو 43% من المباني قد دُمرت هناك.
البيانات التي يقدمها بن نون أعلى من تلك التي نُشرت حتى الآن. ووفقًا لبيانات مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية، حتى أبريل الماضي، تم تدمير أكثر من 50% من مباني القطاع بالكامل أو تضررت بشكل كبير، مع وجود مؤشرات لأضرار إضافية لحوالي 15% أخرى. وتُقدّر الأمم المتحدة أيضًا أن الجيش الإسرائيلي دمّر، إلى جانب المنازل، ما لا يقل عن 2,308 مؤسسة ومنشأة تعليمية – من رياض الأطفال وحتى الجامعات. ووفقًا لهذه البيانات، تم تدمير جميع الجامعات في القطاع كليًا أو جزئيًا، و501 من أصل 554 مدرسة غير صالحة للاستخدام قبل تنفيذ ترميم شامل. بالإضافة إلى ذلك، تم تدمير 81% من الطرق والشوارع في القطاع.
وتُقدّر الأمم المتحدة أيضًا أن وزن ركام المباني في غزة يصل إلى نحو 50 مليون طن – ما يعادل 137 كغم من ركام المباني لكل متر مربع في القطاع، من الشاطئ وحتى الجدار، ومن معبر إيرز وحتى رفح. في أغسطس، قدّر معهد أبحاث تابع للأمم المتحدة أن كمية ركام المباني في غزة تعادل 14 ضعف كمية الركام التي تولدت من جميع النزاعات المسلحة منذ عام 2008. قبل عدة أشهر، قدّرت الأمم المتحدة أن عملية إزالة الركام ستستغرق 21 عامًا وتكلّف نحو 1.2 مليار دولار.
في بداية الحرب، نتج معظم الدمار عن استخدام المتفجرات، سواء القنابل التي ألقتها الطائرات أو المباني التي فُجّرت من قبل سلاح الهندسة. ومع ذلك، في الأشهر الأخيرة يتم تنفيذ الهدم غالبًا بوسائل ميكانيكية – عادة من قبل مقاولين مدنيين إسرائيليين يعملون تحت حماية وحدات الجيش. ويشهد ضباط بأن هؤلاء المقاولين قد يربحون ما يصل إلى 5,000 شيكل عن كل مبنى يُهدم، وأنهم يضغطون على القادة في الميدان لتوسيع نطاق التدمير – ويطالبون بقوات لحماية المعدات الهندسية وسائقيها.